النيل الأزرق في تحدي الإبقاء على هؤلاء!
يبدو أن (النيل الأزرق) باتت تواجه أزمة حقيقية تتعلق بكيفية الاحتفاظ بكوادرها المتميزة في الآونة الأخيرة ، عقب إطلاق صاحب أكبر الأسهم بالقناة الزرقاء رجل الأعمال “وجدي ميرغني” لقناة جديدة، تحمل اسم (أس 24)، من المتوقع أن تعانق عيون المشاهدين بتاريخ مميز ممهور بالأرقام التالية 6 ـ 6 ـ 2016م، ومنذ أن بدأ التجهيز لهذه المحطة الجديدة تكون لدى النقاد والكتاب الفنيين والمراقبين رأي واضح مفاده بأن القناة الجديدة ستجفف (النيل الأزرق)، ومع مرور الأيام واقتراب بثها رحل المذيع المتميز “محمد عثمان” صوبها موقعاً عقداً جديداً لتجربة جديدة حاملاً آمالاً بتكرار النجاح، وقبل أن يجف مداد حبر العقد الذي حول وجهة “محمد عثمان” غادرت المذيعة “رشا الرشيد”، ولكن ليس للمحطة الوليدة وإنما لقناة (الشروق)، وما بين رحيل “محمد” و”رشا” دار همس وتكهنات حول انتقال العديد من الأسماء للقناة الجديدة خاصة وأنها كسبت توقيع عدد كبير من فنيي ومصوري (النيل الأزرق).
تحدٍ كبير
ويعد “محمد عثمان” من الكوادر المتميزة التي تشكلت موهبتها عبر قناة (النيل الأزرق) وتمددت ليكون مراسلاً لقناة (أم بي سي) العربية، وبعد نحو 7 سنوات من الإبداع بالمحطة الزرقاء، قرر أن يلتحق بالقناة الجديدة لييترك فراغاً كبيراً خاصة، وأن القناة غادرها الكثيرون في السنوات الأخيرة أبرزهم المذيع المتميز “سعد الدين حسن”، بالإضافة إلى المذيعة “تسابيح مبارك خاطر” ،وقبلهما “نسرين سوركتي” و”سلمى السيد”، بالإضافة إلى اغتراب المذيعة المتألقة “نادين علاء الدين”،التي هاجرت بصورة نهائية الي الإمارات، بالإضافة إلى المذيعة “هايلين هاشم”، التي تزوجت واستقرت بالإمارات.
وتواجه “النيل الأزرق” تحدياً كبيراً بتعويض من رحلوا عنها خاصة وأنها ستواجه منافسة شرسة في ظل الانتشار الكبير للفضائيات السودانية، على غرار (أم درمان)، التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من المشاهدة، بجانب منافستها الرئيسية محطة (الشروق)، ومع قرب موسم رمضان التنافسي ،وجدت المحطة نفسها في تحدٍ حقيقي بأن تستقطب وجوهاً تقدم برامج رمضان ،وقادرة على التعويض.
شبح الفشل
فيما تواجه المذيعة “رشا الرشيد” تحدياً كبيراً بتجربتها الجديدة خاصة وأن شبح (الفشل) أصاب نماذج انتقلت في أوج تألقها لقناة (الشروق) من (النيل الأزرق)، وليس ببعيد تجربة المذيعة التي انطلقت بقوة بالنيل الأزرق “نسرين سوركتي”، والتي فقدت بعض بريق نجوميتها ، في السنوات الأخيرة رغم بداياتها القوية بـ(الشروق)، وآخر النماذج كانت أحد أميز من قدمتهم النيل الأزرق المذيعة “تسابيح خاطر” ،التي بدورها فشلت في أن تجاري نسق الأداء الممزوج ما بين المنوعات والرسمية بـ(الشروق) ،وغاب نجمها في الفترة الأخيرة.
وعلى غرار تجارب الفشل هنالك نماذج نجحت بـ(الشروق) قادمة من (النيل الأزرق) على سبيل المثال المذيع “شيبة الحمد” والمذيعة “إسراء عادل”.
القناة لن تتأثر برحيل أحد
غير أن مدير البرامج بقناة النيل “عمار شيلا” قال لـ(المجهر) في تصريحات سابقة بأن القناة ستظل قوية ، متمنياً في ذات الوقت، التوفيق لــ”محمد” و”رشا”، وأشار “عمار” خلال حديثه إلى أن القناة لن تتأثر برحيل أحد خاصة، وأنها تملك كوادر مؤهلة من المذيعين والمذيعات، وأضاف “عمار” بأنهم غير معنيين بالإجابة أو التعليق على الأخبار الرائجة حول تجفيف (النيل الأزرق) من قبل مالكها “وجدي ميرغني”، والذي هو ذاته مالك المحطة الجديدة (أس 24)، مختصراً حديثه بالقول: (أنا معني فقط بأن أجيب على شق يخص النيل الأزرق، أما الشق الثاني أمشوا أسالوا صاحب القناة الجديدة).
ونفي “عمار” في ذات الوقت مغادرة المذيعة بالقناة “شهد المهندس” صوب المحطة الجديدة (أس 24) ،بعد أن تداول عدد من الصحف خبر انتقالها بصورة رسمية.
نماذج قادرة على التعويض
ويبقى التحدي في الفترة المقبلة لـ(النيل الأزرق) هو أن تحافظ على من تبقى من كوادرها لتحقق الاستقرار والنجاح، حيث إن القناة لا زالت تحتفظ ببعض المذيعين والمذيعات المتميزات، ومنهم على سبيل المثال “نجود حبيب”، “شهد المهندس”، “إسراء سليمان”، “مودة حسن”، “فاطمة مصباح” و”توسل التاي”، وهؤلاء قادرات على تعويض من رحلوا بشرط أن تكون خارطة البرامج الرمضانية على قدر عالٍ من التميز والتنوع.
بالإضافة إلى تهيئة البيئة العملية بالقناة والتركيز على التحفيز المادي للإبقاء على هذه الكوادر خاصة ،وأن هنالك العديد من الأنباء تحدثت بأن انتقال الأغلبية بالآونة الأخيرة كان بسبب المال.
المجهر