مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : قناة كسلا أثبتت (فشلا)

المعروف أن الهدف الأساسي من قيام المحطات الفضائية الولائية هو عكس ثقافات تلك الولايات للعالم الخارجي، وإتاحة الفرصة للمبدعين لتقديم إبداعاتهم، ثم بعد ذلك يأتي دورها في أن تكون لسان حال حكومة الولاية وعكس نشاطها، وفي قناة كسلا الفضائية نرى الحال مختلفاً، لأن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقها على خلاف الولايات الأخرى، فكسلا في السودان هي ليست مجرد مدينة، ولكنها مهبط الوحي الإبداعي وأم المبدعين، ويكفي كسلا أنها أنجبت من كجراي وجرتلي والحلنقي إلي هلاوي وإبراهيم حسين وروضة الحاج والكثير من الشباب والشابات الذين ينتشرون بإبداعهم بين الفضائيات السودانية المختلفة، وكسلا هي الخضرة والجمال وتوتيل والتاكا، وعروس المدن السياحية، لذلك كان من المتوقع أن تكون الفضائية التي تحمل اسمها وتمثل أهلها بقدر هذا الجمال وهذا الإبداع وليس فضائية (معسمة) تبدو وكأنها بلا رسالة أو هدف، وليس فيها من جمال كسلا ولا (مسحة عابرة)، وبالتأكيد هذا شئ يؤسف له، لأن الطبيعي هو أن تكون شاشة فضائية عروس الشرق هي أكثر الشاشات جمالاً وإشراقاً وإبداعاً، وبرامجها من أكثر البرامج سحراً وجاذبية، تضاهي طبيعة المدينة ومناظرها الخلابة، وإبداع أهلها اللا محدود، ومع ذلك تكون المرآة التي يرى من خلالها العالم الخارجي سحر الطبيعة في السودان، فيأتيها السياح من كل فج عميق.
لا أريد أن أقول أن فشلاً إدارياً واضحاً هو من جعل قناة كسلا بلا طعم أو لون أو حتي رائحة، ولا أريد أن أقول إن الواضح أنها قناة تسير بالبركة وليس وفق خطة برامجية واضحة المعالم، وأن الأموال التي تصرف على تلك البرامج كان الأحق أن تصرف على معاش المواطن المسكين وتعليمه وصحته، ولكني أقول أن فضائية كسلا تحتاج إلى مراجعة شاملة كاملة، تبدأ من الشعار الذي يتصدر شاشتها ويبدو وكأنه قطعة خبز يابس، وليس رمزاً لجبل التاكا، ثم بعد ذلك تكون هناك خطة نصف سنوية للبرامج، وأن تكون البرامج بنكهة وطبيعة المدينة وأهلها، حتى تكون الرسالة الإعلامية واضحة، ولكن أن تترك الأمور هكذا فإن الأمر لا يعدو كونه مضيعة وقت ولعب باسم الإعلام وإهدر للمال العام.
والرسالة نوجهها للأخ الوالي آدم جماع آدم الذي أجمع عليه أهل كسلا ، أن يلقي نظرة علي حال الفضائية التي تحمل اسم ولايته، والتي يصرف عليها الملايين من خزانة حكومته، ثم يسأل نفسه: هل لبت الطموحات وهل تقوم بأداء رسالتها على الوجه الأكمل، ومن بعدها نحن في انتظار قراراته التي نثق في أنها ستكون في محلها تماماً..
خلاصة الشوف
(قناة أبوك كان خربت شيل ليك منها مذيعة) .. مثل من (عندينا) يصور لنا حال قناة النيل الأزرق التي بدأ فريق المذيعين والمذيعات بها في حالة هروب إلى القنوات الأخرى. ( وشلعوها النيل الأزرق