خالد حسن كسلا : حلايب وشلاتين الآن .. غيرة سياسية
> مازال في البال كلام.. حول أديس أبابا النظيفة رغم فقهرها في مصادر مقومات الحياة.. ولك أن تحدثنا ولا حرج عن عاصمة الانقلابات والانتفاضات الكثيرة التي ما قتلت ذبابة في «كوشة» لصالح النظافة.
> واستفتاء دارفور مثلاً تحدثنا بعض الجهات عن أنه هو الأولى بالنشر حوله.. أي أن ما فور العاصمة أخيراً ليس هو الأولى لمجرد أنه خارج دائرة السماح بالنشر.
> وينفتح ملف حلايب بأيدي الحكومة في أعلى قمتها هذه المرة.. لأن الجزيرتين السعوديتين فتحتا شهية المطالبة بصورة رسمية.
> مصر خسرت ما تملكه.. واستمرت في احتلال ما لا تملكه.. خسرت جزيرتين ممنوحتين لها من الإدارة العثمانية.. واحتلت منطقة سودانية ادخلها مستر بول في الخريطة السودانية لأسباب تأريخية وجغرافية وإثنية وحضارية وثقافية. وتكون مصر بذلك مخالفة للوائح الاتحاد الإفريقي التي تنص على أن الحدود التي تركها الاحتلال الأوروبي هي المعتمدة في ترسيم حدود الأقطار الإفريقية. لكن المنعطف الخطر الذي يمر به نظام السيسي الانقلابي جعله يتصرف بتخبط حتى لا يجوع الشعب ويخرج في تظاهرات تتجمع في ميدان التحرير.. ميدان هدى شعراني التي حرقت فيه الحجاب وهي قادمة من فرنسا قبل عقود من الزمان، والآن فرنسا يشرفها النقاب دعك من الحجاب.
> والسيسي كانت الديمقراطية ضحية رغبته في الوصول للسلطة.. والآن الجزيرتان هما ضحية رغبته في الاستمرار في السلطة.
> ترى ماذا يمكن أن يكون سبباً لارجاع حلايب وشلاتين إلى أهلهما؟ فسد النهضة تجاوزت مصر التحفظ عليه كما حدثنا الرئيس البشير.
> فقد خسرت مصر الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي الذي كان سيحول مصر إلى تركيا العرب.. إلى تركيا إفريقيا.. بدون أن يكون الثمن الجزيرتين. لكن إثيوبيا لعلها هي التي ستكون تركيا إفريقيا.. ومستقبلاً ستكون لندن العالم الإسلامي.. فالآن نسبة المسلمين فيها 65%، وكثافتها السكانية تقترب من المائة مليون نسمة.
> ومصر مازالت تعتمد على تأريخ لا قيمة له الآن بعد أن اصبحت تتنازل عما تملكه مقابل مدها بما يمكنها من تجاوز أزمتها الاقتصادية الحادة التي دخل مرسي السجن بحلها. الرهان على القوى الأجنبية الصهيونية هو ما قاد مصر إلى الهاوية.. هاوية الأزمة الاقتصادية التي دخل مرسي السجن بردمها. أمريكا وإسرائيل تريدان انقلاب السيسي، لكن لا تريدان إنجاز السيسي الاقتصادي بعد الانقلاب، لأن هذا ليس الهدف من تشجيع القوى الأجنبية هذي على الانقلاب. والآن السودان على طريقة «مفيش حد أحسن من حد» في مناخ تسليم الجزيرتين العربيتين الإسلاميتين، يستعجل استرداد حلايب بالتفاوض أو التحكيم الدولي. مصر بعد أن استغنت عن السودان في مسألة تقليل أثر سد النهضة وتجاوزت التحفظات عليه، لا أظنها ستوافق على التفاوض.
> فقد فار الشارع المصري بتسليم الجزيرتين.. وتظن الحكومة المصرية أن بعض المصريين سيستغل تسليم حلايب ليفور مرة أخرى.
غداً نلتقي بإذن الله.