(اجيب كهرباء من وين يا ولية)
عبرت الطريق الي زاوية دكان جارنا (العوض) ؛ كنت أحمل خمس جنيهات مهترئة أرغب في تحويلها لرصيد ابرأ به من علة (مس كول) قض مضجعي من تلك الهواتف التي يلاحق اصحابها وحينما تعود اليهم تكتشف انه رقم خاطئ اصطدم باليافك او أنه صديق طويته بالنسيان يهدر نصف زمن المكالمة في عتاب من شاكلة (ما عرفتني) و(النبي فوقك انقر!) وانت تنقر الصبر الجميل ؛ وصلت الي العوض كان دكانه مزدحما وهو يمارس ثرثرته اللجوجة في مط ذعر الزبائن ؛ بعضهم كان يحتج علي انه صار جبارا وعال في البيع ؛ إشتري احدهم سكرا اظنه نصف رطل وهو يلعن ! وطلب اخر معلقتين (صلصة) شاكيا من تبذير زوجته ؛ ثالث اعرف انه موظف كان يبذل الرجاءات لكي تقيد مشترياته في دفتر (الجرورة) إذ بدا وكانه قد وضع في قائمة المحظورين ! كان العوض يمسك بدفتر سودت الزيوت غلافه المهترئ وهو يمص رأس قلم (البيغ) يستدر مداده وهو يقول ان (الحساب جر) والموظف يغالب حرج شيل الحال بابتسامة يحتهد في جعلها ذات ملمح لبق واعدا بالتسوية ؛ العوض رغم فظاظته الجارحة ينهي مثل هذه المواقف بقوله (خير) ثم يرسل نداء الاستجابة كبلد مانح ! يتنازل قليلا ويسأل صاحبنا المأزوم الموقف عن غرضه فيرد الاخير بطلبات المح فيها خاصية مستلزمات اعالة الصغار من لبن بودرة وزبادي وطحنية مع تنبيه خافت يرسله وتتعامي عنه اذاننا اذ يقول لو (الاولاد ) طلبوا رغيفا امنحهم فينتفض العوض بان الرغيف لا يمكن ان يخضع للجرورو فيرد الرجل باسي ان شاء الله رغيفتين للفطور ؛ احس باساه يصدم حيرتي النابضة ؛ اتراجع للخلف خطوة ؛ في مثل هذه المواقف افضل مقامات البر ان تمنح المضطر لهذا الجدل حيزا للخصوصية ؛ التمس الخلوة الي حائط مجاور اجد هناك (حمودة) يمسك الهاتف كان يحادث زوجته ؛ صوته يعلو (اجيب كهرباء من وين يا ولية) ؛ مع نهاية صياحه يصطدم بوجهي ؛ يصمت ليردبعدها بهدوء منهيا الحديث (خير ..خير) يقف ينبش بعينيه ظلام زاوية الشارع ؛ يخرج حزمة نقد قليل ؛ يعده ربما بالوزن ويدرك انه في مآزق ؛ ينظر نحوي يجد ربما في شبحي المنتصب امامي سلوي للشكوي ؛ يلوذ بي كحائط مبكي ثم سرعان ما يمضي نحو الطريق الاخر ؛ يمشي كحامل صخر علي قفاه ؛ اظنه يقصد مكان لشراء الكهرباء ؛ كان حينها قد خلا الدكان فاتقدم نحو العوض امد له الخمس جنيهات الهالكة ؛ قلبها بين يديه كمصرفي عريق يخشي التزوير ؛ كانت قد تأكلت حوافها – الخمس جنيهات – اسودت وتمزقت بشكل يجعلها مشروع جرثومة ! قال لي بعطف (ما عندك غيرا) قلت بعطف اعمق منه ان حضر اليك امي او ابي امنحهما وقيد حسابك ثم اضفت يشمل هذا الرغيف و تابعه الفول !! نظر نحوي بحيرة وهو يقول خير ! قالها اضطرار واكبرتها فيه ؛ حملت كرت الرصيد ؛ نشطت الانترنت ولم اراجع صاحب (المس كول ) وانخرطت في قروبات الواتس اناقش آفاق الاستثمار والنهضة الاقتصادية في البلد !!!
محمد حامد جمعة
في مثل هذه المواقف افضل مقامات البر ان تمنح المضطر لهذا الجدل حيزا للخصوصية ؛******
يا استاذ انت صورت الراجل فيديو، تجي تقول أديتو فرصة عشان ما تحرجو !! و مش كدا و بس ، شحنت رصيد عشان تشيل حاله في النت و الواتساب …
مش اللي تحت دا وصف لي زنقة الراجل مع (العوض) : بس برضو كلامك طاعم … زي الكمونية !!
******* ثالث اعرف انه موظف كان يبذل الرجاءات لكي تقيد مشترياته في دفتر (الجرورة) إذ بدا وكانه قد وضع في قائمة المحظورين ! كان العوض يمسك بدفتر سودت الزيوت غلافه المهترئ وهو يمص رأس قلم (البيغ) يستدر مداده وهو يقول ان (الحساب جر) والموظف يغالب حرج شيل الحال بابتسامة يحتهد في جعلها ذات ملمح لبق واعدا بالتسوية ؛ العوض رغم فظاظته الجارحة ينهي مثل هذه المواقف بقوله (خير) ثم يرسل نداء الاستجابة كبلد مانح ! يتنازل قليلا ويسأل صاحبنا المأزوم الموقف عن غرضه فيرد الاخير بطلبات المح فيها خاصية مستلزمات اعالة الصغار من لبن بودرة وزبادي وطحنية مع تنبيه خافت يرسله وتتعامي عنه اذاننا اذ يقول لو (الاولاد ) طلبوا رغيفا امنحهم فينتفض العوض بان الرغيف لا يمكن ان يخضع للجرورو فيرد الرجل باسي ان شاء الله رغيفتين للفطور ******
لايك شديد يا جمعة
معلم كبير والله … جميلة جدا ولو تحولت إلى حكايات سودانية في الموسم الجاي بتكون أجمل … إبداع متواصل يلامس الدواخل يا محمد حامد ارشحك لثنائة مع ابوبكر الشيخ … السودان في عيونك هو السودان حقنا بكل الجمال
بعد غياب دام ثمانيه سنوات عدت للسودان قبل أسبوع …وجدت الحال في البلذ أسوء مما كنت اظن … الله يكون في عون الجميع … بلد وجدت اجمل مافيه أهله
المشكلة .. مش ليك 8 سنة، و راجع ليك أسبوع حي يسألوك راجع متين … طبعا شمار ساكت لاحراز سبق في قروبات الواتس، و البعض بيفكر في الموبايل و آخرين لهم مآرب أخرى … ربنا يصلح الحال ..
كسرة : الناس المطولين من البلد زيك كدا، بيكونوا ما متعودين علي أسئلة زي دي، و بيفتكروها تدخل في الخصوصيات، بس عندنا عااااادي !!!