أحمد هيكل
الشاب المصري احمد محمد حسنين هيكل (نعم ابن الاستاذ الصحافي الكبير هيكل) حامل الدكتوراة في الاقتصاد من أرقى الجامعات البريطانية جاء السودان مستثمرا وفي معيته أموال ضخمة مع شركاء كويتيين ثم انضم لهم شركاء سودانيون منهم مسئول سياسي كبير ومتنفذ حكومي (اتحادي وليس جبهة) أنشأ هيكل ومجموعته مصنع اسمنت الشمال وبنجاح بدأ كبيرا ثم أنشأت شركة لأعمال الطرق والجسور نفذت العديد من المشروعات ولكن ولأن معظم عملها في مناطق النزاع شبه توقفت.
أما أكبر المشاريع التي شرع هيكل في إنشائها في السودان فهو مصنع سكر سابينا في جنوبي ولاية النيل الأبيض تحديدا منطقة الظليط وأم هاني وبعد إكمال كل الخطوات الإجرائية شرع في التنفيذ بتسوية مسألة الأراضي وبدأ في شق القنوات الضخمة وأقيمت مزرعة التقاوي وتقرر أن تبدأ زراعة القصب تدريجيا على أن يعصر المزورع منه في مصنع سكر كنانة الى أن تكتمل مزرعة ومصنع سابينا وتم استقدام خبراء سكر على مستوى عالمي على رأسهم مختص استرالي الذي ابتدع نظاما للري لم يألفه السودان من قبل في أي محصول من محصولاته
تقرر التوسع في زراعة القصب تدريجيا على أن تكتمل زراعة القصب مع نهاية العمل في إنشاء المصنع والذي كان يفترض أن تدور ماكيناته في مطلع 2015 ولكن الى حين زراعة كل المساحة بالقصب تقرر زراعة ذرة رفيعة فكان الإنتاج مذهلا إذ بلغت الإنتاجية قرابة العشرين اردبا للفدان أي بين 38 و40 جوالا للفدان وهذه أرقام قياسية حتى على المستوى العالمي ويرجع ذلك لتقنيات الري المتطورة والتسميد ولكن كما يقول المصريون (الحلو ما يكملش) إذ برزت قيادة محلية في المنطقة أخذت تطالب أصحاب المشروع بمطالب اعتبرها المستثمرون ابتزازية بينما يرى أهل المنطقة أنها مطالب مشروعة وفي أثناء عمليات الشد والجذب هذه قامت مظاهرة فتصدت لها الشرطة فمات أحد الشباب المتظاهرين وكان ردة الفعل كبيرة جدا إذ أحرقت الطلمبات والكثير من الآليات فقام المستثمرون بسحب ما تبقى من آليات واستأجروا لها جملونا في كوستي أما أحمد هيكل الذي كان يشرف على سابينا بنفسه فقد اعتزل السودان بعد أن دفن فيه قرابة المائة مليون دولار وذهب للغردقة للتفرغ لإسقاط مرسى وقد حدث.
أوردنا قصة هيكل الابن اليوم لعدة أسباب منها أنها تكشف الواقع الاستثماري المزري في بلادنا ونحن هنا لسنا بصدد إلقاء اللوم على الأهالي فأي استثمار يجب أن يبدأ بهم وينتهي بهم فلو تم التفاوض معهم ابتداء وجعلوا شركاء في العملية لما حدث ماحدث ولكن هذا لا يمنع وجود أجندات خفية ذاتية وسياسية وطموحات شخصية في المسألة ولكن الذي ذكرنا بقصة هيكل اليوم هو الهجوم الذي شنته الصحافة السودانية على الأستاذ هيكل عندما وصف السودان بأنه مجموعة قبائل ولم تتكون الدولة فيه بعد وهنا استدعى الناس قوله إن الإمام الهادي قتل مسموما بمنقة أحضرت من كسلا لقد ثبت للناس ضآلة معرفة الأستاذ هيكل بالسودان وأحواله ولكن مع ذلك ما كان يستحق الهجوم العنيف الذي قوبل به وفي تقديري أن ما يصدر من أفراد في مصر والسودان من هجوم على البلد الآخر ينبغي ألا يعطى أكثر من حجمه ويحصر في النطاق الفردي ولا داعي لهذه الحساسية المفرطة.
أها ياجماعة الخير في داعي نرجع لقصة احمد هيكل ونربطها بكلام والده ولا مافي داعي؟ افتكر مافي داعي فالرسالة وصلت.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]