عودة التيار
* للذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة، لا تجمعنا (علاقة خاصة) مع الأخ الزميل الأستاذ عثمان ميرغني ريئس تحرير التيار الموقوفة.. بقدرما تجمعنا سعة (زمالة المهنة).. ويكفي في هذا السياق الذكر.. بأنني كنت بصحيفة ألوان عندما جاء اليها الأخ عثمان كاتباً لأول مرة، وذلك قبل أن يغادرها إلى صحيفة الرأي العام، وهنا تحضرني طرفة أثيرة.. كنت إلى جانب الأخ العزيز أحمد عبدالوهاب مدير التحرير في ذلك الصباح، وهو يهاتف الأخ حسين خوجلي، بأن عثمان ميرغني قد ظهر اليوم بعمود (حديث المدينة) بصحيفة الرأي العام!! فكان رد الأخ حسين خوجلي.. “البفوت ريدتنا يمشي برضو نفرح بجديدو” !! ومن ثم بدأ الأخ عثمان ميرغني في تشكيل معالم طريقه المهني الذي توجه بصناعة صحيفته الخاصة، ثم التقينا ثانية بمملكة الأخ الحبيب مزمل أبوالقاسم (اليوم التالي) التي استضافته كاتبا عندما توقفت صحيفته في المرة الأولى و.. و..
* لا تحتاج عنزان لتنطحا في أن الأخ عثمان ميرغني قد وضع بصمته الخاصة على جدار صاحبة الجلالة.. وأنا شخصيا ككاتب عمود راتب في الصحافة السودانية لأكثر من عقد ونصف من الزمان.. وهذا كاري.. أحتفل جدا بعثمان ميرغني (كاتب العمود) لكونه يمتلك تكنيك حاذق في صناعة العمود الصحفي.. على أنه قادر باستمرار في تشييد مقال باهظ جداً من فكرة بسيطة جداً بل قد تبدو عند البعض ساذجة.. لكنه قادر أن يموضعها ويمنطقها ويجمهرها ويجعل منها (موضوع شباك) بامتياز !!
* الأستاذ عثمان ميرغني في نظر (الحكومة) أكثر من صحفي!! وله طموحات يستخدم لها مطايا الصحافة ويركب لها قطارات الشجون.. ولا أقول الجنون!! اللهم نعم.. وهذا لعمري تطلع مشروع ومترجم عبر حزبه الذي سعى لتسجيله وفق مطلوبات لعبة الحكومة السياسية نفسها !!
* أعرف أنكم تستعجلون معرفة رسالة المقال.. ماذا يريد صاحب الملاذات أن يقول!! مهلاً.. ماذا كسبت الحكومة من وقف صحيفة التيار التي تعمل في وضح النهار وفق مطلوبات المهنة !! وماذا كسبت الأسافير التي تعمل في جنح الظلام وفق (اللا مهنية) واللا معايير أخلاقية !! على أن استمرار وقف التيار يكون خصما للامتهان والمهنية وإضافة في المقابل لصحافة اللزق والنسخ والتلفيق التي لا ترعى إلا وﻻ ذمة !!
* أكتب هذا المقال والأخ الأستاذ عثمان ميرغني يخرج أمامي الآن على قناة (إسكاي نيوز).. ضيفاً كريماً من الخرطوم مستنطقاً عن مآلات استفتاء دارفور الإداري.. وللحق إن عثمان – الذي يفترض أنه مغبون ويتحين مثل هذه الفرص لينقض على كل أطروحات الحكومة – كان حكومياً أكثر من الحكومة نفسها.. وعقلانياً أكثر من الحقيقة نفسها.. ووطنياً أكثر من الوطنية نفسها.. وهو يقطع بمنطقية التصويت لصالح الولايات المتعددة حتى يتسق هذا مع نظام الحكم في باقي الولايات.. كما قطع بتوفر الأمن في الإقليم بصورة شبه كاملة.. على ألا مستقبل للعمل المسلح وان المستقبل للسلام والأمن والاستقرار و.. و..
* لا تسألني كما الشاعر الكتيابي.. من أقبل على من.. ولكنا ركبنا عرضة البحر السواحله السماء.. فليكن أننا نلتقي في منطقة وسطى على سفح وطن تتخطفه الأهواء وتتربص به المخاطر.. فضلاً عن مرحلة الحوار ولملمة كل الأطراف لصالح وطن متماسك.. بناء على كل هذه الحيثيات أطالب بل أناشد وأتمنى على فخامة السيد رئيس الجمهورية شخصياً بمنح التيار فرصة أخرى تشارك فيها بوعي وقوة وبعد نظر في صناعة السودان القادم.. والله ولي التوفيق.