نقل مقر جامعة الخرطوم يجدد المواجهات بين الشرطة والطلاب
تجددت المواجهات بين طلاب جامعة الخرطوم والشرطة، يوم الإثنين، على خلفية انباء عن تفريغ المباني العتيقة للجامعة التي يعود تأسيسها إلى العام 1902، وجرت عمليات كر وفر بين الطلاب والشرطة التي حاولت اقتحام الحرم الجامعي.
وبدأت ارهاصات تجفيف الكليات بمقر جامعة الخرطوم الأسبوع الماضي خلال اجتماع بين نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي سمية أبو كشوة ومدير الجامعة.
ورغم أن إدارة جامعة الخرطوم أصدرت بياناً نفت فيه نقل جميع الكليات من موقعها الحالي إلى ضاحية سوبا، لكن وزير السياحة محمد أبو زيد عاد وقال إن مباني الجامعة في شارع النيل يتخلى لتحول إلى مزارات أثرية أسوة بوزارة المالية والقصر الجمهوري.
ومنذ صباح الإثنين تمركزت حاملات شرطة مكافحة الشغب في الشوارع المحيطة بجامعة الخرطوم، وتفجرت الأوضاع نهارا عندما حاولت الشرطة اقتحام الحرم الجامعي الذي كان يضج بالمخاطبات الطلابية.
وتصدى الطلاب لمحاولات الشرطة دخول الجامعة وامتدت المواجهات حتى شارع الجامعة، حيث استخدم الطلاب الحجارة، بينما عمدت شرطة مكافحة الشغب إلى اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة في محاولة لإفراغ الجامعة من الطلاب المحتجين.
وابتدع طلاب وأكادميون وناشطون حملة لجمع توقيعات للحيلولة دون التصرف في مباني الجامعة، وتهدف الحملة لجمع ملايين التوقيعات لإلحاق مباني جامعة الخرطوم وخصوصاً مركز الوسط والمجمعات الطرفية بقائمة اليونسكو للآثار العالمية.
وتعد جامعة الخرطوم من أوائل الجامعات في أفريقيا والشرق الأوسط، ويمتد عمرها إلى نحو 114 عاماً، عندما أنشأها البريطانيون خلال استعمارهم السودان عام 1902.
ويقول طلاب إن ثمة مؤامرة تهدف إلى تحويل الجامعة إلى ضاحية سوبا البعيدة من وسط الخرطوم لأهداف سياسية تتعلق بإبعاد احتجاجات ومظاهرات الطلاب، حيث انطلقت انتفاضة أبريل 1985 وثورة أكتوبر 1964 من جامعة الخرطوم.
ومنعت سلطات الأمن السودانية، الإثنين الماضي، طلاب جامعة الخرطوم من تنظيم ندوة سياسية بمناسبة ذكرى انتفاضة أبريل، ما أدى لاحتجاجات خارج أسوار الجامعة تدخلت على إثرها قوات الشرطة واطلقت الغاز المسيل للدموع واعتقلت 3 طلاب على الأقل.