م.طلال منيزل العنزي : زيارة الملك سلمان التاريخية لمصر
تعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى جمهورية مصر العربية تاريخية بكل المقاييس، وذلك لأسباب كثيرة؛ فهي تعد الزيارة الأولى للملك سلمان بعد تسلمه مقاليد الحكم، كما تأتي أهميتها من أهمية الملفات الساخنة التي سوف تناقشها في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة من الأوضاع في سورية، إلى عاصفة الحزم في اليمن، والوضع في ليبيا والعراق.
السعودية ومصر هما قلبا الوطن العربي، والشراكة الاستراتيجية والتعاون المفتوح بينهما ضروري جداً لقيادة الأمة العربية والإسلامية، في الأحداث الأخيرة استطاعت المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان تشكيل تحالفات إسلامية وعربية حاسمة ومهمة، استطاعت من خلالها أن توجه رسائل مهمة للعالم أجمع بمدى قوة الدول الإسلامية عندما تتحد وتجتمع، الدور الحيوي والقيادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية هو نتيجة حتمية لوزن المملكة في العالم الإسلامي والعربي.
إن هذه الزيارة لها انعكاسات إيجابية كبيرة على البلدين، فالعدد الكبير من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، التي تشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والتعليمية والسياسية سوف تكون لها فوائد كبيرة على اقتصاد وتطور وتنمية البلدين، وإن كان هناك مفاجأة في هذه الزيارة فهي إعلان جلالة الملك سلمان تشييد جسر يربط المملكة بجمهورية مصر، ما يعد حدثا عالميا مهما، إذ سوف يتم ربط قارة آسيا وإفريقيا، وهذا له دلالات كبيرة وعظيمة سياسيا واستراتيجيا وتجاريا على البلدين.
في الختام خادم الحرمين الشريفين مستمر في رسم خارطة قيادية للمنطقة، نتمنى له التوفيق والسداد، كما نتمنى الدعم والمساندة من دول المنطقة لهذه الجهود المباركة التي تصب في مصلحة المنطقة بشكل عام.