مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : الجالية الشيوعية.. نحو حل نفسها

> أكثر حزب ينبغي أن يتسامى عن الخلافات الداخلية، هو الحزب الشيوعي المتآكل سياسياً.. منذ مؤتمره الأول قبل عقود.
> حزب يصل السلطة في وقت كان يمكن أن يجد فيه السند، لكنه يفشل في الاستمرار في السلطة الانقلابية لأكثر من ثلاثة أيام.
> لم يكن الفشل في اليوم الأول كما حدث لتحركات كانت ضد نميري في أوقات مختلفة..بل جلس قائد الانقلاب الشيوعي في قصر الحكم ثلاثة أيام كانت كافية لبسط سلطانه إلى اليوم لو كان ذكياً.
> لكن حزباً يراهن في علنية الاستقطاب على الدعم الخارجي المخزي وعلى تغيير أخلاق المجتمع بين عشية وضحاها رغم أنفهم، لا يصلح أن يقود المجتمع.
> حزب يختلف مع المجتمع بحدة وازدراء في الأخلاق وكريم الأعراف لو لم نتحدث هنا عن الدين، فهو بذلك لابد أن تنفجر الخلافات بداخله لتصل إلى مستوى التفوه بأقذع الألفاظ.
> وخلافات حول ماذا..؟ لو ذهبت لمعرفة ملخص الخلافات ستجد أنها ليست حول نظرية تنمية أو خطة حلول لمشكلات أمنية أو صياغة خطاب سياسي يعبئ الجماهير لصالح تأييد تحول ديمقراطي وفق وجهة النظر الشيوعية لو كانوا بالفعل وبدون مناورات أهل ديمقراطية.
> ستجد أن الخلافات حول ضرورة رسم شكل سياسي جديد للحزب..أي حل الحزب وتحويل عضويته التي طالما سارت وسرت وراء السراب إلى تنظيم آخر.
> وهذا طبعاً أفضل من أن يخرج الأعضاء منه جماعات وأفراداً كما حدث له أكثر من مرة، بل مرات قابلة للاستمرار.
> خرجت جماعة عبدالرازق وجماعة سورج وجماعة الخاتم .. والطريق مفتوح الآن لجماعة الشفيع خضر على ما يبدو.. فإن اسم الحزب الشيوعي هو جالب النحس السياسي له.
> الشيوعيون يمكنك أن تصفهم بأنهم جالية سياسية إذا جاز التعبير.. وكأنهم مثل جالية في دولة عرفوا أن دولتهم أو دولة الأصل قد انهارت تماماً وانمحت من الأرض.
> فقد انهار الاتحاد السوفيتي والدول الموالية له.. وأصبح الشيوعيين السودانيين يتناقصون.. فموتاهم أكثر من مواليدهم ..أصبحوا جالية سياسية بلا دولة أصل ينتمون إليها وإلى ثقافتها وكل شيء قومي فيها.
> أصبح الحزب الشيوعي بعد إفلاسه تنظيمياً وفكرياً مثل الجمعيات الماسونية القديمة يستقطب أعضاءه من المراهقين والمراهقات بما يغريهم ويجذبهم.
> أصبح حزباً اجتماعياً وترفيهياً للمراهقين والشباب، أكثر منه حزباً سياسياً له برنامجه التنموي مثل الحزب الشيوعي الصيني.
> الحزب الشيوعي الصيني حزب تنموي وإنتاجي.. حزب عمل اقتصادي ..لا يجذب الأعضاء بأجساد النساء والخمور البلدية والأشعار الوهمية.
> خلافات الحزب الشيوعي الآن هي تحويل بائس لخلافات سابقة حول شكل وفكر وبرنامج الحزب.
> ومن رفضوا استمرار الشكل التنظيمي القديم البائس مثل (الكنين والجلاء)، أصبحوا عرضة لاتهامات بأنهم منفذاً لاختراق الحزب.. فقد تحولت الخلافات التنظيمية العادية إلى خلافات قذرة تطعن في ولاء بعض الأعضاء للحزب.
> خلافات الحزب الشيوعي الآن في داخله أكبر وأسوأ منها مع الحزب الحاكم.. ولولا رحيل الخاتم عدلان للحقت به مجموعة جديدة لتنضم لحزبه الذي رحل معه. وهو بالفعل يناسب مجموعة الشفيع خضر داخل الحزب الموبوء بخلافات التخوين.
> ونسأل هنا: أين المؤسسية التي يدعيها الحزب الشيوعي الذي شهد تاريخه أسوأ الانقسامات في أحرج الظروف؟.
> حزب يؤانس من تبقى فيه من عجايز وشيوخ كبار ويستهوي بما فيه من تذرع مجمعة مراهقين يقتلهم الفراغ.. وينتظرهم الفراق.
غداً نلتقي بإذن الله…