الشيطان يعظ
ما أن قرأت ما جاء في الصحف وبعض المواقع عن التقرير الذي قيل إنه (سري) من قبل لجنة تتبع للأمم المتحدة الأمريكية وهو التقرير الذي نشرته أولاً (فورين بوليسي) الأمريكية، عن أن رئيس مجلس الصحوة الزعيم “موسى هلال” يحصل على أرباح قدرها (54 مليون) دولار سنوياً من مناجم ذهب في منطقة جبل عامر بشمال دارفور. ما أن قرأت الخبر إلا وشعرت أن الموضوع فيه (إنَّ) وشممت رائحة غير مستحبة فيه لأن موعد نشره في هذا التوقيت الذي يحدث فيه تقارب حقيقي وفعلي داخل الشأن الدارفوري، والخطوات الواسعة التي خطتها حكومة الخرطوم لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في هذا الإقليم الواسع يؤكد أنه تقرير يشبه السم الزعاف الذي يقذفه الثعبان في مواجهة الضحية التي تقف أمامه. ودعوني أقول إن الزيارة التي قام بها الأخ الرئيس لولايات دارفور المختلفة هي زيارة تاريخية ليس لأنها تسبق الاستفتاء القادم، ولكن الزيارة أعطت مؤشرات واضحة أن دارفور لا تعيش تلك الأزمة التي يصورها أدعياء النضال ويبيعونها في مجال الوهم والارتزاق الذي لم تجنِ من ورائه دارفور إلا مزيداً من مضاعفة الجراح والنزيف المستمر. وأدعياء مصلحة دارفور الذين يصرون على عدم الاستجابة للمضي في أي طريق يؤدي لسلام وتنمية هذا الجزء الغالي من بلادنا، يذكرونني دائماً بقصة السيدتين اللتين اختلفتا على أمومة طفل وكل واحدة فيهما تدعي أن الصغير ابنها وتصر على احتضانه، واختصمتا أمام قاضي المدينة ليفصل في النزاع القائم بينهما، والرجل كان يملك من الحكمة والدهاء ما جعله يفصل في الحكم في ثوانٍ معدودة، حيث وجه حديثه لكلتا السيدتين بأنه قد عجز عن الوصول للأم الحقيقية لذلك قرر أن يفصل الرضيع إلى جسدين وكل أم تمتلك نصفاً، فما كان من الأم الحقيقية وبكل ما تملك من خزائن الرحمة والأمومة الدفاقة، إلا أن قالت للقاضي وترجته أن يرحم الصغير وهي متنازلة عنه حتى لا يتعرض للذبح، في حين وقفت الأم المدعية تنتظر تنفيذ الحكم. والآن حركات دارفور المسلحة التي تدعي حرصها على مصلحة دارفور ترى وتشاهد بعين الرضاء تداعيات عدم الأمن والاستقرار على أهلنا الغبش في دارفور، فكيف يطاوعها قلبها وعقلها إن كانت بالفعل حريصة على حقن الدم الدارفوري، أن تتمسك بخيار البندقية وترفض السلام مبدأً وخياراً.
لكل ذلك أقول إن الآلة الإعلامية الغربية (الشيطان الأكبر) مصرة على أن تطلق في الأجواء مثل هذه التقارير المفبركة، لتزيد من الاحتقان وتمدد جسور الخلاف على مطامع البشر الطبيعية في المال والثروة لذلك أقحمت اسم “موسى هلال” في هذا التقرير الذي يفتقد للدقة في شأن لا يخصها، لتنصب نفسها حامية لثروة السودانيين من الذهب لا سيما وأن دخول روسيا في هذا الملعب حرك المطامع الأمريكية التي لا تشبع ولا تستحي. وبعدين يا أخي مالكم ومالو يشيلو “هلال” يشيلو “بلال” مدخلين نخرتكم فوق شنو؟!
كلمة عزيزة
لا أظن أن ما حدث في امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام سينتهي بانتهاء مراسم إخلاء سبيل الطلاب المصريين والأردنيين، لأن الذراع أو الأذرع التي سهلت عمليات الغش أو التسريب طليقة وغير معلن عنها، وما لم يتم ضبطها ومعاقبتها فإنها بالتأكيد تملك من الجرأة ما يجعلها قادرة على تكرار الحادثة في السنوات القادمة. المهم الآن أن تضع الوزارة الضوابط اللازمة لعدم تكرار الحادثة خاصة فيما يلي جلوس الطلاب الأجانب للشهادة السودانية، الحادثة برمتها ستظل هاجساً في كل امتحان شهادة قادم وسيتحسس أي طالب سوداني خوفه وجزعه، إن جلس بالقرب منه طالب أجنبي (بتلفت ساي)!!
كلمة عزيزة
أدخلت حكومة الولاية الشمالية الكهرباء للمشاريع مما يمثل دفعة قوية للمزارعين في هذه الولاية المظلومة وصابرة وساكتة، أرجو أن تكون المواسم القادمة مواسم خير ووفرة في مروي وكريمة وكل الولاية الشمالية.