عبد المنعم مختار : رياضيات الأغاني !
٭ الأرقام في الأغاني تمثل قمة الوسط الحسابي لتجديد ماهية الدلالات وتشير إلى أن شعراءنا بارعون في الرياضيات أكثر من قدرتهم على وضع الأصفار يمين الحبيبة.. لتمتلئ ملايين (خزانات) المشاعر بإحساس من الفئات العالية وربما يحتاج إلى (LiBlE)
* هذه الارقام بدأت منذ الحقيبة بي (ستين) وفراق تمانية فرسمت اسبقية رقمية وضعت حواف الحساب حول الاصفار
٭ (أربعه سنين) عاشهم الحب.. الليلة عيد ميلادهم يا قلب.. فضل الله محمد أدخل الحب في كلية التذكارات.. ليتخرج هذا الحب دون مواجع أو(ملاحق) .. فأربع سنوات من الاستمرارية دون (خناقات) تستحق الاحتفاء.. ولا اعتقد أن قيس صبر على ويلات ليلى هذه السنين بعد أن احترقت يداه وقلبه.. والتاريخ لم يكتب أن قيس بن الملوح تلقى (شاكوشاً) متوازناً.. وإلا لماذا يبكي شعراً.. الفنان محمد الأمين أكد أن الأربع سنوات هي خلاصة عمر الحب.. الذي يستحق أن نطفئ له الشموع.. بينما كتب الدكتور عمر محمود خمسة سنين
.. خلاص كبرتي وليك تسعتاشر سنة.. وهي المقياس الحدي لتجاوز منطقة الخطر، بل هي المدة الكافية لتحديد أن عمر الزهور يبدأ بعد الطفولة مباشرة .. وأن رائعة أبو قطاطي هذه جعلت من الرقم نموذجاً يحدد الفاصل بين الخجل والإعتداد بالنفس.. وأن صوت وردي الملئ بالتطريب يجعلنا ننتشي بصمت قبل أن يقول.. (أقدلي وسكتي الخشامه وانزلي في العوازل كي)..
٭ اللفته والتوب والقوام أوصاف حبيبي وروعتو.. لكنو . يخلق من الشبه أربعين .. والرقم أربعين .. هو الحد الأقصى لتشابه الجينات الإنسانية المختلفة.. عبد الوهاب هلاوي صنع دراما رقمية، فيها التوصيف المدهش للمعاني وغناها الفنان الطيب عبد الله وجعلنا جميعاً نحدق في الأمكنة والأزمنة لنعرف طعم الانتظار..
٭ الأغاني التي تعتمد على الأرقام في توصيل إحساس لا تعبر عنه إلا هذه الأرقام تظل رسماً بيانياً كبيراً في مخيلة المعاني التي تطرق الصدق كحالة غير قابلة للقسمة على اثنين.. ولعل رائعة الفنان أبو داود .. التي تقول.. أو تذكرين صغيرتي..
الخمسة الأعوام قد مرت ومازال الحنين..
٭٭ تعبر عن ذكرى حميمة للنفس والذكرى للإنسان عمر ثانٍ.. وهي لا تقاس بدفء المشاعر.. ولا بكمية الحزن.. وإنما هي حاصل ضرب السنين في وتر الحنين.. والخمس سنوات ربما تكون على حافة النسيان إذا كانت أجنحة الود ترفرف على نسق كلام الطير في الباقير ولكن تماسك الشجن هو الذي ساعد على تماسك السنوات.
٭ الأرقام في الأغاني ظلت تشكل خانات التواجد الكمي منذ الحقيبة.. ومنذ تعلم الأطفال (العد) بالحصى والأعواد.. ولعل الكلمات التي تقول.. سمعنا ليك خبراً في الهلاليه.. سبعطاشر جواد سكن سبعمائه.. هذا الرقم الكبير يؤكد أن القصيدة يمكن أن تحتوي حتى الأرقام المركبة.. ويمكن أن تحجز مساحة للكسور العشرية.. قصدت من هذا السرد أن اؤكد أن المشاعر الرقمية هي التي صنعت (التمييز) والحشد التعريفي في الدلالات لتوضيح الكم والكيف في آن واحد.. كما أن هذه الجزئية لا تستبعد أن يكون الشاعر أستاذ رياضيات فاشل..!