أشرف عبدالعزيز : ونعتز بذلك
الخبر الرئيس لـ(الجريدة) أمس أثار لغطاً واسعاً وجدلاً إسفيرياً كبيراً وانقسم الناس حوله بين مؤيدين بشدة ومعارضين بسخرية ووصفونا بصحافة (الويكة)، كون (المينشيت) كان (ارتفاع أسعار الويكة).
ونحن في (الجريدة) نتبنى سياسة تحريرية تهتم في المقام الأول بالمواطن واحتياجاته اليومية الملحة خصوصاً المرتبطة بالصحة والغذاء والتعليم، ووفقاً لهذه المعطيات يتحرك المحررون للمناطق المستهدفة بالتحقيقات الاستقصائية وبالقصص الإخبارية، ولعل الذي يتحصلون عليه دائماً مختلف.
وما قامت به الزميلة لبنى عبدالله من تحقيق استقصائي (إنساني) حول أطفال (الدرداقات) أثار قضية من قاع المجتمع لفتت الأنظار إلى مافيا تخصصت لفرض الجبايات على هؤلاء (المساكين)، وكان التأثير هو قرار معتمد بحري بإعفاء أطفال (الدرداقات) من الرسوم المفروضة عليهم، وللتحقيق بقية لأن السؤال المحوري الذي يبحث عنه لماذا لجأ هؤلاء الأطفال للعمل في الدرداقات، وكم نسبة الفاقد التربوي منهم؟
أيضاً التحقيق الذي أجرته الزميلة عازة أبوعوف حول المخدرات وانتشارها بين طلاب الجامعات والذي بذلت فيه جهداً مقدراً وكشفت معلومات عن شبكات تعمل في هذا العمل الإجرامي فضلاً عن الطرائق التي يتعامل بها المروجون.
وفي المقابل نولي اهتماماً للمناطق الطرفية بالخرطوم والولايات ونشرنا عدداً من التحقيقات في هذا الجانب تعكس الظروف المأساوية والحياة البئيسة التي تجسد المعاناة الحقيقية في هذه المناطق النائية البعيدة.
ولذلك الاهتمام بـ(الويكة) يعتبر قلب سياساتنا التحريرية وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض (الويكة) مادة خشبية لا تضر ولا تنفع أرسل إلينا أحد الذين يؤيدون الاهتمام بهذا الجانب من أخبار المسحوقين من قاع المجتمع صورة لعقار يسمى (أوكرا) ويباع في الولايات المتحدة الأمريكية وهو عبارة بدرة البامية المجففة في شكل كبسولات وتستخدم بحسب ما كتب في (علبة) الدواء لتنقية الكبد ومعالجة بعض أمراض السرطانات وإنقاص الوزن.
وتبقى (الويكة) في فصل الصيف من أهم مكونات المائدة للأسر السودانية في المدن والأرياف والاهتمام بها أهم من الاهتمام بالآيس كريم والهوت دوق والشاورما لأنها لم تعد من وجبات غالب أهل السودان المقهورين اقتصادياً، وفي تقديري الشخصي (صحافة الويكة) أفضل من صحافة وقال سيادته وأضاف سعادته بأهمية الإنتاج والإنتاجية في حين أن الواقع يكذب ذلك.
وإذا كان النظام على لسان نائبه الأول أكد الاهتمام بقفة الملاح فإننا لا نريد فخيم الطعام ولا طيب الإدام إنها (الويكة) فهل ارتفاعها لا يرفعها لأن تكون (المينشيت) الرئيس…