أسامة عبد الماجد : أموال موسى هلال
٭قبل نحو عامين وعقب صلاة الصبح مباشرة جلست إلي والي شمال دارفور وقتها عثمان كبر وبدأت معه في إدارة حوار .. طرحت أسئلة ساخنة على الرجل لكنه أضحكني عندما سألته لماذا لا تستقيل ؟ فاجاب (الولاية لما كانت جقاجق ليه مافي زول كان عاوزها إلا بعد بقت كستليته).
٭كان كبر يعني موسي هلال وقد كانت بينهما عداوة سياسية – قطعاً إنتهت الآن – لسببين مغادرة كبر وبقرار الرئيس بتسمية الوالي من غير أبناء الولاية.
٭ لكن (الكستليته) الحقيقية فيما يبدو لدى الزعيم العشائري موسى هلال فقد تناقلت مواقع إلكترونية نقلت عن مجلة (فورن بوليسي) الأمريكية أن هلالاً يجني أرباحاً من تجارة الذهب تقدر بأكثر من خمسين مليون دولار سنوياً وجاء في التقرير أن ذلك نتاج سيطرة هلال على المنجم الذي يعد أكبر المناجم التقليدية في دارفور.
٭واحدة من أسباب الصراع الحقيقي بين كبر وهلال كان بسبب جبل عامر الذي يقع بمحلية السريف ، بل أن صراع الموارد تطور في دارفور سيما وأن الحكومة تتحدث عن أن أكثر من (13%) من صادرات السودان من الذهب تأتي من دارفور.
٭ كأنما جبل عامر الغني بالذهب تخرج منه اللعنات فقبل ثلاثة سنوات وقعت أحداث بالجبل دفعت هلال لمهاجمة وزير المعادن السابق كمال عبد اللطيف وكبر وإتهامهما بالتسبب في الأحداث. وفي العام الماضي إنهار بئر بالجبل أودى بحياة نحو إثنين وثمانين شخصاً.
٭الأوضاع بالجبل يلفها الغموض ، لا أحد يعرف كيف تدار الإمور وماحجم الكميات المستخرجة من الجبل ؟ .. حديث المجلة الأمريكية أن هلالا أصبح قوة لا يستهان بها – إن صحت الأرقام التي ذكرتها عن أموال موسى – وذلك يعني أنه بات من أثرياء السودان والمنطقة العربية.
٭ ربنا يبارك للرجل في ماله ولكن (فورين بوليسي) ، تتحدث عن سيطرة موسي للجبل ، وهذا أمر أخر لا أحد يستطيع أن يفتي فيه غير الحكومة خاصة وأن علاقتها مع هلال – عصية الفهم – وظلت في حالة تأرجح وإن كان موسي قد هدأ من لهجته الغاضبة منذ تكوين الحكومة الجديدة.
٭ تقرير المجلة حال صح فالكرة في ملعب الحكومة وهي الوحيدة التي تعرف (شفرة ) موسي ، لكن قد يكون التقرير ملغوماً والهدف منه زعزعة العلاقة بين الحكومة والرجل ، الذي ظل نصيراً لها في لحظات عصيبة في مسيرة مقاتلة الحكومة للحركات المتمردة.
٭ ولا أحد ينكر الدور الكبير الذي قام به هلال ومجموعات كثيرة في دارفور في دحر وقتال التمرد .. لكن مما لا شك فيه أن وقت صدور التقرير عن أموال هلال يبدو غريباً وقد تزامن مع ختام زيارة الرئيس لولايات دارفور.
٭خاصة وأن زيارة الرئيس حظيت بنجاح منقطع النظير وربما لم يكن تتوقعه الحكومة نفسها .