دارفور تعود الى سيرتها الاولى بخمسة موازين
زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الي ولايات دارفور تأتى تاكيدا على وفاء الحكومة والتزامها بتحقيق السلام والتنمية والاستقرار في دارفور , باعتبار ان السلام يعد خيارا استراتيجيا ولا تراجع عنه كما ان الحكومة ظلت تسعى لتحقيقه وتأتي للسلام عن قناعة راسخة وايمان مطلق بقيم السلام .
وتشير المعطيات الى ان دارفور تعود الان الى سيرتها الاولى والشاهد على ذلك خمسة موازين يمكن القياس منها على العودة الطبيعية لسيرتها الاولى … ونبدأ بالميزان السياسى الذى يرجح كفة الاستقرار والامن الكبير وانحسار التمرد وانضمام معظم الحركات المسلحة الدارفورية لمسيرة السلام سواء التى وقعت اتفاق الدوحة للعام 2011م او التى شاركت في مؤتمر الحوار الوطنى منذ انطلاقه في اكتوبر الماضى , فضلا عن الاستعداد لاجراء استفتاء دارفور في الاسبوع القادم والذى تستند مرجعيته لوثيقة الدوحة التى تعد الأساس للسلام كما ان الحكومة حريصة علي تنفيذه اخلاقيا قبل ان يكون سياسيا حيث ان خيار دارفور بشأن الاستفتاء يترتب عليه خيار شكل الحكم في السودان .ولقد أكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أن وثيقة الدوحة هي الوثيقة النهائية للسلام في دارفور وقال “لن نضيف نقطة أو شولة” .وفى السياق السياسى نفسه تسلم البشير وثيقة مخرجات الحوار المجتمعي بولاية جنوب دارفور من قيادات الأحزاب والقوى السياسية بجنوب دارفور ، وتسلم كذلك وثيقة عهد وميثاق من الإدارة الأهلية بالولاية للتمسك بالتعايش السلمي والسلام الاجتماعي.
واكدت الولايات الخمس على استتباب الامن وجاء ذلك على لسان المهندس أدم الفكي والي ولاية جنوب دارفور الذى اكد على إستتباب الأمن والاستقرار بالولاية .مشيرا في هذا الصد الي ان قرار السيد رئيس الجمهورية بتكوين لجنة عليا لجمع السلاح ومعالجة قضايا النازحين جاء معضدا وداعما لمبادرة الولاية بجمع السلاح متطرقا لجهود الولاية في معالجة قضايا النازحين . كذلك اكد والي شرق دارفور خلو الولاية من التمرد واستقرار الأوضاع الأمنية بكل ربوع الولاية .كذلك أعلن الدكتور خليل عبدالله والي ولاية غرب دارفور ان الولاية خالية من أية خروقات امنية وتنعم بالإستقرار والأمن في ضؤ جهود وتنسيق بين القوات المسلحة السودانية والقوات التشادية لتأمين الحدود المشتركة بين الدولتين ، مؤكدا أن زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للولاية تصب في اتجاه تأكيد امن واستقرار دارفور و بناء واستكمال النهضة والتنمية الشاملة.
ومن خلال الميزان الاقتصادى يبدو واضحا حرص الدولة على استكمال مسيرة التنمية فى ولايات دارفورالتى شهدت خلال الفترة الأخيرة تطورات تنموية ملموسة انجزتها السلطة الاقليمية لدارفور علي صعيد مشروعات التنمية والإعمار .
وفى هذا الخصوص وجه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بعدم تحصيل أي رسوم على الطرق عدا الرسوم المحصلة لصالح الهيئة القومية للطرق والجسور.
وقال لدي مخاطبته اللقاء الجماهيري الحاشد بنيالا بولاية جنوب دارفور أن هذه الرسوم ساهمت في ارتفاع سعر السلع الضرورية للمواطنين وتعويق عملية انسياب السلع.
في الميزان الخدمى دشن رئيس الجمهورية بولاية شرق دارفور حملة ” زيرو عطش” بمحلية ابوكارنكا بجانب المشروعات الخدمية بالمحلية التي تشمل المدرسة النموذجية وبنك الادخار والتنمية الاجتماعية ، ومركز صحي ومركز جهاز الأمن بمحلية ابوكارنكا .ووعد رئيس الجمهورية مواطني نيالا بحل جذري لمشكلة مياه المدينة وقال إن مياه حوض البقارة ستصل في القريب الي نيالا مشيرا إلي البرنامج الذي تنتهجه الحكومة الاتحادية المتمثل في ( زيرو عطش) والذي يهدف الي توفير المياه وتمكين المواطنين من مصادرها .
كما افتتح رئيس الجمهورية عدداً من المشروعات التنموية بولاية جنوب دارفور
شملت تدشين الطرق الداخلية وتأهيل إستاد نيالا وبرج العدل وافتتاح مباني ديوان الزكاة ومشاريع جامعة نيالا ومحطة توزيع الكهرباء.كما شهد ختمة القرآن الكريم .
وافتتح رئيس الجمهورية عددا من المشروعات التنموية والخدمية بمدينة زالنجى بولاية وسط دارفور شملت ديوان الزكاة والطرق الداخلية وكهرباء الطاقة الشمسية ومركز التأمين الصحي,كما افتتح المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في مستهل زيارته إلى ولاية غرب دارفور اليوم مباني وزارة التربية والتعليم ورئاسة شرطة الولاية وجامعة الجنينة .
في الميزان الاجتماعى شهد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور زواج 300 شاب وشابة من معسكرات النازحين بنيالا الذي ينفذه الاتحاد الوطني للشباب السوداني .
كما تسلم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وثيقة عهد وميثاق من قيادات ولاية وسط دارفور ممثلة في رجالات الادارة الاهلية والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني اكدوا فيها تعهدهم بالعمل على تحقيق السلام والتعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي بين كافة قطاعات المجتمع بالولاية.
في الميزان العسكرى قال المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ان الحكومة لجأت للعمليات العسكرية بعد أن رفض المتمرد عبدالواحد السلام واختار طريق الحرب مؤكدا ثقته في القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى فى دحر التمرد بدارفور, موضحا بزالنجي بولاية وسط دارفور انه بعد الانتهاء من التمرد فإن الحكومة ستبدأ فورا في عمليات جمع السلاح داعيا المواطنين للتعاون مع الجهات المختصة في هذا الصدد حتي ينعم انسان دارفور بالأمن والسلام والاستقرار .
أن زيارة رئيس الجمهورية التاريخية لولايات دارفور الخمس ستسهم في دعم عملية الاستفتاء الإداري الذي ستشهده دارفور خلال الأيام المقبلة ، وكانت زيارة هامة اعادت دارفور الى سيرتها الاولى بنسبة كبيرة اكدت تماما ان دارفور تشهد سلاما واستقرارا انعكس إيجابا علي حالة التعايش السلمي , وهى ردا عمليا لكل من يدعي بان دارفور غير مستقرة وغير آمنة ، كما انها رسالة للدول الغربية تعكس لهم مدى التلاحم بين الشعب والقيادة فضلا عن أنها تعبر عن تواصل القيادة السياسية مع مواطنيها في دارفور .اضافة الى كل ما سبق هذه الزيارة
اكدت ايضا على أن الحوار الوطني هو الوسيلة الوحيدة لحل قضايا السودان وتأتى كذلك دعما لإجراء الاستفتاء الاداري في دارفور وحث المواطنين للمشاركة بفاعلية في التصويت لممارسة حقهم الدستوري وصولا الي نظام حكم يناسب أهل دارفور .
كتب- سعيد الطيب
سونا