محمد لطيف : مهرجان البقعة.. الحضور الراتب والمستوى الصاعد
لا أحشر نفسي في زمرة المثقفين.. غير أن الأحداث الكبيرة تفرض الاحتفاء بها.. وها نحن نفرد مساحة اليوم للمسرحي المعروف ذو الفقار حسن عدلان الرمز المسرحي العطبراوي المعروف مسلطا الضوء على مهرجان البقعة في نسخته الأخيرة الذي كتب يقول:
مهرجان البقعة للمسرح الدولي هو جهد كبير حرص على تقديمه منذ تأسيس فكرته الأولى المسرح الوطني، والذي انطلق في العام 2000م، وبدأ مهرجاناً محلياً وتطور ليستوعب المنشط المسرحي بكل ولاية بالسودان وصعد من بعد ليكون مهرجاناً إقليمياً ليصعد بعدها إلى مهرجان دولي للمسرح العالمي. وهذا الجهد تنظمه الهيئة المديرة لمؤسسة البقعة الوطنية بالمسرح الوطني بالبقعة، سجل هذا المهرجان مظهراً احتفالياً جميلاً وراتباً دورياً من الدورة الأولى وحتى السادسة عشرة وهي الحالية والتي شاركت بها (7) دول من خارج السودان و(7) فرق مسرحية من السودان مركزا وولايات، هذه المشاركات تتم إجازتها عبر لجنة الاختيار والجودة وهي لجنة مؤهلة ومختصة يترأسها الدكتور فضل الله أحمد عبد الله عميد كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وبها أعضاء كرام من الحركة المسرحية بالسودان وهذه اللجنة تطوف ولايات السودان للمشاهدات وترشيح العروض المشاركة بالمهرجان وفي حالة عروض الدول من خارج السودان تتم مشاهدتها وتقييمها عبر العروض المصورة على أقراص الـ(سي دي). كل العروض التي تدخل للمنافسات الختامية ترشح عبر لجنة الإختيار والجودة. وبعد ذلك تكون الهيئة المديرة للمهرجان لجنة تحكيم دولية.
في هذه الدورة السادسة عشرة كانت لجنة التحكيم برئاسة الدكتور عثمان البدوي وعضوية الأستاذ المغربي عبد الكريم برشيد صاحب الاحتفالية في الوطن العربي، ومن مصر الشقيقة المسرحي الدكتور عاصم نجاتي، إضافة إلى الأستاذ أبو بكر الشيخ والأستاذ الناقد مصعب الصاوي والأستاذ السيناريست والدرامي جعفر سعيد الريح عضواً ومقرراً.
وإضافة لعروض المنافسة تميزت الدورة السادسة عشرة بعروض خارج المنافسة من كسلا إضافة لعرض آخر وقد كان هنالك عرض فُرجة مسرحية من تأليف وإخراج الفنان الأستاذ عبد الرحمن مهدي.
أميز ما يكون في مفاهيم البقعة المسرحية، الجانب العلمي والذي تجسد في حلقة النقد التطبيقي تحت مسمى (خيمة البقعة) وهي حلقة دراسية تحلل العروض المسرحية بالنقد والدراسة العلمية للعرض، عبر أوراق علمية لكل عرض من العروض، يقدمها كوكبة من النقاد الدارسين. وبجانب النقد المسرحي ينظم المهرجان الندوة العلمية والتي كانت في هذه الدورة حول (الاحتفالية في المسرح العربي) وحلقة أخرى عن الاحتفالية في المسرح السوداني.
وكتقليد متبع في المهرجان ترشح شخصية من الرواد لتكون شخصية المهرجان، وشخصية هذه الدورة البروفيسور العلامة المسرحي أنور محمد عثمان صاحب السجل الحافل في الحركة المسرحية بالسودان.
وأيضاً تستضيف الدورة السادسة عشرة شخصية كضيف شرف المهرجان، هو هذه المرة المسرحي البروف عبد الله علي إبراهيم والذي كان لمشاركته بالمحور الفكري أكبر الأثر.
في هذه الدورة الحافلة الحاشدة بالفنون المسرحية تغيب عن التظاهرة لظروف خارج عن الإرادة مدني الجزيرة عبر رائدها الفذ محمد أحمد الشاعر فاكهة المهرجانات، وتغيب أيضاً من عطبرة جماعة التيراب المسرحية، ولكنه غياب من فتحة البروسنيم فقط فيما تكون مشاركتهما في المحاور الأخرى قائمة وحاضرة في كل أيام وفعاليات المهرجان.
وختاماً التحية للهيئة المديرة للبقعة، والتحية لرئاسة الجمهورية والتي ترعى هذا الحدث الثقافي الدوري المهم، والتحية للدول العربية المشاركة بهذه الدورة، والتحية لشيخ المسارح المسرح القومي والذي يستضيف هذا الألق الإبداعي والتحية للشركات والجهات التي رعت وساهمت. والتحية للسفير علي مهدي نوري رئيس البقعة والذي سهر على هذا المنشط وجعل منه نافذة مشتعلة للحركة المسرحية بالسودان.. ومزيداً من النجاحات والانتصارات لحركة المسرح السوداني.
ذو الفقار حسن عدلان
– رئيس اتحاد المهن الدرامية بولاية نهر النيل
– رئيس جماعة التيراب المسرحية/ عطبرة