عرض أزياء فاخر
في احدى مناطق شرق النيل تعتبر الثياب الفاخرة ورسم الحناء والدخان أهم الشروط لارتياد مناسبة العزاء.. فالواحدة من نساء هذه المنطقة لا تدخل (بيت البكا) إلا وهي في كامل زينتها.. حتى إذا اضطرت لتأخير واجب العزاء الى ما بعد اكتمال الزينة والجييهة.. ويكون (بيت البكا) مكاناً لاستعراض الثياب الفاخرة ودقات الدهب المختلفة وعروض الحناء وغيرها مما تفعله هؤلاء النسوة.
قد يستغرب الإنسان لمثل هذه الملامح القاسية.. وأقول قاسية لأن الشخص المتوفى أحياناً يكون شاباً في مقتبل عمره ومع ذلك تمارس مثل هذه العادات بالرغم من أن المرأة الآن أصبحت في الأماكن المرموقة من ناحية المستوى التعليمي إلا أنها مازالت ترزح تحت وابل التقاليد البالية والقيم التي لا تخدم المجتمع في شيء، وما يدعو للدهشة والاستغراب أن من بين هؤلاء النسوة نساء ملتزمات بالنقاب، وهي تحت هذا النقاب ترتدي كل زينتها.. وبمجرد دخولها (بيت البكا) تخلع الجوارب والجونتيات وغطاء الوجه..
فيظهر (العجب العجاب) وكأنها ادخرت كل هذا لتعرضه في هذه المناسبة الحزينة .. وهي تعتقد اعقتاد جازم أنها ملتزمة.. ناسية تماماً أن النساء الأُخريات اللائي يشاهدن هذه الزينة هن اللائي يشكفنها للرجال بالحديث عنهن مثل قول (والله الليلة فلانة جات قاشرة قشرة) وتقوم بوصف كامل عن الجسد والأرجل والحناء وغيرها، فالشيء الذي أريد أن اقترحه هنا أن تلتزم المرأة السودانية بلبس العباءة السوداء في ارتياد مناسبة المأتم.. خصوصاً أن المأتم لم يعد كما كان من قبل، فقد تقلصت أيامه الى يوم واحد.. لذلك لن تجد المرأة سوءاً إذا التزمت بمثل هذا الزّي (بجواربه وجونتياته) حتى لا تسيئ الى مشاعر الحزن التي تخيّم على أهل المرحوم وتكون بذلك قد أدت واجب العزاء بكل شرعية ومهابة دون الدخول في استعراض ومهاترات وتقاليد ضارة بالمجتمع.. تجعل الرجل دائماً يقول لحواء إنها ناقصة عقل ودين.. ما الذي تكسبه المرأة من ظهورها بمثل هذه المبالغة الاجتماعية والمناسبة مأتم وليس فرح.
عزيزتي حواء: ارتقي بمستواك الفكري ليكون جديراً بالمسؤولية الاجتماعية.
هيبات الأمين
صحيفة ألوان