مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : دوي المنام.. وإلا قليلاً

سفر حزين .. ودفق آسر.. يرسم نبض الصحافة في لحيظات قصيرة .. مكتحلة بالسواد.. ومكتسية بآلام الفراق.. أيام لم تتعدَ عشرها بحساب الساعات.. حينما كانت كل مجموعة من أهل الصحافة.. والأقلام المعروفة.. تسجل نبضها بالنحيب على صفحات الصحف.. وددت أن أوسم حضوري ببعض حياة.. بدلاً من دموع في ذلك الفراق الأليم.. فجعلتها بصمة موجبة.. بتوثيق تلكم اللحظات الحزينة في ضفتي هذا السفر البسيط.. (كتاب دوي المنام).. جمعت فيه مجموعة أقصوصات صحفية تناولتها صحافتنا في حقبة العشر الأولى من أيام رحيل القامة الدكتور كمال حنفي منصور.. الصحفي المطبوع.. الطبيب المعروف.. والرجل الإنسان.. فقد أجمعت قبيلة الصحافة والصحفيين بمختلف أطيافها على قيمة عطائه الصحفي والمهني.. وهأنذا أقدم جهد المقل.. بجمع ذلك الإحساس المتناثر.. والنبضات الحرى الآسرة في هذه الهيئة البسيطة.. بتصرف في بعضها.. وآخر على حالها كما وردت.. وبكل تأكيد هناك الكثير الذي لم تصطده قدراتي.. فالعذر لكل من لم أحظَ بضمه لهذه الكوكبة الرائعة من الأقلام العفيفة المتأثرة.. التي كان لنبضها صدى.. فتشرفت بأن شاركني الحضور من خلال هذا السفر.. قامات أورد نماذج منها وليس حصراً.. د. غازي صلاح الدين.. السموأل خلف الله.. ضياء الدين بلال.
أسميته (دوى المنام) لتشابه حالة رحيله حقيقة.. وأثرها لدى الرأي العام الصحافي.. والشارع من خلال مراسم الدفن وتناقل الخبر.. فقد غادر بهدوء يحسد عليه.. وهو في حالة نوم.. بعد أودع أسرته لخالقها.. وصلى العشاء.. وتوسد ملحفته.. كأنه آثر ألا يكلف من حوله عنت المغادرة.. وما بين ذلك الهدوء والحراك الذى شهدته وسائل الإعلام بعده مباشرة.. فقد التقطت دواخلي ذلك الإحساس فكان ذلك المولود بين أيديكم (دوي المنام).
شكري أسطره ناعماً كملمس الحرير لكل من ساهم في دعم هذه البادرة.. وذلك من خلال جمع الأقصوصات والموافقة على نشرها.. أو إبداء الرأي أو التعبير عن مشاعر موجبة في زاوية أو مقال.. ودعواتنا للراحل.. أن يسكنه الله عالي الجنان مع الصديقين والشهداء.
*قطرة..
حروف ذرفتها في موضع الدمعات حرى.. في كتاب جمعت فيه معظم ما تناولته صحافة الخرطوم خلال أسبوع واحد.. على وقع رحيل القامة.. الدكتور الإنسان كمال حنفي.. وهو يودع صحيفة الرأي العام بآخر مقالاته في عموده المقروء حينها (إلا قليلاً).. أسميته دوي المنام.. تم تدشينه في أربعينية وداعه.. وأعيده الآن لاقتراب موعد ذكراه.. ألا رحم الله فقيدنا.. وألهم آله وذويه الصبر الجميل.
الفاتح عبد الله وديدي
*من المحرر
الحبيب مهندس الفاتح وديدي
وها هي كلماتك يفوح منها الدمع.. بل هي بطعم الدموع المالحة.. مجللة بالسواد.. وهأنا أبكي لبكائك النبيل.. ثم أبكي الوطن الذي باتت تنطفئ فيه المصابيح.. مصباحاً إثر مصباح.. لن يهزني الهول ويفقدني وقاري.. ذاك الحزن العاصف.. ولا يخلخلني فزع رحيل العظماء.. كما خلخل الهول والفزع (ناصر) عندما نعيّ له (خالد محيي الدين) (لوممبا).. هنا هتف (ناصر) وكأنه فقد (عقله).. صاح راعداً.. لماذا يموت الأخيار.. لماذا يبقى الأشرار.. أنا لن أقول ذلك.. ولكني أبكي نائحاً.. لماذا كل حين يختفي منا بدر في طيات سحاب لن يرحل ولا ينقشع أبداً.. أبداً.. لك حزني وبكائي ومودتي.