حساسية !!
*(اللمبي) – في مصر- يسخر من المحامين بكل (عبطِه)..
*فما سمعنا بأن نقابة المحامين هناك أصدرت بيان احتجاج..
*ولا سمعنا بأن أحد منسوبيها فتح بلاغاً خاصاً بإشانة السمعة..
*ولا سمعنا بأنها طالبت بوقف المسلسل كما فعلت نقابة صحافيينا..
*فنقابتنا هنا تسببت في وقف مسلسل إذاعي بحجة إساءته إلى عضويتها..
*ثم تفتأ تطالب – بكل قوة عين – الأجهزة الأمنية بمراعاة (حرية) الرأي..
*وكأنت منسوبيها هؤلاء منزهون عن (شهوات النفس) دون الآخرين..
*ومن الشهوات هذه التي تحدث عنها المسلسل (التطبيل مقابل المال)..
*أي شهوة جني المال مقابل تسخير القلم في التلميع والتجميل والتضخيم..
*ومسلسل (طاش) – في السعودية- ينتقد أداء الشرطة بشكل شبه يومي..
*فما سمعنا يوماً أن إدارة الشرطة هناك طالبت بالتحقيق مع أبطال المسلسل..
*ولا سمعنا أن وزير الداخلية سعى إلى استصدار أمر بمنع بث حلقات مماثلة..
*ولا سمعنا أن حكومة المملكة تذمرت من هذا النقد لأحد أجهزتها النظامية..
*بل إن الملك الراحل فهد تدخل مرةً لإعادة بث المسلسل عقب انتقاده(جهات عليا)..
*عندنا في السودان زج مدير عام الشرطة الأسبق برؤساء تحرير في السجن..
*والسبب أن صحفهم انتقدت أداء بعض أفراد الشرطة في التعامل مع قضية ما..
*وكانت سابقة في تأريخ السودان لم تحدث حتى أيام الاستعمار البريطاني..
*وأُقيل بعدها – بفترة وجيزة – محجوب حسن سعد من منصبه..
*وصحافة الكويت تنتقد – دوماً- سياسة الحكومة هناك بأعنف ما يكون الانتقاد..
*فما سمعنا أن مرسوماً أميرياً صدر للحد من حرية الصحافة..
*ولاحظ أننا لم نشر إلى حرية النقد في العالم الديمقراطي المتحضر..
*فالنقد هناك يطال أعلى المستويات دون أن نسمع عبارة (المساس بهيبة الدولة)..
*ولكننا في السودان حساسون جداً حيال النقد حتى لو كان (مخففاً)..
*لا الشرطيون يتقبلون النقد ، ولا المحامون ، ولا المعلمون ، ولا السياسيون..
*ولا حتى الصحفيون الذين يعطون أنفسهم حق نقد الآخرين..
*ومن ثم فإن الدراما عندنا تعاني (شحاً) في الأهداف التي تصوب نحوها..
*فهي كلها – الأهداف- عبارة عن (بيوت زجاج) قابل للكسر عند لمسه..
*والذي يثق في (متانة بيته) لا يهمه إن انتقده اللمبي أو السدحان أو بلدو..
*وبلدو هذا هو صاحب (بيت الجالوص) الذي طالب بوقف بثه اتحاد الصحفيين..
*وإن لم يكن بيتنا نفسه- نحن الصحفيين- من (زجاج) لما تحسست نقابتنا..
*فمتى نتعافى- جميعاً- من ( داء الحساسية) ؟!!