محمد وداعة : الحرب .. من داخل المساجد !
حذر د. على نمر الامين السياسى للمؤتمر الوطنى بولاية الخرطوم من خطر الجماعات الدينية فى السودان و قال فى ندوة حول الاثر السياسى و العسكرى لمشاركة السودان فى تحالف عاصفة الحزم، و قال (إن الخطر علينا لا يأتي من الشيوعيين أو البعثيين وإنما من بني جلدتنا الذين يحاربوننا من داخل المساجد )، معتبرآ ان دخول السودان عاصفة الحزم يمثل رادعآ لهم ، د. نمرحدد الخطر (ببنى جلدته ) ، و رغم اختلافنا معه حول معنى ( بنى جلدتنا) وهل يشمل غير (بنى جلدته) ، الا انها اول اشارة من مسؤل فى الحزب الحاكم تؤشر على مواضع الخطر الاستراتيجى على ( البلاد ) و ليس النظام كما درج اهل الحزب الحاكم فى تماهيهم لدرجة اصبح فى فهمهم ان النظام هو الوطن ، وان امن النظام هو امن الوطن ، الاسبوع الماضى حذر القيادي بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية المهندس خالد حسن عباس من وصول العلمانيين الى السلطة وشدد على تحقيق الوحدة بين الإسلاميين، وقال في المحاضرة التي نظمها مركز إنماء المعرفة بعنوان ( الاسلاميين بين الوحدة والتشظي ) ، إذا وصل العلمانيون الى السلطة لن يفرقوا بين الإسلاميين سواء كانوا ينتمون للمؤتمر الوطني أو المؤتمر الشعبي وسينصب لجميع الإسلاميين المشانق ،مضيفآ ( عدونا واحد وإلهنا واحد ) ودافع عن موقف قيادات الوطني التي انحازت للدولة استناداً على مبررات السلطة الشرعية وأقر بوجود اشكالات واجهت الحكومة بسبب عدم معالجة أمر الشرعية في الخدمة المدنية وقال ( استلامنا للسلطة كان ضرورة ولتأخر الوقت لم نستطع ان نضاعف أعداد المتدينين بالصورة المطلوبة في الخدمة المدنية)، وأكد إن الاصلاح السياسي لايتم الا باصلاح الأنفس والتدين ،وقال نحن مع الدولة المدنية ومراعاة حقوق الغير ولكن لن نسلمهم أمرنا، كيف؟
نتفق مع د . نمر فى تحليله و نشد على يده لجرأته على (بنى جلدته) ، و لعله يتفق معنا فى ان امثال المهندس خالد حسن عباس وبؤس رؤيتهم و فهمهم لمواضع الخطر ، لهى اخطر على البلاد من اى خطر آخر بما فى ذلك خطر ( بنى جلدته) ، وهو بعد لا يدرك ان اللذين يحاربونكم من داخل المساجد ، اخطر عليكم من اللذين يحاربونكم من خارجها ، و هو لا يدرك عمق الازمة التى يعيشها حزبه و ابرز مظاهرها ان من بقوا فى حزبه اقل كثيرآ ممن كانوا فيه قبل بضع سنين، و هو لم يسمع بمبادرات لم شمل الاسلاميين ، و لا يعرف سائحون و انقلابيون و اصلاحيون ومنهم غاضبون ، امثال هؤلاء لن يستبينوا نصحآ حتى فى ضحى الغد ، برغم وضوح الرؤية لدى د.نمر ،و ضبابيتها و فقرها وتشويشها لدى م.خالد الا ان النهج الذى تسير عليه الحكومة للاسف هو نهج م خالد و من معه ، الحكومة ترى فى البعثيين و الشيوعيين خطرآ لا تراه فى (بنى جلدتها) ، ربما الجلد يحجب الرؤية ، بعد قول م. خالد جاز لنا ان نتساءل عن عبارة ( عدونا واحد و إلهنا واحد )، , و بعد ان ميز لنفسه إله ، يجوز لنا ان نسأل ( هل إلهنا هو إلهكم )؟ ،
محمد وداعة – (ما وراء الخبر – صحيفة الجريدة)