مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : مجرد كلام (واتساب) !!

لم تنتهِ تداعيات ما أعلنته وزيرة التعليم العام الأستاذة “سعاد عبد الرازق” الأسبوع الماضي بأن حالة غش وتزوير حدثت في امتحانات الشهادة السودانية من قبل أجانب، فقد تفاقمت الأزمة في الأردن، إذ أن تدخلاً حدث من البرلمان هناك وكذلك لم تقصر وسائل الإعلام الأردنية وعملت على تشويه صورة الشهادة السودانية بأنها لا تحمل قيمة، احتجاج واسع هناك يشعر به القاصي والداني في الأردن، وأما نحن في السودان فتتخبطنا معلومات الأسافير والإفادات الفضفاضة، فقد ألجمتنا الدهشة، الأمور تتعقد يوماً بعد يوم وليت وزيرة التعليم لم تقل شيئاً لتجعلنا نقول إن ما تسرب من حديث لوسائط الإعلام المختلفة هو مجرد كلام (واتساب)!
اليوم هو آخر أيام الشهادة السودانية، حيث سيودع الطلاب بعضهم في ظل هذه المعلومات المحبطة بالجلوس لآخر مادة، وكما يسمونها فرّاق الحبايب (الرياضيات)، سيودع الطلاب السودانيون وغيرهم من الممتحنين للشهادة السودانية قاعات الامتحانات وفي نفوسهم شيء من حتى!
(أمس) قرات خبراً عن ترتيبات للمجلس التشريعي لولاية “الخرطوم” باستدعاء وزير التربية والتعليم بالولاية د.”فرح مصطفى” للرد على مسألة مستعجلة دفع بها أحد الأعضاء لتوضيح ما راج عن ضبط حالات غش وتزوير وتبيان ما يتردد من معلومات عبر الوسائط المختلفة، شعور جيد من المجلس التشريعي بأن يهم لمعرفة تفاصيل هذه القضية التي باتت حديث المجالس وتجاوزت الغرف المغلقة، برغم أن الولاية أو هذه الوزارة غير معنية بذلك بحسب الدستور، وهم يعرفون ذلك لكن يتمسكون بأن التجاوز وقع في ولاية “الخرطوم”.
يفترض على المجلس الوطني أن يكون هو السبّاق للقيام بهذه المهمة باعتبار أنها من سلطاته، لا يعفي البرلمان أنه في إجازة، فهناك لجنة مختصة يمكن أن يطلب الوزير الاتحادي منها تبيان الحقائق مجردة حتى لو كان ذلك في جلسة سماع مغلقة، أيضاً هناك لجنة شؤون المجلس وهي حسب لائحة تنظيم أعمال البرلمان، تكون مفوضة عن المجلس في حال غيابه وذهابه في إجازة، يحق لها أن تنظر وتصدر قرارات في أي شأن طارئ ومن ثم يكون للبرلمان الحق في النظر فيما صدر عقب عودة النواب من إجازتهم، لكن حدث العكس تماماً، الجهة غير المسؤولة حرصت على معرفة أصل القصة، والبرلمان في نوم عميق لا أعرف ما الفهم من ذلك. الموضوع يا سادتي أكبر من عملية غش عابرة قام بها طالب أردني في امتحان الشهادة السودانية، القضية امتدت نحو الإهانة والتشكك في قيمة الشهادة، والسبب هو تهاون الجهات ذات الصلة وعدم حسن التصرف، كان يمكن أن تطفئ السلطات القضية تماماً في يومها ولحظة اكتشافها ولا من شاف ولا من دري.
لا أتوقع أن يقف الأمر بذهاب الطلاب إلى منازل بعد معركة امتحانات فاصلة خلال الأيام الماضية، أنا متأكد من أن الأردنيين لن يقفوا عند حد تضخيم القضية وتحميل الحكومة السودانية المسؤولية، مع أن طلابهم هم من قام بهذا اللغش الفاضح.
أرجو أن يطمأن الطلاب والشارع العام مما يروج في وسائط التواصل المختلفة بإجراءات عملية قبل أن يقع الفأس في الرأس.. والله المستعان.