احلام مستغانمي

هكذا تكلم نزار (2)

* أنا لا أحبك من أجل نفسي.. ولكن أحبك كي أجمّل وجه الحياة.
ولست أحبك كي تتكاثر ذرّيتي.. ولكن أحبك كي تتكاثر ّذرية الكلمات.
* لا يستطيع الشعر أن يثقب المعدن.. ولكنّ التاريخ علّمنا أنّ معدن الديكتاتوريّة هشّ جداً.. وأنّ 28 حرفاً التي تتشكّلُ منها الأبجديّة العربيّة، تستطيع أن تتحوّل إلى 28 فرقة كوماندوس.
* أنا مطالب بأن أحتفظ بنقائي، ونظافة ملابسي في منجم فحم، وأن أكون قدّيسا في مجتمع لا يعرف القداسة، وأن أرتفع بفكرة الحبّ إلى مراتب الأولياء والقدّيسين وأصحاب الكرامات. هذا ضدّ بشريّتي.
* إنّني أعتبر نفسي واحداً من رجال القبيلة التي تتعاطى الحبّ بالأسنان والأظافر. وكان لا بدّ من مرور زمن طويل عليّ قبل أن أتخلّص من ميراث القبيلة، وشريعة الجاهليّة في الحبّ.
* الجنس هو صداعنا الأبديّ، والكابوس الذي يفترسنا ليلاً نهاراً. حجم المشكلة الجنسيّة، بحجم جماجمنا تماماً. بحيث لا يوجد تلفيف واحد من تلافيف النخاع العربي غير مُصاب بورم الجنس.
* كيف تريدني أن أرسم إذا كان شراء قلم رصاص من إحدى المكتبات يحتاج إلى ترخيص من وزير الداخليّة؟
وكيف تريدني أن أكتب، إذا كانت أصابعي لا تستطيع أن تتجوّل على ورقة الكتابة بعد الساعة السادسة مساء؟
* إن الشاعر الذي يعيش تحت جبّة السلطة.. هو شاعر مختون ختانا فرعونيّا