تحقيقات وتقارير

الجنوب يعتبر أبناء أبيي أجانب.. ما يخفيه القلب تظهره زلات اللسان

رحبت قيادات سياسية بمنطقة أبيي بإقرار حكومة جنوب السودان بتبعية المنطقة للسودان، وذلك بموجب قرارات صادرة عن حكومة الجنوب، وأقرت بمقتضاها أن فصل د. لوكا بيونق من هيئة التدريس في جامعة جوبا يعود في الأساس لكونه أجنبياً ينحدر من أبيي، وهو حكم يمكن سحبه على أبيي وسكانها ممن تعدهم جوبا أجانب لا ينتمون للدولة الوليدة التي تتهددها الحروب وتهدها الصراعات.

يقول القيادي بالمنطقة، عضو هيئة الشورى بالمؤتمر الوطني، زكريا أتيم إن القرار بمسوغاته المذكورة تأخر جداً، لا سيما وأن قيادة حكومة جنوب السودان والرئيس سلفاكير تعلم يقيناً أن منطقة أبيي تتبع للشمال.

خلفية
ظلت أبيي وحدودها من بين أكثر القضايا حساسية دون حسم في اتفاق السلام الشامل (نيفاشا – 2005)، وفشلت كل جهود التسوية وسبق أن اشتبكت قوات الجيش السوداني والجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان في المنطقة والجنوب، خلافاً لنذر الحرب التي لاحت غير ما مرة واضطرت ألوف المدنيين على الفرار.

وعلى سني الفترة الانتقالية، وتحديداً في العام 2009، وفي أعقاب احتجاجات حكومية على تقرير الخبراء، تمت إحالة القضية لمحكمة التحكيم الدولية في لاهاي، لتبت المحكمة في القضية بتبعية 11 ألف كلم مربع متنازع عليها من ضمن 16 ألف كلم مربع للشمال، فيما تكون بقية المناطق تابعة لأهلها وفقاً لعملية استفتاء كان مقرراً لها العام 2012م.

النأي عن المشاكل
ينحو مراقبون إلى أن الرئيس سلفاكير ميارديت نزّاع إلى أيلولة أبيي للسودان، كما أنه ضد فتح كوة صراع جديدة مع الخرطوم، ومما قاله في الصدد إن تعيين دينق ألور المنتمي للمنطقة وزيراً لخارجية الجنوب يسهم في تدمير علاقاتهم مع السودان، أضف إلى ذلك حقائق التاريخ، وقرار محكمة لاهاي، أما السبب الأهم فتمثّل في قناعات سلفا بضرورة إبعاد أحد أكبر المناوئين لحكمه “أولاد أبيي” ممن شكلوا سابقاً ما عرف بـ “أولاد قرنق”، وذلك على أمل أن تذهب ريحهم متى ما ذهبت المنطقة إلى أهلها وحال سبيلها.

علّ ما جرى لبيونق في جامعة جوبا، يتسق مع هذا الرأي، لا سيما وأنه جرى فصله من الإشرافية المشتركة لأبيي، ليتحول إلى إثارة أطراف دولة وإقليمية على إجازة وإلزام طرفي الصراع بمقترح للحل النهائي وإجراء استفتاء بالمنطقة، ومن ثم كوسيلة للضغط تقدم باستقالته من حكومة جنوب السوان، وتم قبول ذلك فورياً فاضطر للهجرة خارج الجنوب.

وبالعودة إلى تصريحات وزير خارجية جنوب السودان عن أسباب فصلهم لبيونق، يقول عضو المجلس الوطني ماجد ياك كور لـ “الصيحة” إن هذا التصريحات ليست بجديدة كما أنها ليست الأولى من نوعها، إذ ظل على الدوام يقولها في أي مكان، وأضاف: نحن نرحب بها هذه المرة، بكل حفاوة خاصة مع اعترافهم بإقصاء قيادات أبيي في جوبا، وزاد: يجب على حكومة الجنوب هذه المرة أن تكون قدر المسؤولية تجاه ما قالت حول تبعية المنطقة للشمال، ونقل شكره لحكومة الجنوب بسبب موقفها الأخير الذي ننتبناه منذ وقت طويل، وسينعكس خيراً لنا برجوع قياداتنا وبعض الكفاءات العلمية للسودان والمساهمة في بناء السلام.

ترحيب حار
طالبت قيادات أبيي التي تحدثت لـ “الصيحة” دولة جنوب السودان بتأمين حياة أبناء أبيي في الجنوب ممن تعدهم الحركة الشعبية الحاكمة أجانب، وذلك إلى حين عودتهم إلى بلادهم.

وأكد ماجد أنهم سودانيون ينتمون للشمال أرضاً وشعباً، هذا وإن تم استقطاب بعض من أبناء المنطقة في الحركة الشعبية والتمرد نتيجة أطماع وإغراءات، داعياً الحكومة إلى تكوين لجنة قومية لاستقبال القادمين من الجنوب لمنطقة أيبي بصدر رحب (حد توصيفه) ذلك فضلاً عن اختيار شخصية قومية تقوم بتوفيق أوضاع المنطقة حتى يكون هنالك انسجام تام لتلافي آثار الماضي.

إغراءات وأطماع
عن إظهار الجنوب لنواياه تجاه أبناء أبيي، يقول ماجد إن الحركة الشعبية على يقين بأن أبناء أبيي في صفوفها انتموا إليها لأجل تحقيق أطماع ونتيجة مغريات، ولم يأتوا الحركة لإيمان بجنوبيتهم، وبموجب ذلك كان دينق ألور من ضمن العشرة المتهمين بقيادة انقلاب فاشل ضد الرئيس سلفاكير.

ومما زاد الأمر تفاقماً، الفجوة والجفوة بين كير وأبناء أبيي هو أن بعضاً من أبناء قيادات الإدارة الأهلية تعلموا وأصبحوا قيادات وطبقة مستنيرة ولهم علاقات مع المجتمع الدولي، ولهذا ظلوا يتعالون على كير الذي فضل إرجاعهم إلى الشمال.

يقول ماجد إن وزير الإعلام في حكومة جوبا ظل على الدوام يحذر هولاء القيادات من الحديث في قضايا الجنوب باعتبارهم شماليين.

حقيقة لا مراء فيها
ومن جانبه يرى زكريا أتيم أن منطقة أبيي تتبع للشمال، ويلفت إلى أن الخلافات حول تبعيتها مؤخراً وبشكل يعود لسياسات المستعمر الشهيرة (فرّق تسُد) لكي لا تستقر المنطقة.

وقال: أهل الجنوب ليس لهم دراية بإدارة المنطقة وأي حديث لتبعية أبيي ولهذا نجد أن معظم سكان الشمال ينتمون للجنوب باللون فقط ولكن إدارياً يتبعون للشمال.

واعتبر زكريا أية تصريحات صادرة عن أطراف دولية بإدانة ما جرى للوكا باعتباره مواطناً جنوبياً لا يعدو كونه حديثاً ليس إلا، ونوه إلى أنه وبالرغم من حقيقة ما قالته جوبا عن كونه أجنبياً، فذلك لا يخول له الحديث باسم أهالي المنطقة، مذكراً بأن من تمردوا على الخرطوم من أبناء المنطقة لم يكن هدفهم تبعية أبيي لجنوب السودان، وأشار إلى أنهم تمردوا لأسباب أخرى ومختلفة يعلمها حتى سلفاكير الذي وجه غير ما مرة بعدم نقل الصراع إلى منطقة أبيي والتي يعلم تبعيتها للشمال.

وعن وضع حلول لمشكلة المنطقة، يعود ماجد لينادي بضرورة إعمال المنطق، وقال: يجب أن تدار قضية أبيي بشكل عقلاني وأن لا ينظر إليها كقضية صراع بين المسيرية والدينكا، ولكن بشرط أن يحدث ذلك كله دون ذرة شك بأنها سودانية وتتبع للشمال.

عبد الرحمن إبراهيم
صحيفة الصيحة

‫2 تعليقات

  1. كلام زي السكر .علي اولاد أبيي الموجودون داخل الجنوب التوجه فورا الي منطقة أبيي عشان ننتهي من السالفة دي .