الأسد الذي حَرَقَ قلوب السوريّات يحتفل بعيد الأمّ!
في أقرب ما يكون لحفلة تنكّرية، اكتفى فيها بعدم ارتداء ربطة عنق، وفشل في التخفّي، ظهر بشار الأسد في مناسبة عيد الأم، وعبر تقرير مصوّر أُعدّ بعناية واضحة، تصويراً ومونتاجاً، في الساعات الأخيرة، مستقبلاً بعض مصابي جنوده مع أمهاتهم، محتفلاً بعيد الأم، “للمرة الأولى” رسمياً، كما قال في كلمته.
وكان عدد الأمهات محدوداً، وكذلك عدد أبنائهن المصابين الذين أخذت كاميرات النظام كثيراً من اللقطات لإصاباتهم وركّزت عليها. وظهر بشار الأسد نحيلاً شاحباً، إلا أن ذلك لم يمنعه من “إلقاء كلمة في هذه المناسبة” تم تنسيق عرضها على ما يبدو، مع تقارير مصوّرة لجرحى جيشه الذين عُرِضت إصاباتهم وأبرزت بالمقدار نفسه لإبراز الأسد وهو يتحدث اليهم.
ولفت في هذا السياق، طريقة استقبال الأسد لعناصر جيشه المصابين، وذلك بتجنّبه تقبيلهم مباشرة، إذ كان يبعد وجهه عن الجندي المصاب وهو يقبّله، كما لو أنه يخشى انتقال عدوى منهم اليه.
علماً أن مناسبة كهذه كانت تفترض من الأسد أن يعبّر عن “حميمية” معينة لجنود كادوا أن يقتلوا لأجله. إلا أنه قبّلهم بإبعاد وجهه عن وجوههم كما لو أنها “مناسبة تكريم أبطال سباحة” لا مناسبة استقبال جرحى أصيبوا في معارك لحماية نظامه، واستعاض عن ذلك بوعد قطعه على نفسه بتقديم “أطراف صناعية” للمصابين، ثم وعد المصابين منهم بفقدان البصر “بأدوات حديثة تساعد من فقد بصره”.
وظهر الأسد في مناسبة عيد الأم، كـ”شاهد زور” على حد تعبير شخصية سورية معارضة. إذ كيف يمكن لحارق قلوب السوريات أن “يحتفل بعيد الأم بعدما حرق قلوب الأمهات السوريات على أبنائهن؟” كما أضاف المصدر السابق في تعليق له نشر على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، فور بث لقطات للأسد محتفلاً بأمهات جنوده المصابين.
وقال حساب باسم “جاسم السوري” على فيسبوك، إن الأسد أظهر “ساديةً (التلذذ بتعذيب الآخر) غير مسبوقة بتمتّعه بعذاب الأمهات السوريات وهو يحتفل بعيدهن بعد قيامه بقتل أبنائهن وأزواجهن”. وقالت ليلى من اللاذقية: “إن احتفال الأسد بعيد الأم هو حفلة شِواء وطنية حاول فيه الأسد أن يتنكّر مرتديا زي الحمل الوديع وفشل في إخفاء جرائمه فظهر الذئب كما هو”. لكن أم خالد من حلب همست بكلمات حادة كالنصل بقولها: “لو كان يملك الأسد ذرة إنسانية لما ظهر في هذا الموقف الإجرامي الذي يحتفل فيه بعيد الأمهات السوريات بعد قتله أبنائهن أو أزواجهن”.
وقال الأسد في استقباله بعض جرحى جيشه بمناسبة عيد الأم، إنه من “غير المعقول أن نحب الوطن ولا نحب من يدافع عن هذا الوطن” في محاولة متجددة من الأسد لربط معنى الوطنية بالدفاع عن نظامه. وهو أمر كرره في أكثر من مناسبة، لعل أشهرها عندما قال في أحد خطاباته “الوطن لمن يقاتل دفاعاً عنه” أي للذين يقاتلون في صفوف جيشه دفاعاً عن بقائه رئيساً للبلاد التي ثارت عليه منذ عام 2011.
وهنّأ الأسد جرحى جيشه بأنهم سيصبحون رواةً يسردون قصصهم باعتبارهم “نماذج حيّة”. ووعدهم بتقديم مساعدات مادية مختلفة، ثم جالس بعضهم هو وزوجته أسماء التي ظهرت هي الأخرى بطريقة “مدروسة” غير رسمية، على طريقة زوجها الذي آثر الظهور بدون ربطة عنق ما أدى الى ظهوره نحيلا وشاحباً بشكل واضح أكثر من أي وقت مضى، لأن غياب ربطة العنق كشف شدة النحول الذي يعاني منه في الفترة الأخيرة.
وأظهر التقرير الذي عرضته وسائل إعلام النظام، زوجة بشار الأسد وهي تتحدث لأحد المصابين مبررةً على مايبدو عدم وصول الإعانة الطبية التقنية له بقولها: “إن العقوبات الاقتصادية كانت سبباً” في ذلك، إلا أنها وعدته بالمحاولة لاحقاً. علماً أن العقوبات المفروضة على النظام السوري لا تشتمل على المستلزمات الطبية بمختلف استخداماتها، سواء الدوائية أو التقنية المتمثلة بالأطراف الصناعية أو الكراسي المخصصة للمعاقين.
ووردت تعليقات كثيرة على الفور، من مثل “إذا لم تستح فافعل ما شئت” تعليقا على “جرأة” الأسد بالاحتفال بعيد الأم “بعد ذبح أولادها وزوجها” كما ورد في تعليق أضاف: “ليس العيب على الأسد بل العيب على من تركه في السلطة يقتل في شعبه كل هذه السنوات”. وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بردود أفعال اتفقت جميعها على استهجان ظهور الأسد محتفلا بعيد الأم “بعد قتل ما يقارب النصف مليون سوري جاء الأسد لإرغام الأمهات على الاحتفال مع قاتل أبنائهن” كما قالت درّية السوكاس على “فيسبوك”.
العربية نت