خالد حسن كسلا : وصية الترابي.. عودة بباب الحوار
> نذكر هذه الأيام مفاصلة الصادق المهدي لعمه الإمام الهادي المهدي.. وقد عاد إلى وحدة الحزب.. حزب الأمة.. كل الأنصار.. فقد أصبح الزعيم واحد وقد كان لابد من الوحدة.
> و الإسلاميون الآن رحل زعيمهم التاريخي رحمه الله.. نجم نجوم الحوار الوطني.. و وحدتهم هو الذي أسس لها بالتلميح بالحديث عن إمكانية حل المؤتمر الشعبي.
> وسنة الحياة عمل ورحيل .. وإكرام الترابي يبقى الآن من جانب أنصاره بتنفيذ وصيته بالوحدة وعدم تكرار ما شهده مركز الشهيد الزبير مؤخراً.
> وما حدث بين الإسلاميين مؤخراً في مركز الشهيد الزبير كان بين من ينتمون إلى ثلاث جهات.. الزبير محمد الحسن وإبراهيم السنوسي وغازي صلاح الدين.
> وهؤلاء الثلاثة لا شيء يفرق بينهم الآن غير أن أخلاق الرجال تضيق.. وينبهنا الشاعر القديم:
ما ضاقت بلاد بأهلها..
ولكن أخلاق الرجال تضيق..
> وجيل الإسلاميين هذا يحتاج لتماسكه إلى مؤسسات وليس زعماء متشاكسون.. فيجلسون في مكان واحد وهم اتباع لثلاثة أو أربعة زعماء.
> فما هكذا تورد الإبل الماء.. وهذه الطريقة التي تسير بها الحركة الإسلامية ستضعفها تماماً في المستقبل، وتتلاشى وتصعب جداً إعادتها سيرتها الأولى.. وستصبح الحركة الإسلامية رعم أنها سند الحزب الحاكم تيارات متعددة مثل أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي والبعث، وطبعاً الحزب الشيوعي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
> وتلك أحزاب سياسية بحتة لكن الحركة الإسلامية لها رسالة تناقضها الانشطارات ويضعفها تعدد الزعماء.. وكل هذا طبعاً يسُر الأعداء المحاربين بالذات..أمثال عقار والحلو وعرمان وهم بين جوبا وكمبالا يعدون العدة تحت رعاية وإشراف سلفا كير وموسفيني لخوض حرب العروة الصيفية.
> لكن الآن الوقت مناسب جداً لوحدة الإسلاميين أكثر من ذي قبل.. فرحيل الدكتور الترابي جعل مجموعة من الإسلاميين بلا زعامة مماثلة ويمكن في فترة انتقالية أن يتشكل مجلس زعامة يضم السنوسي وعلي عثمان والزبير وغازي.. فهؤلاء لهم جماهيرهم.
> ويمكن أن يتنافسوا في انتخابات لقيادة الحركة الإسلامية ويعقدوا مؤتمرهم العام ويعود قطار الحركة الإسلامية إلى قضيبه.
لكن هل من يثيرون الخلافات الآن من منسوبي المؤتمر الشعبي حول صغائر الأمور لا يمثلون تياراً في الحركة الإسلامية لأن المفترض فيها ألا يهتم منسوبوها بالصغائر إطلاقاً .. فهي لا علاقة لها بالعمل العام.
> ولو كان أولئك يهمهم حضور الرئيس البشير إليهم في المقابر فعليهم الآن إثبات ذلك بأن ينفذوا فكرة الراحل الترابي.. وفكرته التي لمح لها هي العودة إلى جماعة قيادة الدولة.
فلا ينبغي أن تدخل الحركة الإسلامية الحوار الوطني مجزأة.. وستظل أبواب الحوار مفتوحة.
> أما جماعة (جوبا وملكال) بقيادة عقار، فلها موعد إن شاء الله مع (الحال) الآن قريباً.
غداً نلتقي بإذن الله…