خالد حسن كسلا : نعم «ملايات» و«خمسة ملايين»
> لمصلحة من يستنكر بعض الكتاب اهتمام بعضهم بنظافة المستشفيات باللون الأبيض حينما يحتجون على فرش الملاءات الملونة التي تخفي الوسخ والجراثيم في مكان مفترض أن يكون الأنظف؟ لكن الغرض مرض.
> والكاتب الصحفي الأستاذ «مبروك» كان تساؤله في مؤتمر الوالي ووزير الصحة الصحفي مؤخراً بمستشفى حاج الصافي حول ضرورة الدقة في النظافة.
> لكن ذلك الذي اعتبر أن ضمان نظافة المستشفيات باستخدام الملاءات من الصغائر كأنه يريد أن يخدم الخصم الذي خسر علاقته الإعلامية.
> وأهم ما ينبغي أن تلتزم به المستشفيات.. هو النظافة.. لكن يبقى الحديث عنها ضحية الغرض.. والغرض مرض.
> فمن يستهين بأمر النظافة ويسخر من سؤال الأستاذ «مبروك». ماذا يا ترى سيقدم من خلال قلمه السمج للقراء؟ لكنه زمن الغرض.
> والغرض يفهمه الصحافيون الحقيقيون الذين يجيدون الجدل العميق لصالح قضايا الشعب وأهمها القضايا الصحية، والقضايا الصحية أهمها قضية النظافة، وقضية النظافة تحتاج إلى الملاءة البيضاء.
> والملاءة البيضاء تقع ضحية سخرية للغرض.. وهي مقياس مستوى دقة النظافة.. ومحزن جداً أن ينبري كاتب لمساندة موقف معين بالسخرية من مقياس نظافة في المستشفيات.
> ثم يقول إن سقف الطموحات متدن أو هكذا يقصد.. و يقول إن هناك من تحدث عن إقامة خمسة ملايين بشارع السيد عبد الرحمن.. وللأسف فقد نقل إلي من يقرأ كلامه هذا أن كلامنا عن خمسة ملايين خيالي لا يستحق أن يكون مبرراً لعدم نقل مستشفى الخرطوم من مكانها إلى الأطراف بدلاً من تشييد المزيد من المستشفيات.
> لم نقل ما كان منقولاً ومنسوباً إلينا.. ونقصد بالخمسة ملايين ما كررناه هنا في مساحة «الحال الآن» هذي أمس الأول.
> قلنا إن ضرورة خدمة ملحة جدًا تلزم الحكومة أن تبقي على مستشفى حوادث الخرطوم في مكانها هذا.. والضرورة هي أن في محيط مستشفى الخرطوم يسكن الآلاف.. ويعمل الآلاف في أعمال مختلفة ويدرس الآلاف في مؤسسات تعليمية مختلفة جامعات ومدارس ورياض أطفال ومعاهد وآلاف المقيمين في عشرات الفنادق.
> أضف إلى ذلك العابرين ومنهم صاحبنا هذا.. فإذا أصابته مصيبة في محيط شارع السيد عبدالرحمن
_ لا قدر الله _ فهل أفضل لحالته أن يؤخذ إلى الأطراف.؟
> والعاملون والدارسون يقضون معظم اليوم في السوق العربي وما حوله.. ألا يحتاجون إلى وجود مستشفى قريب للاستعداد للإسعاف؟
> لكن الغرض مرض.. والمرض الذي يحتاج إلى مستشفى حوادث قريب جداً حينما يكون مفاجئاً خاصة في هذا الزمن يستوجب ألا تغلق مستشفى الخرطوم.
> ومؤسف جدًا أن تقف بعض الأقلام مساندة لقرارات حكومية ليست مدروسة من زاوية تقديم الخدمة الطبية للمواطنين.
> ومؤسف جدًا أن يظن من يواظب على الكتابة أن مثل هؤلاء الملايين الساكنين والعاملين والدارسين والعابرين حينما يسببوا الاكتظاظ في الخرطوم لا يحتاجون إلى مستشفى الحوادث، وكأن داخل الخرطوم لا يتعرض الناس للإصابات والأمراض المفاجئة.
> فهل هو يضمن ألا تصيبه مصيبة وهو وسط الاكتظاظ داخل الخرطوم؟
ولو الغرض مرض.. فالمرض في أي مكان وفي أي وقت.
> الحكومة تحتاج إلى صحافة ناقدة وليس مغروضة في بعض أعضائها.. ليس مساندة على حساب النظافة وسرعة الخدمة الطبية. وكله مفضوح.. ولن نمرره لأن المواطن متضرر.
غدا نلتقي بإذن الله.
خالد حسن كسلا – (الحال الآن – صحيفة الإنتباهة)