محجوب عروة : قبل محفظة المدينة الرياضية
رشح في الأخبار أن محفظة تمويل مصرفي تم اعتماده مؤخراً لإكمال المدية الرياضية التي تعثرت كثيراً، بل اعتورها فساد كبير خاصة فيما حولها من أراضٍ تم تخصيصها ثم تم التراجع عنها وكانت لجنة كونت خصيصاً لما حدث من تجاوزات وربما فساد ولم أقف حتى اليوم ما حدث بعد ذلك فنرجو من المسؤولين توضيح ما حدث. الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع يتعلق بالأولويات في اقتصادنا المتعثر فرغم اعترافي بأهمية الرياضة عموماً وكرة القدم خاصة الا أنني أتساءل عن الأولوية والأهمية الآن للطلب من البنوك التجارية أن تشارك بمبلغ لا يقل عن أربعمائة مليون جنيه في محفظة لإكمال المدينة الرياضية في حين أن قطاعات مهمة كالزراعة والصناعة لا يتوفر لها هذا المبلغ.. وهنا ينشأ سؤال هل صحيح أن هذا المبلغ سيوضع في بنك تجاري له صفة متخصصة ولكنه بنك متعثر ويواجه أزمات حادة لأسباب معروفة وأن الهدف الأساسي منه كما قيل هو حل مشاكله المالية وليس المدينة الرياضية التي اتخذت ذريعة وغطاءً؟ وماذا لو حدثت نفس المشكلة مرة أخرى لهذا المصرف وفشل في الالتزام بشروط المحفظة؟ المطلوب أولاً قبل إنشاء المحفظة إكمال التحقيق في قضية المدينة الرياضية وأن يعرف الناس حقيقة الأمر وما تم من تحرٍ وتحقيقات ثم إجراءات قانونية وإدارية حول ما حدث ثم بعد ذلك نرى إن كان للأمر أهمية وأولوية قصوى سيما وأن البنوك نفسها تعاني من المساهمة في عمليات السوق المفتوحة ولا ترد لها أربحاها ولا حتى رؤوس أموالها الأمر الذي أضعف تمويل القطاع الخاص والقطاعات الحيوية في الاقتصاد السوداني الذي يتعثر ويواجه ركوداً واضحاً، فالشاهد أن الجميع يشتكي مرّ الشكوى من الحالة الاقتصادية والمعيشية .. ليت هذا المبلغ يخصص لتمويل مشروعات الشباب العاطل والخريجين في مشروعات ذات فوائد اقتصادية واجتماعية..
محجوب عروة – (قولوا حسناً – صحيفة الجريدة)