أبشر الماحي الصائم

علي الحاج.. الورقة الأخيرة

* كل المحاولات التي بذلت لعودة الدكتور علي الحاج للبلاد من قبل الكثيرين، وعلى رأسهم الحكومة، قد باءت بالفشل، وبدا كما لو أن رجل الإسلاميين القوي كان يحتاج إلى واقعة تشبه الزلازل ليعود على متنها مدويا، بحيث لم يكن هذا الحدث الذي جعل الأرض تهتز تحت أقدام الجميع إلا رحيل الدكتور الترابي !!
* تداعيات كثيرة خلفها رحيل دكتور الترابي، بيد أن أعظم هذه التداعيات تمثلت في عودة الدكتور علي الحاج إلى أرض الوطن من منفاه الاختياري بدولة ألمانيا !!
* تباينت الرؤى حول هذه العودة النهائية لرجل المؤتمر الشعبي، فعلى الأقل إن بعض الذين قرشوا هذه العودة، على اعتبار أنها خسارة عليهم وخصما على أرصدتهم، ذهبوا ينثرون بعض الأشواك على الطريق، كتهديد بعضهم باللجوء بفتح قضية (طريق الغرب)!! وآخرون قالوا بإمكانية جعل بعض دور لأبناء الفقيد الترابي !!
على اعتبار أن كل الحيثيات تقول إن الدكتور علي الحاج سيصبح ﻻ محالة خليفة الترابي على سدة حزب المؤتمر الشعبي !!
* بعض المتفائلين الذين يحسبون عودة الرجل في خانة أرباح الوطن، يفترضون أن بعض مفاتيح الحركات المسلحة في جيب الدكتور علي الحاج، كأحد أشهر كوادر غرب السودان في تاريخ البلاد المعاصر، لطالما أعيتنا تلك المفاتيح على مسيرة عقد من الاحتراب والنزوح والقتل في الإقليم، وتشويه صورة البلاد وتدهور اقتصادها واستنزافها وإرهاقها بحرب حركات متناسلة، كلما وقعت عقد سلام مع حركة نبتت عشرات الحركات، حتى تجاوز الآن عدد الحركات المسلحة المائة حركة وفصيل !! بحيث استخدمت كل المفاتيح (البلدية والأفرنجية) لحل ماكينة الحركات المسلحة دون جدوى !!
* نسوق هذا الحديث بمعزل عن أي اتهام أو تخوين بعلاقة للرجل بالحركات المسلحة، وهذا ما لم يثبت حتى الآن، اللهم إلا في سباق التهم التي تلاحق حزب المؤتمر الشعبي بأن لديه بعض أيادي في حركة العدل والمساواة !!
* على أن هذا المقال ينظر إلى الدكتور علي الحاج ككادر وطني صاحب قدرات نوعية وتأثيرات فكرية، بمعزل عن تقاطعات كتل وحركات المؤتمر الشعبي وإقليم دارفور، بأنه مؤهل إلى أن يقوم بدور وطني يساهم في مزيد من تكريس قيم الحوار والاستقرار!!
* فلن يكون الدكتور علي الحاج، والحال هذه، مجرد زعيم في حزب المؤتمر الشعبي، إذ لم يكن المؤتمر الشعبي في هذه الحالة، مجرد كيان يوفر له بطاقة تؤهله ليجلس باسمها على طاولة الوطن المستديرة، ومن ثم يساهم في أن ترسو سفينة البلاد على شاطئ الأمن والإيمان.. والله ولي التوفيق.