حسن فاروق : العشري.. لم ينجح احد
الهلال الافضل علي مستوي كل القراءات، في حال بحثنا عن مقارنة بينه وفريق اهلي طرابلس الليبي، الذي واجهه امس وخسر في مواجهته بهدف نظيف بنيران صديقه من مدافع فريق الهلال الغاني صمويل ابيكو في مرمي الكاميروني مكسيم، فالتاريخ يلعب لصالح الهلال ، والتفوق يلعب لصالح الهلال في المنافسة الافريقية باعتباره من الفرق المميزة في منافسة ابطال افريقيا للاندية في السنوات الاخيرة، بتواجد شبه دائم مع الكبار في مراحل البطولة المتقدمة، يدعم هذه الافضلية ان الهلال يشارك في دوري منتظم ولعب مايقارب تسع مباريات هذا الموسم قبل مواجهة امس امام اهلي طرابلس، بينما تعاني الفرق الليبية من عدم انتظام المنافسة المحلية وتوقفها بسبب الاحداث التي تشهدها ليبيا في السنوات الاخيرة، لذا اعطت قراءاتي الشخصية علي الورق الهلال امكانية العودة بنتيجة مريحة من تونس، وهنا يظهر عامل آخر يلعب لصالح فريق الهلال، هو اداء الفريق الليبي لمبارياته بعيدا عن ارضه وجماهيره، بسبب الاحداث واختياره تونس ملعبا له لقربها من بلده ، وحتي هذا القرب لم تلعب فيه الظروف لصالحه بعد اندلاع ازمة داخل تونس اغلقت بعدها حدودها مع ليبيا، الامر الذي منع آلآف من انصار الفريق الوصول لمساندة فريقهم عن طريق البر ليصبح الطيران هو الحل الوحيد ، وسمح الاتحاد التونسي لكرة القدم بحضور الف مشجع فقط للمساندة.
وكما ذكرت كل الظروف لعبت لصالح الهلال من اجل التفوق والعودة بنتيجة ايجابية تسهل من مهمته في مباراة الاياب علي ملعبه بامدرمان، الا ان الفريق خسر بهدف، وهي نتيجة قد تبدو معقولة الي حد ولن اذكر جيدة لانها ليست افضل بكل تاكيد من نتيجة هدفين مقابل هدف، بل هي في تقديري نتيجة مزعجة الي حد كبير ، بجانب ان الاداء في هذا اللقاء كان عنوانه العريض (لم ينجح احد)، وعلي رأس هؤلاء يأتي المدير الفني للفريق المصري طارق العشري ، الذي لم يقدم نفسه كمدرب صاحب بصمة بل علي العكس فهو قد (فكك) الفريق، وفقد معه الشكل المنظم الذي ظهر به منذ بداية الموسم مع المدرب الفرنسي كافالي، واؤكد علي بداية الموسم لانه شكل الفريق وتنظيمه واسلوب الاداء كان واضحا حتي في المباراة الودية التي اداها امام الفريق الكيني بمدينة بورتسودان ، لم اتفق مع آراء عديدة وقتها حول هذا الامر، أمس سيطرت الهرجلة علي اداء الفريق، كثرت الاخطاء في الاستلام والتمرير، بل ان الفريق قدم واحدة من اسوأ مبارياته في الفترة الاخيرة، فقد كانت الكرات تخرج من اقدام اللاعبين كيفما اتفق ، فشل اللاعبون في السيطرة علي الكرة معظم فترات المباراة ، خط الوسط كان اضعف خطوط الفريق، مساحات واسعة مكنت الفريق الليبي من السيطرة علي منطقة وتنفيذ الهجمة المرتدة السريعة بصورة جيدة شكلت ازعاجا كبير لدفاع الهلال، وكشفت عن ثغرات كبيرة في العمق والاطراف ومنطقة الوسط المدافع ، ليتسبب كل ذلك في عزل المقدمة واعتماد الفريق علي الارسال الطويل للاستفادة من سرعة كاريكا وبشه ، ولم يتحسن اداء الفريق الا بعد عودة كاريكا وتمركزه في وسط الملعب ليتحرر نزار وبشه الا ان تواضع مستوي شيخ موكورو كان خصما علي الاداء في الشق الهجومي، مع الوضع في الاعتبار ان الفريق لعب بدون مهاجم صريح الا في الدقائق التي لعبها وليد الشعلة لم تكن كافية لاضافة شيء للفريق.. انتهي لقاء الذهاب باخفاق واضح للعشري.
نقول تبقت مبارة واحدة للعشري إما ان يركب التونسية ويعود بها الي مصر أو ستجعله مستمراً وهذا هو الاقرب بحيث الاعب السوداني لايلعب إلي حينما ينعصر