الأسباب والسيناريو والعلاج.. الصداع النصفي «الشقيقة»
كلمة صداع بصورة عامة تطلق على آلام الرأس التي تبدأ من أعلى الحاجب حتى المنطقة الخلفية من الرأس.
الصداع بصورة عامة:
– الصداع الذي ينتج من توسيع الأوعية الدموية ويشمل نوعين:
1- الصداع النصفي «الشقيقة».
– الصداع غير الشقيقي: مثل الصداع الذي يصاحب الإلتهابات العامة في الجسم، إرتفاع ضغط الدم، إنخفاض السكر، حالات نقص الأوكسجين، إستعمال الأدوية الموسعة للأوعية الدموية والتوقف عن الكافيين «مشروبات أو أدوية».
(2) قد يحدث الصداع نتيجةً للتمدد الذي يحدث في السحايا المغطية للمخ نتيجة للأورام والخراجات أو بعد عملية بزل الظهر.
(3) قد يحدث الصداع من انقباض في عضلات الرأس والعنق لمدة طويلة كما في حالة قيادة العربات لمسافات طويلة.
(4) نتيجة لإلتهابات الأنسجة داخل الجمجمة بصورة عامة.
(5) إلتهاب الأعصاب التي تغطي الجزء الأعلى من الوجه والرأس مثل التهاب العصب الخامس.
(6) الصداع الذي ينتج عن أمراض العيون والجيوب الأنفية والتهابات الأذن الوسطى والأسنان.
(7) الصداع الذي ينتج عن التوتر والضعف النفسي والإكتئاب والتعب الجسماني، وهذا هو السبب الشائع للصداع.
(8) قد يحدث نتيجة لاضطرابات هرمونية في الجسم وخاصة الهرمونات الأنثوية «سن اليأس».
(9) الصداع المرجعي بسبب تناول بعض الأدوية التي تحتوي على الكافيين يختلف تشخيص الصداع والعلاج باختلاف السبب.
كثيراً ما نسمع أن شخصاً عنده الشقيقة، ما هي الشقيقة؟
هي نوع من أنواع الصداع يتميز بنوبات ألم حادة و«خزي نابض» في الرأس وغالباً ما يكون في نصف أو شق أو جانب واحد من الرأس «إما أيمن أو أيسر» وقد يصاب الشقين من الرأس ويكون مصحوباً بأعراض أخرى مثل الغثيان والقيء كما يمكن أن يسبق بأحد التغيرات في الإحساس والحركة والإبصار متمثلةً في نوبات تخديرية سوف يرد ذكرها لاحقاً.
ما هي أسباب الصداع النصفي؟
يعزى سبب الصداع النصفي إلى ضيق في الأوعية الدموية الموجودة خارج الجمجمة أو القحف «فروة الرأس» هذا الضيق في الأوعية في بداية النوبة وبعد ذلك يحدث توسيع تفاعلي بها مما ينتج عنه ألم الصداع المعروف، وهذا التغيير في الأوعية الدموية يرجع لنظريتين:
– نظرية السيروتونين: التغير في نسبتها في الدم يؤثر على الأوعية الدموية.
– نظرية نقص الأوكسجين ودخول الكالسيوم لبعض خلايا المخ والأوعية الدموية في المخ.
لك ان تعلم عزيزي القاريء أنه..
– وجد أن هناك سبباً وراثياً في حوالي 07% من الحالات.
– إصابة النساء بالشقيقة ضعف إصابة الرجال.
– قد تبدأ الشقيقة في الطفولة وتستمر حتى عمر 07 عاماً، ولكن مع تقدم السن تصبح أقل حدة أو قد يتغير نمطها.
– هناك ملاحظة أن الحمل عند النساء قد يؤدي إلى تحسين حالة الشقيقة وقد تختفي نهائياً بعد الشهر الثالث من الحمل.
هناك مؤثرات تعتبر محفزة لحدوث النوبة عند مريض الصداع النصفي وهي:
– الأشخاص المصابون بالتوتر والقلق والإرهاق العقلي والجسدي أكثر عرضة لحدوث النوبات من غيرهم.
– الإجهاد وقلة فترات النوم.
– بالنسبة للنساء مع حدوث الدورة الشهرية.
– بعض أنواع العطور النفاذة.
– بعض الأطعمة الحاوية على الكافيين مثل الشوكلاتة والقهوة والشاي والكوكاكولا والكاكاو.
– بعض الأطعمة المحتوية على التيرامين مثل الأجبان القديمة وإضافة ملح النترات إلى الأطعمة المحفوظة.
– التدخين والكحول.
– عدم انتظام الوجبات والتمارين الرياضية العنيفة.
– التغير في الطقس والسفر.
– التعرض للأضواء الشديدة السطوع والأصوات القوية المزعجة.
– بعض الأدوية التي تحتوي على الهرمونات مثل حبوب منع الحمل والأدوية الأخرى الموسعة للأوعية الدموية.
والحمد لله أن هذه المؤثرات لا تؤثر كلها في شخص واحد إنما يتأثر مريض بهذا العامل أو بذاك، بينما يتأثر مريض ثانٍ بعامل مختلف وهكذا.
ما هو سيناريو الصداع النصفي التقليدي:
– تختلف الأعراض في شدّتها من شخص لآخر، ولكن الصداع النصفي التقليدي يمر بثلاث مراحل..
– المرحلة الاولى «مرحلة البوادر المبكرة»:
وقد تبدأ لعدة ايام قبل حدوث الصداع متمثلة في إرهاق عام ودوخة وعدم رغبة في الطعام وتثاؤب وكآبة شديدة وتشوش في الأفكار.
– المرحلة الثانية أو السمة: تحدث مباشرة قبل حدوث نوبة الصداع وتحدث بها مشاكل في الرؤية وتشوش، فقد يرى الشخص أثناءها الخطوط متعرجة وإضاءة مبهرة خاطفة كوميض أو قد يحدث فقدان للبصر مؤقتاً مع صعوبة في الكلام وشعور بضعف في الذراعين والساقين وتنميل في الوجه واليدين وألم في الجبهة والفكين والأذنين وحول العين والفم واللسان.
علامات ظهور هذه المرحلة يكون في الإتجاه المعاكس للنصف الذي يحدث به الصداع وتسبق الصداع بحوالي «02-03» دقيقة.
المرحلة الثالثة: مرحلة الصداع النصفي أو مرحلة الألم:
يحدث في شكل نوبات صداع متتالية تبدأ في جانب واحد من الرأس خلف العينين أو حولهما، تشمل جانب الوجه بالأكمل وقد تمتد فترتها لعدة ساعات أو أيام مصحوبة بغثيان وقيء وشحوب وبرودة في الوجه أوالأطراف وقد يصاحبها كثرة التبول.
قد يبدأ الألم في شكل انزعاج ويستمر في التزايد إلى أن يصبح ألماً حاداً نابضاً في شكل وخزات يزداد مع الضوء الساطع ويقل مع النوم أو القيء وقد يختفي تماماً.
بعد هذه المرحلة وزوال النوبة يشعر بعض المصابين بالإعياء والإنهاك والبعض ينتابه شعور بالراحة.
ما هي أنواع الشقيقة؟
هناك شقيقة تقليدية وهذا النوع الذي تحدث به النسمة كما ذكر سابقاً ويمثل 01% من الحالات فقط.
النوع العام والشائع حدوثه والحمد لله هذا النوع يمثل 08% من الحالات ويخلو من النسمة.
هناك أنواع أخرى من الصداع النصفي مرتبطة ببعض الحالات ونادرة الحدوث.
تشخيص الصداع النصفي وعلاجه:
المشكلة مع الصداع النصفي لا تكمن في تشخيصه بقدر ما تكمن في قلق المصاب بالصداع من وجود مرض عضوي في المخ، فيجب في البدء قبل التشخيص أن يطمئن الطبيب مريضه على أن الفحوصات التي تجرى له قد تثير شكوكه وتؤدي لتولد نوبات الصداع.
ويشمل التشخيص التاريخ المرضي «الأعراض والعلامات والكشف السريري من قبل اختصاصي المخ والأعصاب».
الاختبارات العامة مثل الأشعة السينية والمقطعية والرنين المغنطيسي وقد يلجأ الطبيب لعمل تخطيط لكهرباء الدماغ لاستبعاد الأمراض الأخرى.
هناك اختبارات خاصة ببعض الحالات على حسب أعراض المريض والكشف السريري يحددها الطبيب المختص.
وأهمية الفحوصات الطبية ليست لتشخيص الصداع النصفي في حد ذاته، ولكن لاستبعاد الأورام والأمراض الأخرى التي من أهم أعراضها الصداع النصفي.
الوقاية خير من العلاج:
قبل البدء في العلاج يجب تجنب العوامل التي تؤدي إلى حدوث النوبة مثل:
– تجنب الضغط النفسي والتوتر والإرهاق الجسدي.
– النوم لفترة كافية والابتعاد عن الضوضاء والأضواء الساطعة.
– تجنب التدخين والكحول والكافيين والرياضة العنيفة «يمارس الرياضة بصورة معتدلة».
– فرد الرقبة والجزء العلوي من الجسم إذا كان عملك يتطلب وقتاً طويلاً.
لا يوجد علاج محدد لعلاج الشقيقة يعطى لكل المصابين، ولكن الهدف من العلاج هو تجنب حدوث الأعراض والبعد عن المسبّبات.
قد يشتمل العلاج الدوائي علاجاً أثناء النوبة وعلاجاً بين النوبات..
أثناء النوبة يمكن أن:
– يبقى المصاب هادئاً في غرفة مظلمة نسبياً ويمكن أن يخلد إلى النوم، لأن النوبة البسيطة يمكن أن تزول بالنوم.
مضادات خاصة للصداع
– استعمال المسكنات.
– وضع مكمدات باردة على الرأس.
– شرب كمية كبيرة من السوائل وتجنب الجفاف.
– استعمال مضادات القيء والغثيان.
– استعمال مضادات التشنجات والاكتئاب.
هناك بعض الأدوية خاصة تعطى بين النوبات على حسب الحالة وعلى حسب أعراض الصداع، وإذا كان يحدث بشكل دوري ومتكرر أم لا على حسب تشخيص اختصاصي المخ والأعصاب.
للاستغناء عن الأدوية يمكن وضع أقواس الصداع النصفي عند النوبة، وهناك أيضاً علاج جراحي، حيث يتم ربط الشريان الجلدي المسبب للصداع النصفي.
يجب التنبيه إلى أن أي علاج للصداع النصفي يجب أن يبدأ بعد استشارة الطبيب.
ليس هناك مضاعفات تذكر للصداع النصفي ولكنه يؤثر في نمط الحياة اليومي بالنسبة للشخص ويقلل من نشاطاته وقد يعوق عمله في أوقات حدوث النوبات.