نديهة الشيوخ.. يا سيد روحي تفزعني.. تحولات وتبدلات
لا يزال كثيرون، ربما أغلبية السودانيين والسودانيات يدينون بالولاء لمشايخ الطريق الصوفية ويعتقدون في صلاحهم، فيلجأون إليهم في الضراء وفي السراء أيضاً، خاصة النساء والفتيات اليافعات، ليس مشايخ الصوفية المشاهير فحسب، بل حتى الشيوخ العاديين ممن يسمون بالفقراء التي عُرف لفظها الدارج بـ (فكي) أي فقيه، فكل هؤلاء يحظون بمريدين وأتباع وذوي حاجات مختلفة يطلبون عونهم ونجدتهم.
وفي ظل التردي الاقتصادي والفقر أصبحت ظاهرة اللجوء إلى الفكي أو الشيخ أو الفقير منتشرة بكثافة، وبعد أن كانت هذه الاعتقادات منحصرة لدى شريحة النساء خاصة كبيرات السن، انضم إليها الآن شباب وفتيات في (عمر الزهور)، ليس هؤلاء فحسب بل وأكاديميون ومسؤولون كبار ورجال وأعمال، فأصبح الحواريون (الحيران) طبقة تمثل شرائح المجتمع، لكل مآربه الخاصة، فمنهم من يريد الزواج أو الطلاق أو الإنجاب أو العمل، يطلبون النجدة (الفزعة)، فيندهون شيوخهم بالاسم صائحين (تلحقني وتفزعني) أو(بركاتك أبوي الشيخ).
قالوا لي مكتوب كتابة
هذا التعلق بالشيوخ والاعتقاد فيهم، كان لا بُدّ أن يُعبر عنه في الشعر والغناء طالما ظل ثقافة سائدة ورائجة تؤثر في حياة الناس اليومية، وغض النظر عما ورد من نُصحٍ ضمن قصيدة عبد القادر الكتيابي الرائعة: “خلِّ النديهة أنني لو جاء شيخ الشيخ أقسم لن أفوت/ فأكتُب أُمِلُك للذي فتق التشوق في عيونك جذوتين/ للمترف الحسن الدهين اللحظ من زيت الفتور/ للناعم العذب الغرور/ أكتب له عيناك في وعد المساء شريحتا ليلٍ على شلالِ نور”. فإن الغناء السوداني لم يستنكف الاحتفاء بأفضال (شيوخنا) العظام، فاحتفى بهم ومجدهم أيما تمجيد، ومن هؤلاء الفنانين – على سبيل المثال والإشارة فقط – الفنان الطيّب عبد الله في أغنيته الرائعة (أبوي الشيخ ود بدر) التي تقول بعض مقاطعها: “جيتك يا أبوي تلزمني الصبر/ وعارف الصبر يا شيخنا مر، لقيت بنية قايمة دابها، لهيجة زي وتر الربابة، سألت منها ناس قرابة، قالوا لي مكتوب كتابة”.
الشيخ بر أبو البتول
جاء متزامنا مع ظهور الإمام المهدي، واختلفت الروايات حول ضريحه الأول، فيقول البعض إنه دفن في مقر المجلس الوطني (البرلمان)، ونقل فيما بعد إلى ضريحه الحالي المحازي للنيل من الجهة الغربية، وهناك رأي يقول إن الشيخ حمد النيل دفن جواره، ونقل لاحقاً إلى ضريحه الحالي بأمبدة، وعرف الشيخ بر أبو البتول عند أهالي أم درمان، فكان مزارا لهم يقدمون له الهدايا بقلب ونية خالصة والأمنيات مقابل تحقيق بعض منها، فكان أغلب زواره من النساء من غاب زوجها، ومن أرادت الزواج كي لا يفوتها القطار تأتي مسرعة ومتوسلة إليه، فتغنت له حواء أيضا كما تغنى آدم، فنظمت المغنية والشاعرة (فاطمة خميس) أغنية تنوح فيها بسبب فراق محبوبها لها وتشكوه إلى الشيخ بر أبو البتول في مطلع أغنية (دمعي الاتشتت) التي تغنى بها أبوداؤود “يا سيد ريدي وسيد روحي، أشكي ليك أنت مجروحي، يا سيد روحي رد لي روحي”، طالبة منه أن يرد لها روحها السليبة.
ساجدة يوسف
صحيفة اليوم التالي
السلام عليكم،،، حبذا لو أكمل كاتب المقال مقاله ،، واخبرنا كيف كانت نهاية اسطورة(بر أبو البتول) ،، في عهد الرئيس الراحل نميري،،، وذلك على يد الشيخ ابو زيد محمد حمزة،،، رحمه الله،،،، وذلك بعد ان طلب منه نميري تحويل رفات ذلك الشخص،، لبناء قصر الشباب والأطفال،،، ونحمد الله ان كل ذلك موثق،، وموجود للإطلاع،، وفيه عظة لمن اراد الله به خيرا،،،،،
كصحفية عليك تبصير المجتمع بخطأ وخطر مثل هذه الممارسات وأثرها على عقيدة المسلم غير أنك لم تتطرقين لذلك في مقالك الذي سردتين فيه الحالة دون وصف العلاج والمتمثل في اللجؤ إلى الله وحده لا شريك له.