زعيم حركة النهضة في تونس “…” هذا ما أستفدناه من الترابي
الترابي شخصية استثنائية ووفاته خسارة لا يعزينا فيها إلا إيماننا بقضاء الله و قدرة و أن الله حافظ دينه و قد التقيته أول مرة في العام 1979 عند جاء وفد من حركتنا لزيارة السودان و الترابي يعتبر مجدد كبيراً وهو من تيار الإسلامي المحافظ و بقدر ما له من تلاميذ من كل مكان فخلال نصف قرن الماضي ملا الترابي الدنيا و شغل الناس من يعتبره شامة بارزة في إعلاء الدين و من ينكر عنه كل حكمه و تجديد في الحقيقة الترابي ليس نبي معصوم بالتأكيد ومن حق الأمة ان تدرس في كتبه و سيبقى منه الكثير لامته و الدارسين ما بين هو عادي و ظرفي و زماني وهو علم من اعلام الصحوة الاسلامية في العصر و مجدد و مربي وهو شخصية تستحق الدراسة الترابي الكثير في التجديد في اصول الفقه و مارس في مجالات فقهية كثيرة حتى في الفكر السياسي اعتبر ان السياسة مفتوحة أمام كل الموطنين و رسخ المواطنة في الفكر الاسلامي و اعتبر انها متاحه للجميع و انها ثابته و تجرأ ايضا و اعتبر ان الوظائف للمواطن المسيحي في الدوله المسلمه مفتوحة امامه حسب قدراته وكذلك لم يتردد في تأكيد حق المرأه في ان تتولى الوظائف الاولى في الدولة وان تتساوى مع الرجال و هو مجدد بالطراز الاول في ما يتعلق في نفقه المراة و داعم للفكرة التحررية .
الترابي له امتدادات كثيرة و مفهوم الوحده عنده فكرة اصيلة حيث قام على توحيد السودان من الجنوب الى الشمال و المؤتمر الشعبي دعم تيار القومي العربي و الغير عربي الترابي شخصية جامعة اجتمعت تحت لواءه كل التيارات وماكان من توحيد السودان كله و الصف الوطني و ليس مجرد تمكين الحركة الاسلامية .
ووضح ذلك من خلال تحمس الترابي للحوار الوطني و تعبيره من خلاله عن دوره الريادي و برز مستوى عاليا من تجاوز الذات . و جاهد نفسه حتى يتخلص من ملابسات بينه و بين تلاميذه من اجل المصلحه العامة و و حمل على نفسه و طهرها مما يكون قد علق بها من اثار حزنه و غضبه من انهم تجاوزوه واحسب انه قد تجاوز مشاعر التأمر و الانكفاف من اجل المصلحة الوطنية .
الترابي ليس مجرد سياسي بل هو قائد وطني ورجل عرف كيف تجاوز عن مراراته وسياسي من الطراز الاول و مربي و منظم و قل ما اجتمع المربي و المنظم في شخصية واحدة يكفي انه خدم الامه الاسلامية لاكثر من نصف قرن من الزمان دون من او اذى و لم يشهد السودان شخصية من هذا القبيل و قد ترك وراءه جماعه و تلاميذ و شعبا ستواصل طريقه في التجديد و تحمص فكره و تطبقه ماذا يبقى منه و ماذا لايبقى ما لزمانه والمتجاوز لزمانه للدارسين وللتلاميذ و غيرهم ومهمه المفكرين السودانيين هي الاستفاده من ارث الترابي و ما هو صالح و ما هو ثابت .
محمد محمود
صحيفة السوداني