الصبر لا الكسر.. بين الغنوشي وإبراهيم السنوسي
هزتني كلمات الشيخ المجدد العالم راشد الغنوشي وهو ينعى الشيخ الترابي حين ربط بين واقعة حدثت في بريطانيا كان الترابي بطلها وبين واقعنا السياسي المأزوم، فقد كان مع الترابي في مشوار حين أغلقوا باب السيارة ونسوا مفتاحها داخلها واستنفدت الوسائل وعجز الجميع عن فتح الباب وفكروا أخيرا في كسر زجاج النافذة، فما كان من الترابي إلا أن رفض الفكرة وطلب منهم منحه فرصة فخلع الجاكيتة وقضى حوالي ساعة ونصف يحاول فتح الباب بدون أن يحطم الزجاج حتى نجح أخيراً في المهمة.
قال الغنوشي إن تلك الواقعة تكشف شيئاً من شخصية الرجل منها قوة الإرادة التي يتصف بها، كما تكشف عن طبيعته المسالمة الرافضة للعنف، وخلص الغنوشي إلى الفكرة التي أرادها من ذكر تلك الواقعة: إننا نحتاج ونحن نخوض غمار حياتنا ومعاركنا وصراعاتنا السياسية والاقتصادية وغيرها إلى قيمة الصبر في سبيل تحقيق الأهداف عوضاً عن الكسر وإلى أن نعلم أن التحديات التي نواجهها أكبر من أن تقصر على اللونين الأبيض والأسود، وأعقد من أن تحصر بين الحق والباطل، وأن هناك مناطق ومحطات أخرى نحتاج إلى أن نستعين بها ونستخدمها في سبيل بلوغ الهدف مستعينين بالصبر والتدرج للوصول إلى المبتغى.
أقول إن وفاة الترابي كانت درساً بليغاً بالنسبة لي فقد دفعتني إلى التماس العذر للرجل وهو ينقلب في موقفه إلى الضد تماماً من مواقفه السابقة التي خاض فيها الصراع مع ساجنيه ومضطهديه الذين اختطفوا مشروعه، فإذا به بصورة فجائية وبدون أدنى مقدمات يدير مقود السيارة إلى عكس الوجهة التي كان ينطلق نحوها.
لن أعدد الأسباب جميعها لكني فقط ألفت النظر إلى ما ظل يردده في الأشهر الأخيرة ..الخوف من الانزلاق في الفتنة التي ضربت دولاً كانت أكثر أمناً وتماسكاً اجتماعياً ونهضة وتقدماً، وكانت عبارته المدوية : (أريد الاطمئنان على السودان قبل أن يتوفاني الله تعالى)، هي الأيقونة المفسرة لانقلابه الأخير بعد أن شعر بدنو أجله، ولذلك كان صبره الجميل الذي لم تعكر صفوه الخروقات والنكوص عن عهود خارطة الطريق وغيرها من الممارسات التي لم نستطع نحن في القوى الأخرى معها صبراً .
كانت دهشتي عظيمة أنه لم يصبر بعد العشر سنوات الأولى من عمر الانقاذ وضاق صدره على تلاميذه الذين استهوتهم السلطة بينما تذرع بصبر مدهش لا يحتمله غيره .
هي ذات الوصايا التي نثرها على مسامعنا الغنوشي وهو يتحدث عن التدرج بل هي السيرة العطرة التي أخذ بفقهها الراشد عمر بن عبدالعزيز وهو يناصح ابنه الشاب عبدالملك الذي أراده حاسماً يحدث التغيير في التو واللحظة ويعيد الخلافة الراشدة مصححاً (خرمجة) خلفاء وأمراء بني أمية الذين أحالوها ملكاً عضوداً فقال : يا بني إني رأيت أن الله ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة وإني خشيت أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعوه جملة).
إنه الفقه الذي أشار إليه الغنوشي ..إن هناك ألواناً أخرى غير الأبيض والأسود يتوسل بها لبلوغ اللون الأبيض، وأن هناك حقاً مطلقاً ومثالاً يصار إليه بتدرج مسؤول.
نعم الشيخ الترابي كان مهادنا ويكره العنف يا جماعة كفاية كذب وتضليل من ادخل السيخ ووالاسلحة الي الجامعات السودانيه غير الاخوان المسلمين بقيادة الترابي من اتي بفقه قتل اهل الجنوب ودخول الجنه والحسان الحور وتجييش الطلاب وكل فئات المجنمع السودني ليفوزا بالحسان الحور ابنك ابوبكر يا كذاب الم تفقده من تحت راسي الترابي والقائمة تطول هل هؤلاء كانوا يذهبون الي جبل الرجاف وزيو ما بنشاف والله العظيم الواحد ماعارف كذبكم حتدو وين الي ان يقف الكذب ويقول ليكم كفاية.