بمشاركة الجيش السوداني … مناورات “رعد الشمال” الجيوش العربية تستعرض قوتها
ضمن القوات المشاركة كان الجش السوداني الذي شارك في المناورات لأول مرة حيث قامت القوات الخاصة المظلية بتنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو في العملية التدريبية وهو تدريب على كيفية اختراق دفاعات العدو من الخلف وهي من أصعب العمليات العسكرية واطلق عليها العمليات الخاصة وقال المتحدث الإعلامي للقوات السوداني الرائد حسن ابراهيم: ان ختام المناورات العسكرية سيكون سيناريو لعملية كبيرة جدا على ارض المعركة ومنعا للاعتداء على أي دولة اسلامية، وان مشاركة الجيش السوداني في المناورات وجدت حفاوة وتجاوبا كبير على المستوى الرسمي لقادة المملكة وعلى المستوى الشعبي وقال ان الهدف من المناورات هو عرض الترسانات العسكرية للحلف مجتمعة واظهارها في بوتقة واحدة وانسجام تام.
وصباح امس اطلق الملك سلمان بن عبد العزيز شارة بدء فعاليات المناورة الختامية لتمرين (رعد الشمال) بحضور الرئيس عمر البشير وزعماء دول التحالف وشهد الحضور فرضيات عسكرية مشتركة اتحدت فيها القوات البرية والجوية ودفاع جوي وتحاكي مواجهات محتملة أرضية وجوية لأي عدو وتدمير هذه الاهداف وصد أي عدوان.
من المكونات الكبرى لهذه المناورات وجود الجيش المصري الي جانب الجيش السعودي والناظر لهذه الجيوش يجدها ان نمط تدريبها وتسليحها اغلبه هو غربي وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية في حين ما يزال تسليح الجيش السوداني يعتمد على روسيا والصين والتصنيع المحلي، ويقول الخبير العسكري كمال ادريس ان اختلاف لتسليح قد يكون ظهر في العليات باليمن وان مناورات رعد الشمال ستكون فرصة للتدريب على استخدام أسلحة جديدة ومتطورة خاصة وان هنالك عمليات قد تكون مرتقبة لهذه الدول مشتركة وتحتاج لتنسيق محكم الي جانب التدرب على استخدام الآليات المتطورة والمواجهة بالليزر واستخدام اجهزة مرتبطة بالأقمار الاصطناعية.
مناورات”رعد الشمال” التي تجري بالعودية هي ليست اول تعاون بين البلدين حيث اجريت قبل ثلاثة اعوام مناورات لقوات بحرية مشتركة من السعودية والسودان تستهدف تدريب القوات لعمل مشترك ومكافحة التهريب البحري والتهريب بمختلف اشكاله وتوحيد اللغة المشتركة بينهما باعتبار ان المملكة العربية السعودية من اكثر الدول قربا للسودان، وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد وقتها ان سفينتين حربيتين وقوات من المشاة ومشاة البحرية السعودية تشارك في المناورة التي تستمر لمدة اسبوع، واضاف ان البحرية السودانية ظلت على علاقة وطيدة مع البحريات الدولية والاقليمية وان لديها تعاونا ممتدا ومتوصلا في التدريب والتنسيق وتبادل الخبرات مع مختلف القوات البحرية في دول معتددة وتربطها علاقة متميزة مع البحرية الملكية السعودية، واكد ان المناورات البحرية هي الاولى من نوعها وانها ستكون بداية مناورات وجهود مشتركة في تأمي منطقة حوض البحر الاحمر ولتمتين العلاقات بين جمهورية السودان والمملكة لعربية السعودية.
في سياق التقارب بين الخرطوم والرياض ليس سياسيا فقط بل عسكريا وان الجنود السودانيين يقومون بعمليات برية صعبة فيالاراضي اليمنية اصبح ليس مفاجئا اعلان الرياض مشاركة السودان في مناورات دعت لها السعودية على اراضيها باسم “رعد الشمال”، وتشارك ايضا جيوش باكستان ومصر ودول الخليج واليمن بالإضافة الي دول اخرى بصفة مراقب. ويقول الخبير العسكري الفريق الفاتح الجيلي مصباح مشاركة الجيش السوداني في العمليات المشتركة مع الجيوش في المنطقة امر جيد خاصة اذا كانت هذه القوات لديها مهام قتالية مشتركة مثلما يحدث في اليمن حيث تتشارك جيوش من الخليج مع الجيش السوداني العمليات العسكرية والمناورات وهي فرصة للتدرب على تكتيكات واساليب قتالية مشتركة تفيد هذه القوات على ارض الي جانب استخدام اسلحة محددة وان هذه المناورات تأتي في اطار الحلف العسكري الجديد في المنطقة.
وفي تحليل لهذه المناورات التي تشاركها دول بدأت حلفها باطلاق عاصفة الحزم باليمن البعض يقول ان هنالك ترتيبا لبناء قوة متجانسة من عدد من الدول العربية والاسلامية تكون رأس الرمح لعمليات عسكرية ضد “داعش” وألمح المستشار العسكري العميد أحمد عسيري ان الجيش السعودي يخطط حالي لتدريبات عسكرية شمال الدولة كجزء من اعداد المملكة لمكافحة تنظيم داعش وقال ان المملكة تُخطر شركاءها الغربيين بانها على استعداد للانضمام اليهم في حرب داعش في سوريا، وان هناك نحو 20 دولة عربية واسلامية ستوحد قواها من اجل التدريب والتحضير لمحاربة داعش متبعا: يستخدم التنظيم اساليب الحرب التقليدية والحرب غير المتناظرة ويستخدم كلا من الدبابات والالغام والعبوات الناسفة وعلينا تحضير جنودنا لمواجهة ذلك”.
وتعد المناورة العسكرية في السعودية هي الاكبر في المنطقة وربا تحمل نتائجها رسائل مهمة للقوى الموجودة في الشرق الاوسط خاصة طهران، التي تمتد اذرعتها العسكرية في سوريا ولبنان والعراق واليمن والصومال، في حين يرى المراقبون ان هذه المناورات تندرج ضمن تحركات المملكة الهادفة لوقف التدخلات الايرانية في المنطقة والحد من خطورتها، بعد سلسلة من التحركات الدبلوماسية في اعقاب تهاجمة ايران لسفارة المملكة في طهران، ويقول خبراء ان المناورات تختلف عن اية مناورة اخرى خصوصا من حيث العدد والقوات المشاركة فهي الأكبر حجما وذلك في إطار التعاون السكري بين البلدان المتخالفة في الاتجاهات كافة.
خالد أحمد
صحيفة السوداني