وقطع معتز قول كل خطباء السدود
وأخيراً وبعد صمت طويل تحدث وزير السدود معتز موسى ولم يترك عذراً لرافض أو مبرراً لمعترض على إنشاء السدود، فقد قال خلال مؤتمر صحفي بلغة يفهمها الجميع (إننا لن نفرض على أهل مناطق السدود شيئاً بالقوة، بل سنبيّن لهم بالمنطق والعقل إلى أن يقتنع آخر زول في كجبار ودال والشريك أن هذا المشروع هو الصحيح بالنسبة لنا كدولة وبالنسبة لهم كمواطنين في حياتهم)، وتعهد الرجل برفع الضرر عن كل متضرر حيث قال(سنجبر ضرر أي مواطن عنده زراعة أو نخلة أو بيت)، وقال إن الحكومة لديها رصيد من التجارب من حلفا إلى مروي والروصيرص، مقراً ومعترفاً بوجود بعض السلبيات التي صاحبت إنشاء سد مروي بسبب حداثة التجربة استفادوا منها في التصدي لمشكلات تعلية خزان الروصيرص، وأوضح ذلك بقوله : (هجرنا (22000) أسرة بدون أي مشاكل وفي سيتيت، واعالي عطبرة هجرنا (23000) أسرة ولم يسمع بذلك أحد ناهيك عن أن تحدث مشاكل، ومعناها التجربة في كجبار ودال والشريك ستكون أفضل من كل التجارب).
لم يترك الوزير معتز شاردة أو واردة حول تحفظات المعترضين لم يجب عليها مطمئناً الجميع أن المشروعات الثلاثة ستكون خيراً لهم وللسودان.
مما أوضحه الرجل كذلك أنهم سيهتمون بآثار المنطقة ويقيمون لها المتاحف أسوة بما فعلوا بشأن آثار مروي التي شاركت في إنقاذها (52) بعثة عالمية بكلفة بلغت (14.5) مليون دولار وأقيم لتلك الآثار متحف كبير.
وصف الوزير معتز سد كجبار بأنه (يكاد يكون من أفضل السدود على الإطلاق من حيث حجمه الصغير وانتاجه الكبير وكفاءته التي تجعله يفيد من سدي مروي والنهضة الاثيوبي، فبالرغم من أن ماكيناته تنتج 360 ميقاواط أي ربع سد مروي إلا أنه سيعطي أكثر من نصف إنتاج سد مروي فضلاً عن أنه لن يتسبب إلا في تهجير (7000) أسرة في (23) قرية، مشيرا إلى أن إحدى هذه القرى لا يقطنها غير أسرة واحدة فقط، وأكد أنهم ملتزمون بتعويض أي شخص متضرر باعتبار أن كرامة المواطنين وعزتهم (تحتل أهمية كبرى لنا).
ودافع معتز عن سد مروي الذي قال إنه ينتج ما يقارب استهلاك ولاية الخرطوم بكاملها، وقال (اطفئ الخرطوم بكاملها وحا تعرف قيمة سد مروي) مشيراً إلى أن سد مروي يزوّد ثلث البلاد بالكهرباء.
على المستوى الشخصي أشعر بكثير من الرضا عن منطق الوزير سيما وأنني في الأصل منحاز إلى التنمية التي تخلفنا في مضمارها وصعدت دول صغيرة كانت تتخذنا ذات يوم مثلاً أعلى وتنظر إلينا من حفرتها العميقة بدراً مكتمل الضياء.
أقول للوزير معتز إنك فعلت ما كان ينبغي أن تفعل منذ زمن، وأثق أن كلماتك الدافئة وتطميناتك ستنزل برداً وسلاماً على أهل المناطق المتأثرة بتلك المشروعات، وعليك أن تواصل استصحابهم من خلال ممثليهم الذين لن يقفوا أمام المشروعات القومية التي سيكونون أول المستفيدين منها، كما أرجو أن تهتم بالإعلام والإعلان عمّا تقوم به وزارتك من خلال المؤتمرات الصحافية مهما كثرت والوسائط الأخرى، ولا سبيل إلى مواجهة الحملات المضادة إلا بحملات تتصدى وتبيّن وتكشف وترد أولاً بأول قبل أن يتسرب القيل والقال، سيما وأن المناخ السياسي محتقن بنيران المكايدات التي تحتاج إلى من يطفئ لهيبها.
من جانبنا سنرقب الأمر عن كثب ولن نجامل في الحق، نشيد ونثمّن إن أحسنتم وننتقد بقوة ونناصر المواطنين المتضررين إن نكصتم عن تعهداتكم، فنحن مأمورون بأن نكون قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسنا أو الوالدين والأقربين.
ظللت أطالب منذ زمن من خلال مجموعات الواتساب وغيرها من الحوارات والمقالات السياسية بأن تدار السياسة بأخلاق وقيم تنأى بالخائضين في الشأن السياسي عن المكايدات والمشاحنات التي تلحق الضرر بالوطن والمواطن، وأخص بخطابي هذا الأحزاب الرافضة لقيام المشروعات الثلاثة نكاية في الحكومة، مذكراً بأهمية الامتثال للأمر القرآني بألا يجرمنّهم شنآنهم للحكومة ألا يعدلوا، والتي تعني ألا يحملهم بغضهم لها على عدم الانصاف، فالأيام دول وقد تحتاج ذات يوم إلى اتخاذ موقف يصادم مواقفها الحالية، فماذا عساها تفعل في تلك الحال؟!
نقولها لكم للمرة المليون لعلكم تعودون الي رشدكم لاللسدود لاللسدود وعليكم ان لاتتعبوا أنفسكم لأننا لن نتراجع عن موقفنا هذا لان هناك من ازهق أرواح أبرياء وتسترتم عليهم دون محاكمة
اخي الطيب مصطفى اظنك نسيت او تناسيت الخداع الدائم والمستمر للمواطن وعلى طول اكثرمن ٢٥ عام والذي افقد الناس الثقة في اي وعد او كلمة يطلقها اي احد من حكامنا على جميع المستويات. وفي اعتقادي ان السبب الاساسي لوقوف اغلب اهل المنطقة ضد اقامة السدود هو عدم الثقة. اللهم ابدلنا خيرا منهم عاجلا غير آجل.