د. جاسم المطوع : متى يصاب الرجل بالإحباط الزوجي؟
وردتني ردود أفعال كثيرة بعدما نشرت مقال الأسبوع الماضي عن “متى تصاب المرأة بالإحباط الزوجي؟”، وتحدث معي رجال كثر حول هذا الموضوع، وطلبوا مني أن أكتب مقالا آخر بعنوان “متى يصاب الرجل بالإحباط الزوجي”، وكنت كلما حدثني رجل بهذا المقترح أبادر بسؤاله: متى أنت أصبت بإحباط زوجي؟ فكان بعضهم يبتسم والبعض يتفاعل معي ويشرح لي مستوى الإحباط الذي يعيشه.
وقد لخصت في هذا المقال سبعة أسباب ذكرها لي الرجال، كانت سببا في إصابتهم بالإحباط الزوجي، أولها: قال لي رجل إنه كان يتوقع بأن زوجته ستعتمد عليه في أمور حياتها، وتطلب منه ما تحتاج إليه فيشعر برجولته عندما يحقق طلباتها، ولكنه اكتشف أن زوجته قوية وتعتمد على نفسها ولا تحتاج إليه في شيء، فشعر بالإحباط بعد زواجه، وشعر بأنه لا قيمة له في حياتها، وهي تستطيع أن تدبر كل أمورها أو تستعين بوالدها لحل مشاكلها، وقال الثاني: أنا أصبت بالإحباط في السنة الخامسة من الزواج، عندما كانت أم زوجتي تتدخل كثيرا في حياتنا وتتحكم في ابنتها، وقد تحدثت مع زوجتي كثيرا حول هذا الموضوع، وقلت لها أكثر من مرة كأني أنا متزوج أمك من كثرة تدخلها في حياتنا، وتيقنت بعد خمس سنوات أن زوجتي لا تستطيع أن تتنفس إلا بإذن أمها فأصبت بالإحباط.
وقال الثالث: أنا رجل متدين ومحافظ على صلاتي وصيامي وطاعتي لربي، وكان حلمي أن أرتبط بزوجة متدينة ومحافظة كذلك، وهذا ما حصل؛ فقد اخترت زوجة من عائلة محافظة ومتدينة، ووالدها يدرس تفسير القرآن بالجامعة، وأمها داعية تعلم الناس القرآن، وابنتهما محجبة ومحترمة، ولكني لما تزوجتها كانت تتركني أنام وحدي وتسهر على المسلسلات والأفلام كل يوم، وإذا أيقظتها لصلاة الفجر لا تقوم وتصليها متأخرة في الساعة الثامنة صباحا، وتعطي لعملها ووظيفتها أولوية على تربية أبنائها، فصدمت منها وأصبت بالإحباط، وقال الرابع: أنا كنت أتوقع من زوجتي عندما تزوجتها أنها ستتفنن لي بالعلاقة الحميمية، وتبدع بأفكارها ومفاجآتها عند حضوري للبيت، أو عند عودتي من السفر، وأنا رجل أحب الاهتمام والتقدير، وأحب أن تشعرني بأهميتي في حياتها، وأحب أن تتفنن لي في غرفة النوم، ولكني أصبت بالإحباط، فهي لا تحسن التودد إلي، ولا تعرف كيف تشبع رغبتي الجنسية، علما بأني كنت أقول لها وأعلمها، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وقال الخامس: الإحباط جاءني بعدما علمت أن لزوجتي علاقة عاطفية بابن خالتها الذي كانت تحبه قبل زواجي منها، واكتشفت هذا بعد عشر سنوات من زواجنا، فلم أعرف كيف أتصرف وصار عندي اكتئاب بعدما عرفت الحقيقة، وقال السادس: اتفقت مع زوجتي أن توافق على زواجي من الثانية، فلما تزوجت الثانية انقلبت علي زوجتي الأولى وأصبت بالإحباط ، وقال السابع: كانت زوجتي تحضر كثيرا دورات تدريبية في حب الذات، حتى عشقت ذاتها وأهملتني وأهملت بيتها، وصارت تصور نفسها بملابس الشركات دعاية لهم، وتضع صورها بالـ “إنستغرام” حتى تضاعف إيرادها، وتركت عملها الوظيفي وتفرغت للإعلانات على “إنستغرام”، وحاولت أن أنصحها كثيرا ولكنها تمادت بإهمالي وإهمال بيتها وأولادها، فأصبت بالإحباط وطلقتها،
وقصص كثيرة استمعت إليها بعد كتابتي لمقال الأسبوع الماضي، وكان من أغربها امرأة تحدثت معي عن إحباط الرجال، وقالت: أنا أقول لك متى يصاب الرجل بالإحباط من وجهة نظري، فقلت لها تفضلي فقالت: عندما تتفنن المرأة لزوجها، وتتقرب إليه وتكثر من المفاجآت له، وتفرح عند دخوله للبيت وتشتري له الهدايا، ومع ذلك كله يكون جامدا لا يتفاعل معها أبدا، فتتخذ قرارا بعد سنوات من الزواج بإيقاف هذا العطاء كله، وقتها يتمنى هو أن تستمر هي كما كانت، ولكن يصاب بالإحباط من اتخاذها قرار الجمود، فقلت لها معلقا: فهذا (إحباط مركب) لأن إحباط الرجل جاء من إحباط المرأة، ولعل خير دعاء نقوله في ختام المقال؛ نسأل الله أن يعافينا من الإحباط الزوجي.