فاجئ عدوَك.. فاجئ خصمَك
هل يمكن أن تعيش (متقولباً) طوال الأربع وعشرين ساعة في يومك، في نفس القالب الروتيني لحياتك؟!!
كل يوم تصحو بنفس تفكيرك.. منطقك.. وبنفس نمطك التقليدي الذي عرفك به من حولك منذ أمد بعيد!!
ماذا لو صرت (شبه مجنون بكامل قواك العقلية) في بعض لحظات عمرك؟!!
هناك لحظات في حياتنا تحتاج أن تأتي قراراتُها بلا تخطيطٍ وبلا حسابات بعيدة عن الورقة والقلم والآلة الحاسبة.
ماذا لو جالَ بخاطرك – فجأةً – أن تقومَ برحلةِ سفرٍ قصيرة، أو بزيارةٍ لأناسٍ ابتعدتَ عنهم كثيراً، أو بكتابة خاطرة طويلة…
أو بمكالمةٍ هاتفيةٍ في عز النهار تفاجئُ بها صديقاً بقولك (مشتاقون).. أو برسالةٍ قصيرةٍ – غير متوقعة – لأخيك وشقيقتك تقول فيها فقط: (أحبك كثيراً) واترك لهذه الكلمات نسج حروفِ السيناريو لترسم عالماً جميلاً في النفس والخاطر، تُرى كم مرة فعلناها؟!!
كم مرة فاجأَت الزوجة زوجها – بدون أدنى ترتيبٍ أو تخطيط – ببطاقةٍ مع فطوره الصباحي لتقول له: (أنت خيمتُنا التي تظلنا)؟! وكم مرة أَشعرَ الزوجُ زوجتَه: أنتِ السكنُ والمودةُ والرحمةُ في حياتنا (جعلها في بطاقةٍ صغيرةٍ أو رسالة قصيرة)!
من منا قبل أن ينام رسم وجهاً مبتسماً وأرسلها لأعزِ الناسِ عنده؟، ومن منا أرسل لأمِ زوجته رسالةً هاتفيةً أو صوتاً مسموعاً قال فيها: أنت جميلةٌ، والأجمل هي من صارت لي زوجةً وسكناً!
إلى كل زوج: أرسل لوالد زوجتك وقل له: ونعم التربية.. ولا تنتظر وقتاً لتقولها.
لكل موظفٍ ومدير:
اكسرا قالبَ الثلج وتبادلا عباراتٍ تقديريةٍ تُشعركما بأن العلاقةَ بينكما ليست فقط (عقد عمل).
فاجئ والديك – أحياءً وأمواتاً – بما يسرهم، ولا تنتظر مواسمَ الطاعات، فكلِ العام مواسم.
فاجئ وطنَك بأن تقدمَ له خدمةً دون أن يُطلَب منك وقد تكون ركعتين لله، تدعو فيها المولى بأن يحفظ الوطن وحكامه وشعبه وخيراته وسائر بلاد المسلمين.
ضع صدقةً وقل في نفسك:
إلى كل من سكنوا منازلَ الآخرة أنا لا أعرفكم ولا أنتم تعرفونني، ولكنني أحببتكم لأنكم إخواني، وهذه صدقة مني لكم جميعاً ستجدونها عند رب العالمين أضعافاً مضاعفةً بإذن اللهِ تعالى.
فاجئ روحك بركعتين في غير فريضةٍ ولا سنةٍ راتبة وقل: يا رب اشتقتُ لمناجاتك، لذا فقد هربتُ من العالم كله، وجئتُ إليك (وحدك) أناجيك، ولأقول لك: أحبك يا الله
فاجئ أولادَك بشيءٍ ليس فيه أمرٌ ولا تكليف، وقل لهم: أنتم كبدي التي على الأرض.
فاجئ أحفادَك – الأعزاء – البعيدين عنك بأنك تنتظرهم، دعهم يرونك – فجأةً – في مجلس البيت بعد عودتهم من مدارسهم، واحتضنهم بقوةٍ، فإذا سألوك: كيف جئت بلا موعد؟!! قل لهم: حملتُ قلبي معي وجئتُكم طائراً!
فاجئ ذوي الأرحام بزيارةٍ غير متوقعة، وعبر عن مشاعرك تجاههم.
فاجئ جارَك برسالةٍ هاتفيةٍ وقل له: ونعمَ الجار أنت!
فاجئ زوج ابنتك وزوجة ابنك بمفاجأةٍ سارةٍ – أنتَ أعلمُ بما يُسعدهم – دون أن تنتظر المناسبة.
فاجئ شيطانك وخذ عهداً: (في هذا اليوم لن أنطقَ إلا طيباً مهما تكدر صفو يومي)!!
اكسر قالب الثلج، وكن مجنوناً – للحظات – اقطع التذكرة واركب الراحلة، وفاجئ أهلك – وهم في سفرهم – بأنك على مقربةٍ منهم بخطوات، هذه المبادرة ستغني عن ألف كلمةٍ تعبرُ فيها عن حبك لهم.
اكسر قالب الثلج وصاحب نفسَك الزكية الجميلة (التي طالما نسيتها في خضمِ الحياة) واجلس بهدوءٍ دون أن تدخلَ معها في حسابٍ ولا عتاب، واجعل انجازاتك الابداعية على مدى سنواتِ العمر تمرُ في مخيلتك شريطاً سينمائياً، وابتسم وافتخر بنفسك لأنك لم تكن في هذه الحياة – صفراً على الشمال – ثم كافئ نفسك بشيءٍ أنت تحبه.
في نهايةِ المطاف:
فاجئ عدوَك بأنه خارج دائرةِ اهتمامِك!!
فاجئ خصمَك بمودتِك لأنه يُشعرك دائماً بالمنافسةِ الشريفة!
تلويح :
كن مجنوناً بكاملِ قواك العقلية ولو للحظاتٍ في حياتِك.. وكفى!!. إكسر قالبك الثلجى البارد وانهمر بالوداد.