الأمير طلال: الإصلاح العربي يبدأ من مصر
قال الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية في تصريحات للصحافيين خلال ترؤسه اجتماع مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية في القاهرة أن الاهتمام بالتعليم والتعاون من الجميع، هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلات العالم العربي، مشيرًا إلى اهتمامه بقضايا الطفولة، خاصة في مصر، منذ أكثر من عشرين عامًا وفقا لموقع “إيلاف”.
العطاء موجود: وأوضح الأمير طلال، أن المنظمات الأهلية قامت لتساند الدول في مهامها الإنسانية والإنمائية، وليس لأهداف سياسية أو لتعارض مخططات الدول التنموية، مشددًا على أن المؤسسات التي يرعاها في مختلف دول العالم العربي، هدفها التعاون مع تلك الدول، لخدمة الطفل والإنسان العربي في كل مكان.أضاف: “وجّهت خلال تواجدي في القاهرة أخيرًا بأن يكون هناك تعاون وتنسيق بين منظمة “أجفند” المظلة التي تجمع المؤسسات التي نرعاها في الرياض والمجلس العربي للطفولة، في ما يختص بمصر لمساعدة المنظمات الأهلية والإنسانية فيها لتنفيذ مخططاتها التنموية”.وكشف الأمير طلال عن تلقيه تبرعًا بقيمة مليون ريال للمجلس العربي للطفولة والتنمية، من أحد السعوديين، الأمر الذي يشير إلى أن هناك من يريد العطاء، ولكن في الوقت نفسه يريد من يشير إليه على الجهة المستحقة.
مصر الانطلاقة: ولفت إلى أن “الإصلاح في العالم العربي يجب أن يبدأ من مصر، لما تملكه من تاريخ وموقع جغرافي واستراتيجي فريد، إضافة إلى كونها مركز ثقل للعالم العربي بامتلاكها قوامًا سكانيًا تعداده 90 مليون نسمة، متابعًا: إذا نهضت مصر نهضت الأمة العربية بكاملها”.وانتقد الأمير طلال مطالب البعض بتدخل المجتمع الدولي لحل مشكلاتنا نحن العرب، مشيرًا إلى أن “كثيرًا من الأزمات وحتى الحروب التي قامت في الدول العربية سببها العرب أنفسهم، ولذلك علينا أن لا ننتظر حلولًا من الغير”.وقال الأمير طلال، إن كل أنشطة مؤسساته التنموية تهتم بالعالم العربي كله على حد السواء، وإن وجود معظمها في مصر لا يعنى أنها الأكثر استحواذًا على الاهتمام، بل إننا نهتم بكل البلاد العربية على حد السواء، ومصر جزء منها، ولكنها تضطلع بدور “القيادة”، وهو أمر مقبول.
لا نميّز: وشدد على أنه في المهام الإنسانية لا نفرّق بين الدول، ولكن الدولة التي تبدي لنا التعاون، نتعاون معها، والتي لا تريد لا نجبرها، رافضًا القول إن هناك دولًا تضع “العراقيل” أمام المؤسسات العربية أو الدولية للتدخل لإنقاذ أطفالها، مشيرًا إلى أن هذه الكلمة “جارحة”، ولا تشير إلى المعنى الحقيقي، وغاية الأمر أن تكوين هذه الدول وقوانينها يظهر بعض التصرفات أمام البعض عقبات، ولكنها في الحقيقة لا تتعمد عدم مساعدة الأطفال.وعن الأوضاع المأساوية في سوريا، قال الأمير طلال، “إننا يجب أن نتضامن ونؤيد الشعب السوري، وليس أي حكومة أو نظام”، مضيفًا: الأمر أصبح مخلًا، ونحن مازلنا نحمّل أوروبا المسؤولية، وهذا أمر غير مقبول، وعلينا أن نتعلم مواجهة مشاكلنا ونساعد أنفسنا قبل أن نطلب المساعدة من الآخرين”.مصارف للفقراءوعن بنك الفقراء، قال الأمير طلال بن عبد العزيز: “عانينا كثيرًا، ونحن ننادي طوال السنوات الماضية بتأسيس هذا البنك في العديد من الدول العربية، مضيفًا أن اليوم لدينا 9 بنوك للفقراء في دول عربية عديدة وأفريقيا والفلبين”، مستطردًا في تساؤل: “كيف لا يكون هناك بنك للفقراء في بلادنا العربية مصر والسعودية”.وأكد الأمير أن بنوك الفقراء لا تستهدف أي مساعدات من الحكومات، قائلًا: “نحن لا نريد إلا الرخصة، ولكن هناك تقاعسًا من بعض الدول وعقبات قانونية يمكن حلها بالتفاوض”.وأشار الأمير طلال إلى أن مصر، وبإجماع خبراء البنك الدولي وخبراء التنمية، تحتاج أكثر من بنك للفقراء، مؤكدًا أن بنوك الفقراء في الدول العربية التي أنشئت فيها ساهمت في علاج جانب كبير من مشكلات تلك الدول، وبينها البطالة، إذ حصل الآلاف على قروض صغيرة لتأسيس مشروعاتهم الصغيرة، بشكل أيسر كثيرًا من القروض التجارية.ويرى الأمير طلال أن بنك الفقراء في دولة اليمن هو الأفضل بين كل الفروع، مشيرًا إلى أن هناك 100 موظف في هذا الفرع يقومون الآن بتدريب الموظفين في الفروع الأخرى في مختلف البلدان.وأعرب عن أمنياته بأن يتحرك المسئولون في العديد من الدول العربية، وأهمها مصر، لتسهيل ترخيص بنك الفقراء، قائلًا: “نحن لم نسع إلى شيء في مصر إلا حبًا لهذا البلد”.
المرصد