القيادي بحزب المؤتمر الوطني محمد الحسن الأمين: كنت عكس الإسلاميين أرتدي أيّ ملبس وأيّ ألوان
دخل عالم الأضواء عبر برلمان الديموقراطية الثالثة صاحب اشهر نقطة نظام في البرلمانات السودانية سياسي قادر على اثارة الجدل ومحما بارع في المرافعات وتسجيل النقاط انه الاستاذ محمد الحسن الامين القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني وعضو البرلمان:
دخلت دائرة الضوء وعرفك الجمهور والناس عبر تجربة الديموقراطية الثالثة بمداخلاتك وحضورك ونقاط النظام ولكن اين كنت قبل تلك الحقبة ؟
كنت منذ جامعة الخرطوم وما فيها من تجربة للحركة الاسلامية حيث كنت في اتحاد الطلاب بقيادة بشير آدم رحمة، حين كنت عضوا بالمكتب التنفيذي واتحادنا هو الذي خلف الاتحادد الذي كان على رأسه الاسلامي الشهير محمد عثمان مكي، انا درست بكلية الاداب ولم تكن الجامعة تقبل الطلاب للدراسة مباشرة في كلية القانون درست عاما في الاداب ثم تحولنا لكلية القانون قبلها ايضا انا من مواطني الجزيرة اسلانج شمال ام درمان حيث كانت دراستي الاساسية ثم المتوسطة في ام رمان الاميرية وانتقلت للنيل الابيض لمدرسة الدويم الريفية ثم الي الخرطوم الثانوية.
بعض مجادليك يقولون انك شديد الاعتناء باناقتك الشخصية على غير قالب الاسلاميين ؟
هي على شخصية الفرد ويمكن ناس الحركة الاسلامية في ذلك الزمان كانت لديهم طريقة ارتداء ازياء معينة ولكن انا كنت ارتدي أي ملبس واي الوان، وهم في السابق كانوا محافظين ولكن بعدنا الاجيال انطلقت.
هل هم أقرب في مزاجهم العام لإطلاق اللحية وملبسهم للسلفيين ؟
لالا، اللحية ذلك الوقت لم تكن موجودة، هي كانت محدودة ولم تكن بنسبة كبيرة بالذات في الجامعات على مستوى الطلاب ومعظم قياداتنا ولم يكن هناك اطلاق لحى على الرغم من انها سنة مؤكدة ولكن لظروف الحياة العملية وفي ذلك الوقت للتجنيد (الاستقطاب) وانت تريد التقرب من الناس واللحية في ذلك الوقت تضع مساحة قليلة بينك والطرف الثاني “الناس بتوجسوا منها لانها لم تكن موجودة في المجتمع خارج الجامعة”.
بمناسبة التجنيد، من الذي جندك للحركة الإسلامية ؟
هي مرحلتان: الاولى في الثانوية كان معنا اخوة من الحركة الاسلامية وهم اناس غير معروفين الان ولكن عندما حضرنا الي الجامعة في المستوى الاول لم انضم مباشرة الا في نهاياتها وكان هناك الاخوة تاج الدين الشريف واحمد محمد عمر واحسان غبشاوي وقيادة الحركة الاسلامية كانت في الآداب.
من الذي جندك تحديدا منهم ؟
كنت اسكن معهم وكنت اصوّت معهم وكانت كل الاشياء متطابقة عدا انني لست منبريا وتحديدا هما احمد محمد عمر وتاج الدين الشريف وما زالت علاقتنا مستمرة والحمد لله، تجنيدي كان في اول العام 1972.
متى كانت اول مرة تلتقي فيها الدكتور الترابي ؟
قبل ذلك كنت اذهب مع اخواننا في عهد مايو وهو طبعا انتقل لعدة منازل ولكن في مدينة النيل الحالية كان يسكن وايضا في بيته بالملازمين وبيت اهله، وكنا نذهب له في مواقع كثيرة وشيخ حسن معروف بانه يهتم بالشباب والطلاب ويناقشك ومن الاشياء التي يمكن ان تقول انه اسهم بها في تجنيدنا، انني كنت اذهب اليه واطرح عليه العديد من الاسئلة واناقشه في بعض القضايا ولم اكن في ذلك الوقت انضممت وكان اميرنا في ذلك الوقت الاخ محمد علي الامين الذي كان امينا لمنظمة الدعوة الاسلامية.
داخل الاوعية التنظيمية، لم يكن الوجود كثيفاً للقانونيين وكان الوجود للاطباء على المستوى القيادي وعلى مستوى الظهور والتأثير؟
نحن نعترف للاطباء لانهم على مستوى الثانوية كانوا متميزين والجامعات عندما تأخذ الاطباء كانت تأخذ اوائل الثانويات وهذه مسألة معروفة والاسلاميون كانوا دائماً متقدمين من حيث الذكاء والقدرات وبالتالي هناك عدد كبير جدا منهم يذهب للطب، والامثلة كثيرة جدا وممارسة الطب طبعا بها تخصصات وتأخذك بعيدا عن الجانب السياسي ولكن لدينا اعداد مقدرة من الاطباء عدا الحالات مثل الشيخ حسن وبعض الاخوة الذين رأوا منذ البداية الاتجاه نحو العمل السياسي.
دخلت البرلمان في 1986 هل كان هذا الدخول بعد منافسة شرسة ؟
كانت هناك منافسة حقيقية لان الدائرة كانت اتحادية والاتحاديون كانوا ضامنين تماما ان الدائرة لن يفوز بها الا اتحادي وكان لدي جدي أحمد ناصر في ايام جبهة الميثاق نزل في هذه الدائرة واتى باصوات قليلة جدا رغم انه كان من الشخصيات المعروفة جدا في الريف وكان خريج كلية غردون ولكن لانها دائرة اتحادية منذ عمر حمزة 1953 واستمرت دائرة اتحادة مغلقة.
وانت اتيتم في مهمة انتقامية لجدك ؟
لا لا هم على العكس انا كنت اقول لهم انا مثل جدي فقط نحن نريد ان نجمع اصواتنا القديمة ونزيد عليها قليلا من الشباب وكنا نطمئنهم.
هل اشتغلت على الجانب القبلي كثيراً ؟
لا ليس كثيراً ولكن مؤكدا ان المنطقة جغرافيا تعطيك حتى وان لم تكن من قبيلتك وانا كنت نازلا من منطقة كبيرة وبعد ذلك كان الطرح جديدا بالنسبة للمنطقة.
كم كان عمرك في ذلك الوقت ؟
في بداية الثلاثين.
في ذلك البرلمان الشهير والناس مقبلة على تجربة ديموقراطية بعد غياب دام اكثر من 16 عاماً وضحت شخصيتك وصورتك عبر نقاط النظا والتصريحات ووصفت من قبل البعض بالبرلماني الاكثر شغبا ؟
ليس شغبا بمفهومه ولكن نحن كنا اولا “معارضة” والمعارضة بطبيعتها واجبها ان تهاج السلطة القائمة او الحكومة وتبرز كل جوانب ضعفها وكل اخفاقاتها، لا بد ان تعري الحكومة وكان هذا واجبنا.
هل واجبكم كان تعرية الحكومة تماماً ؟
طبعاً اذا احسنت تقول لها احسنت في كثير من المواقع.
كنت اميناً رغم وجود برلمانيين كبار في ذلك الوقت ؟
هي ليست مهمة شخص يفترض ان يكون كبيرا هي مهمة حركة واتصال بالنواب وتبليغهم بالقرارات والحضور وعدم الحضور وفيها جانب اجرائي كبير ولابد ان يقوم بها شخص عمره يُمكنه من ذلك، وبعد ذلك تجري اتصالات بكل الاعضاء ومنهم زعيم المعارضة الاخ علي عثمان وتربط بين العمل البرلماني وعمل الحزب.
في ذلك العهد كنا موجودين وذات المبررات تقال الان في مسألة انفلات المظاهرات هي التي قيلت ايضا في ذلك الوقت ؟
انت هناك تتحدث عن واقع ديموقراطي وحريات فاذا فيه نفس ما فيه الان بالتالي ليس لديك حجة لتتكلم … الظروف الامنية لا يستجاب لها ولا تحكم الواقع.
عرفت في ذلك الوقت انك اكثر عضو تطلب بنقاط نظام، هل كانت في ذلك الوقت تكتيكا ضمن تكتيكات المعارضة داخل البرلمان ام تعبيرا شخصيا في اطار عام ؟
ابداً، هناك نقاط نظام كان واجبا ان نقوم بها مثلا التزام الحضور ونحن لم نكن نحضر كمعارضة ما لم تحضر الحكومة لتؤدي واجبها ونحن ننتظر الي حين اكتمالها، وانا كنت ادخل الجلسة وحيدا وانتظر اذا هم اتوا واكملوا النصاب القانوني لان هذا واجبهم ولانهم اصحاب اغلبية كبيرة جدا ولا يأتون. وكنت اثير هذه القضية حتى الناس كانوا يشيرون إلي: “ناسك وين؟”، وهي جزء من التكتيك في الممارسة السياسية.
صحيفة السوداني