جهات حكومية سودانية تمنع نشر أي إعلان حكومي في الصحف الحرة التي يستعصى على السلطات ترويضها
“التيار”…الإعلان الحكومي
بقدر ما أثلجت صدري تلكم النقلة الكبرى التي ابتدعها صحفيو التيار في التعبير عن رفضهم القوي للقرار الظالم الذي قضى بايقاف صحيفتهم ومصادرة حريتهم، ومناهضتهم للإجراءات التعسفية التي كممت أفواههم ظلماً، وبقدر ما سرني التضامن الكبير الذي وجده الزملاء في التيار من إخوانهم في مهنة النكد والذين كانوا يوم الثلاثاء”تياريون وتياريات” بحق ، بقدر ما سرني كل ذلك بقدر ما ساءني أني لم أجد بين الحشود المآزرة رئيس تحرير سوى الأستاذ المحترم مزمل أبو القاسم الذي استبق حشود المتضامنين ب”مينشيت”في صحيفته “اليوم التالي” ولو أنه اكتفى به ولم يحضر لكفاه، وهذا عهدنا بالأخ مزمل أيام محنة “الصيحة”فلم يداهن،ولم يمار،ولم ينافق،فشكراً له إنابة عن كل الصحافيين الأحرار…
أقول وبالحلق غصة، وبالنفس حسرة، كنت أود أن أرى قادة العمل الإعلامي بالصفوف الأولى تضامناً مع زملائهم، ولو أنهم كانوا يترفعون عن مواساة محرري الصحيفة “الصغار”ما كان لهم أن يتخلفوا عن مؤازرة زميلهم “عثمان” خاصة وأن قضية التيار، لم تكن مجرد قضية إيقاف صحيفة منافسة، بل هي قضية سيف ظلم استل من غمض الدجى، مسلط على كل الرقاب ولن يستثني أحداً حينما يخرج من غمده ،وما التيار إلا كما الثور الأسود الذي تحاول السباع أكله الآن بعد افتراس “الأبيض” ذلك المثخن بالجراح، نقول ذلك الكلام القاسي ليس إساءة لأحد ولا تشفيا بل من أجل وضع حد للهوان الذي سئمناه، فآن للصف أن يتوحد،فقد أكلت الذئاب قاصيتنا، فآن أن نبقى كالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر الحمى..
*منع منا الكيل:
على نطاق واسع، تتداول الأوساط الإعلامية هذه الأيام معلومات مفادها أن جهة حكومية مجهولة أبلغت أخرى ذات صلة -أو قل أمرتها- بحرمان عدداً من الصحف، من بينها “الصيحة”،من الإعلانات الحكومية. الجهة الحكوميةالمشار إليها مارست “خبثها” المعهود على غرار ما فعلت خلسة قبل أيام حينما تجاوزت القوانين ، وحدود الله وشريعته وهي تتجسس وتترصد حسابات صحافيين وناشرين في البنوك، وقد حرم الله التجسس على المؤمن.
بعد أن نما إلى علمي أن جهات حكومية منعت نشر أي إعلان حكومي في تلك الصحف الحرة التي استعصى على السلطة الحاكمة ترويضها، اتصلت للإستيثاق بمديري إدارات إعلانية ،اكد لي أحدهم ماهو متداول وزاد أن جهات حكومية سحبت منهم إعلانات مبرمجة، ونشرتها في صحف أخرى غير مغضوب عليها.
وحتى أكون دقيقا أشير إلى أنني لم اطلع على القرار،لأن مثل هذه القرارات لا تصدر كتابة بل تعطى على هيئة أوامر للتنفيذ.
إذا صح ما يتداوله الصحافيون في مجالسهم ، أقول أن هذا الأسلوب رخيص، وينم عن عقلية لاتعرف سوى “البلطجة” واستخدام الأسلحة الجبانة،لكن دعونا عن هذا،ولنذهب الى مربع آخر وهو أن حجب الاعلانات الحكومية عن صحف راسخة وراكزةً لن يؤثر عليها كثيراً ولن يضعفها لأن كل الإعلانات الحكومية في الغالب هي من الفئات ضعيفة القيمة التي تنشر بالداخل، وبأحجام صغيرة،أرباع وأثمان، وفضلا عن كل ذلك أن إدارات الإعلان في الصحف تجد صعوبة شديدة جداً في تحصيل قيمة هذه الإعلانات التي تصبح في كثير من الأحيان ديون هالكة..
نصيحة ليكم لوجه الله هذا الأسلوب بائر ومكشوف،فالصحف المهمة لم تعد تنتظر الإعلان الحكومي الضعيف حجماً وثمنا وتحصيلا ،هونوا على أنفسكم يرحمكم الله ..اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة :
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.
بقلم: احمد يوسف التاي
*الصورة أعلاه
من اضراب صحفي التيار عن الطعام يوم الثلاثاء
ان شاء الله يموتوا من الجوع طالما هم يشتغلون مع الفتان عثمان ميرغني الله لا اعادهم
بعيداً من السياسة هل يجوز للمسلم الاضراب عن الطعام ويعرض نفسه للهلاك .