وهناك مسؤول آخر ..!!
:: كما توقعت، ما أن إنتقدت السائق – في زاوية الأمس – على عدم إحترام الطريق وقوانين المرور، إنتقدني قرائي الأفاضل على عدم نقد القوانين ومنفذها، شرطة المرور .. ولهم حق النقد، فالمسؤولية جماعية.. وأن ينتقل ( 1662 مواطن) – حسب الإحصاء السنوي الإخير لإدارة شرطة المرور- إلى رحمة مولاهم، فأنها إحصائية غير مطمئنة و( رقم مزعج)..وكما ذكر القراء الأفاضل في تعقباتهم، فأن العقاب في قانون المرور يجب أن يكون وسيلة للحد من المخالفات و الحوادث و الموت والإصابات.. ويجب ألا يكون هذا العقاب غاية في ( حد ذاتها) ..!!
:: ولكن للأسف، كما يشهد الواقع، إحساس المارة والسيارة يكاد يجزم بأن شرطة المرور تحرص على الغرامة وتحقيق ( الربط المقدر)، أكثر من حرصها على منع حدوث المخالفات..أى هى شرطة تعض على الوسيلة بالنواجذ وتتجاهل الغاية، وهنا تصبح الوسيلة هى الغاية، ولهذا ما يمنح الجميع إحساسا بأن إدارة المرور أداة من (أدوات الجباية) ..وعلى سبيل المثال، يستطيع سائق عربة غير مرخصة ترخيصا تجاريا العمل طوال ساعات اليوم بمجرد أن يدفع لشرطى المرور غرامة مع أول الفجر، ويستلم إيصال الدفع ..فالايصال الذي يجب أن يكون وسيلة منع المخالفة يتحول الي (رخصة تجارية) ..!!
:: ثم هناك المحورالتربوى والإرشادي..وهذا المحور كان يجب أن يتقدم على العقاب، ولكنه غائب .. وإدارة المرور هي رأئدة هذا المحور الذي يجب أن يتم بكل وسائل ووسائط الإعلام ومنابر العامة وأنديتها واتحاداتها ومنظمات المجتمع المدني، بل يجب تعميقه حتى في نفوس تلاميذ الأساس وطلاب الثانوي عبر مدارسهم حتى يشبوا عليه.. ولكن للأسف، الدور الإرشادي والتربوي غير مرئي في زحام الحملات وزخم الغرامات.. وعلى إدارة المرور أن تجتهد فى دورها الارشادي الذي حتما يخفف عليها وعلى السائق مطرقة الحملات وسندان الغرامات..!!
:: والإرشاد مسؤولية مشتركة بين شرطة المرور وكل قطاعات المجتمع التى يجب أن يتقدمها (القطاع الإعلامى)..أى كما نحتفي بأخبار الحوادث وبنشوة رفض العقاب ونقد الشرطة ، يجب علينا أن نفرد مساحة لنشر وبث ثقافة المرور، أوهكذا يؤدي الإعلام واجبه – للمجتمع – في بلاد الآخرين ..و إيقاد شمعة وعي – في إعلامنا – خير للناس والبلد من البكاء على موتى الحوادث ولعن الغرامات..!!
:: وكذلك رداءة الطرق..هذه الرداءة من معيقات حركة المرور في المدن، ومن أسباب حوادث المرور في الطرق القومية..وتلك رداءة تبدأ بمرحلة التخطيط..فاللجان التي تشكل لتخطيط الطرق لم تكن تشمل كل الجهات ذات الصلة..وإدارة المرور – إحدي أهم الجهات – لم تدخل لجان التخطيط والتنفيذ إلا أخيراً..كانت تتفاجأ بالطرق والشوارع ثم تشرف على مرورها..وهناك جهات لاتزال مغيبة، ولذا يتفاجأ المواطن بين الحين والآخر بأليات تحفر الطرق وتقطعها بالعرض لتوصيل خدمات المياه والكهرباء والمجارى وغيرها..دور إدارة المرور فى عمليات تشييد الطرق والمباني المجاورة لها لايقل أهمية عن دور الإدارة الهندسية، ولكن في بلادنا لا تزال نفس الوالي أو الوزير تحدثه بأنه ( على كل شئ قدير)..ولهذا نهدر الأرواح والأموال في مدن الفوضى و شوارع الموت ..!!