طب وصحة

التعايش مع السرطان أفضل من القضاء عليه!

بات السرطان من الأمراض الشائعة التي تصيب الكثير من الرجال والنساء خلال مراحل حياتهم المختلفة، لذلك فإن للكثيرين تاريخ وماض مع هذا المرض القاتل؛ وللكشف المبكر عنه الكلمة الفصل في نسبة الشفاء منه، فكلما كان اكتشافه مبكراً كلما ارتفعت نسبة الشفاء منه.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه المصابين بهذا المرض هو التعايش معه، إذ أنه يقلب حياة المرضى رأساً على عقب ويغير من عاداتهم الحياتية ويتحكم بهم بالمطلق ويتسبب لهم في بعض الأحيان بمشاكل مادية واجتماعية في وقت ما يكونون فيه أحوج إلى الدعم المعنوي والنفسي.

فضلاً عن أن العلاج ومراحله المختلفة يغير في شكل المريض ومظهره ونفسيته وطريقة شعوره وردود فعله، لذلك فإن تعلم طرق التعايش مع هذا المرض الخبيث تساعد في زيادة نسبة شفاء المريض حيث يحصل على المزيد من الدعم النفسي والمعنوي.

وآخر الدراسات العلمية تشير إلى أن العلماء يقولون بأن القدرة على التعايش مع السرطان بواسطة العلاج بجرعات مخفضة من العلاج الكيماوي قد يكون تأثيرها أفضل من محاولة القضاء على المرض بشكل كلي، ويقول العلماء: “مرضى السرطان ربما تكون لديهم فرصة أفضل في العيش والبقاء على قيد الحياة إذا تعايشوا مع المرض لفترة أطول”.

ويشيرون إلى أن التخلص من المرض بشكل كامل نادراً ما يتحقق، كما أن التأثيرات السلبية للعلاج الكيماوي يمكن أن تصبح مدمرة للغاية، فهو لا يؤدي إلى فقدان الشعر والغثيان والإعياء فحسب، بل يجهد جهاز المناعة في الجسم أو قد يتسبب بفقر الدم. كما أن الجرعات القوية من العلاج الكيماوي قد تعمل على استشراء السرطان، وذلك من خلال ممارسة ضغط انتقائي طبيعي يساعد خلايا الأورام المقاومة للأدوية على الظهور بغزارة، الأمر الذي يعني أنه في حال عودة السرطان فإنه سيكون قاتلاً.

لذلك وضع فريق من العلماء يقودهم الأستاذ بمركز “أتش لي موفيت لأمراض السرطان” في تامبا بفلوريدا روبرت غيتنباي استراتيجية علاجية جديدة بهدف معالجة الخلايا السرطانية المقاومة للعلاج. وبدلاً من أن تقضي الاستراتيجية العلاجية الجديدة على الورم السرطاني، فإن العلاج يعمل على استقراره وذلك بالسماح ببقاء نسبة صغيرة من الخلايا السرطانية الحساسة للعلاج.

وقد أجرى العلماء اختبارات باستخدام علاج باكليتاكسل الكيماوي في معالجة فئران تعاني من نوعين من سرطان الثدي، وتبين أن العلاج الكيماوي يعمل في البداية على تقليص أورام السرطان، ولكنها سرعان ما تعود للانتشار بعد التوقف عن العلاج؛ غير أن الاستمرار في العلاج بجرعات علاجية أقل قوة من الجرعة الأولى، تمكّن من السيطرة على النمو السرطاني. وتبين للعماء أن العلاج بات أكثر فعالية بحيث أن غالبية الفئران توقفت عن تناول العلاج بعد فترة طويلة من الزمن من دون أن تعاني من أي انتكاسة.

النتائج العلمية التي تم التوصل إليها تشير إلى أن استراتيجية العلاج يمكن أن تكون تكيفية وتؤدي إلى حياة طويلة خالية من السرطان، ويمكن أن تطبق على نطاق واسع من وسائل معالجة سرطان الثدي، بما فيها العلاج الهرموني وعلاج المناعة رغم أنهما بحاجة إلى مزيد من التجارب.

ويشار إلى أن علاج أمراض السرطان يقوم حالياً على أساس استخدام جرعات قوية من العلاج الكيماوي بهدف التخلص نهائياً من كافة الخلايا السرطانية.

موضوعات متعلقة: هل الشاي الأخضر يسبب السرطان!؟، 13 مركباً بالرمان تقضي على السرطان.

البيان