الأمين العام لحركة العدل والمساواة الجديدة حذيفة محيي الدين : الحكومة طردتنا من الفندق لأنها فشلت في تغيير مواقف ممثلينا في الحوار
الحكومة طردتنا من الفندق لأنها فشلت في تغيير مواقف ممثلينا في الحوار
الحزب الحاكم لن يلتزم بالمخرجات لأن التيارات الغالبة فيه ضد الحوار
عدم تنفيذ مخرجات الحوار سيقود لتعبئة جديدة الخاسر فيها الشعب
متطرفو المؤتمر الوطني ليسوا حريصين على نجاح الحوار ويعملون دوماً لإفشاله
سنقود حملة إعلامية كبرى لكشف أساليب النظام في الالتفاف على مخرجات الحوار
نحن الحركة الوحيدة التي شاركت في الحوار بضمانات سودانية على الرغم من تاريخ “الوطني” في نقض العهود
أكد الأمين العام لحركة العدل والمساواة الجديدة حذيفة محيي الدين أن الحكومة حاولت تغيير مواقف ممثلي حركته في لجان الحوار بالترغيب والترهيب، وشدد على أن المتطرفين داخل المؤتمر الوطني ليسوا حريصين على نجاح الحوار، وقال إنهم يعملون ليلاً ونهاراً من أجل إفشاله.
وقال محيي الدين في حوار مع (الصيحة) من مقر إقامته في العاصمة اليوغندية كمبالا، إن الحزب الحاكم لن يلتزم بالحوار الوطني لأن التيارات الغالبة فيه ضد المخرجات، مؤكدًا أن عدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني سيقود لتعبئة جديدة الخاسر فيها الشعب. وأضاف: نحن الحركة الوحيدة التي شاركت في الحوار بضمانات سودانية على الرغم من تاريخ “الوطني” في نقض للعهود، منوهاً إلى أن حركته ستقود حملة إعلامية كبرى لكشف أساليب النظام في الالتفاف على مخرجات الحوار الوطني.
ـ ما هي أسباب خروجكم من الحوار الوطني؟
نحن مواقفنا واضحة جدًا في مسألة الحوار الوطني ونحن حركة غير موقعة على السلام مع الدولة وليست لنا أي وثيقة مشتركة معها، والحقيقة ليست لنا فيها ثقة لذلك عند دعوتنا للحوار طلبنا لقاء آلية (٧+٧)، وفي تقديرنا يمكن أن تلعب دور الوسيط.. وشاركنا في الحوار من هذا الباب وقدمنا ست أوراق تمثل رؤية الحركة في القضايا الأساسية. وحقيقة الخلاف نشب في نهايات الحوار، وذلك بعد أن تواثقنا في اللجان على توصيات تمثل قضايانا التي حملنا بسببها السلاح، ولكن الحكومة أرادت تزييف هذه المخرجات لصالحها.
ـ هذا الحديث لا يبدو معقولاً خاصة أن كثيرين ينظرون لحركتكم على أساس أنها حليف للحكومة؟
الحكومة حاولت تغيير مواقف ممثلينا في لجان الحوار بطرق مختلفة بالترغيب وبالترهيب حتى يمضوا معهم في مخططهم، وحينما وصلوا لطريق مسدود قاموا بإنهاء إقامة وفدنا في الفندق الذي يقيم فيه. ونحن كنا نتوقع ذلك، وقلنا موقفنا كحركة. وهنالك لجنة كونها الجهاز التنفيذي التابع لحركتنا لصياغة كل التفاصيل وأسباب الصراع لتمليكها للرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي. وسوف نقود حملة إعلامية كبرى لكشف أساليب النظام في الالتفاف على المخرجات.
ـ بعد هذه التطورات، هل تتوقعون أن يلتزم الوطني بمخرجات الحوار؟
المؤتمر الوطني به تيارات عدة غير حريصة على الحوار، وتعمل ليل نهار لإفشاله. ونحن التزمنا بالنهج السلمي كفرصة للخروج بالبلاد من أزماتها إلى رحاب الاستقرار. ولكن كل المؤشرات تؤكد أن المتطرفين في المؤتمر الوطني هم غالبية لذلك لا أرى أن النظام سيلتزم بتنفيذ المخرجات للأسف. وهذا سوف يقود لتعبئة جديدة الخاسر فيها الشعب السوداني.
ـ هناك من يقول إنكم جئتم للخرطوم بسبب الضغوط التي مورست عليكم، وليس بقناعتكم المطلقة؟
بالعكس نحن الحركة الوحيدة التي قبلت بضمانات سودانية نظير دخول وفدها الحوار، وكنا حريصين أننا كسودانيين نجلس لنحل مشاكلنا لوحدنا، دون طرف ثالث، وذلك إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية للأطراف. وبالرغم من الرصيد الكبير للنظام في نقضه للعهود وإفشال كل الاتفاقيات التي تمت في السابق. بالرغم من ذلك كنا متفائلين بأن هذا الحوار يمكن أن يكون فرصة للانتقال من مربع الحرب الى الاستقرار والسلام.. ولكن اليد الواحدة لا تصفق، لذلك النظام كان غير جاد في نواياه، وكان كعادته يظهر خلاف ما يبطن. وهذا هو سر الفشل.
ـ المراقبون توقعوا انسحاب الحركات الدارفورية من الحوار الوطني خاصة بعد إنجازات الجيش السوداني على الأرض ولا سيما في جبل مرة؟
طبعاً هذا الحديث غير صحيح، فنحن منذ اللحظات الأولى عند لقائنا في أديس مع آلية (٧+٧) طلبنا منهم قبل الدخول في الحوار لابد من وقف إطلاق النار، ولم تأت مشاركتنا إلا بعد أن لبت الحكومة كل مطالبنا بما فيها وقف إطلاق النار. وقد صدر مرسوم رئاسي بهذا الخصوص. إذن هذا التصور غير صحيح. ونحن في رأينا كأطراف يجب أن نترك مساحة للحوار والنقاش، وهي فترة بسيطة إذا فشلنا أن نتوافق حولها فبالتالي لكل مكون سياسي وعسكري خياراته. والكلام عن أننا انسحبنا لأننا انهزمنا في الميدان فهو حديث غير صحيح. والحكومة تعرفنا جيداً، لذلك بما أننا أتينا للحوار فلنتنافس ببرامجنا وندع موضوع الحرب في أوانه ومكانه.
ـ متى تنتهي أزمة دارفور وماهو مدى استمراريتها؟
أزمة دارفور نهايتها بجدية النظام القائم بمعالجة قضاياها الأساسية.. وعلاج مظالمها التاريخية، وكذلك معالجة كل قضايا الهامش السوداني على حد سواء بما في ذلك النيل الأزرق وجنوب كردفان. ومن دون معالجتها سنكون عرضة للتمزق والتشرذم.
ـ يُشاع أن حركتكم على علاقة وثيقة بالحكومة وأن الانشقاق لم يكن للتصحيح وإنما لإضعاف حركة العدل والمساواة الأم، لصالح الحكومة؟
حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة تأسست نتاجاً للمشروع الإصلاحي الذي أصدره المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم، بعد الإخفاقات الكبيرة التي صاحبت مسيرة الحركة، وآخرها معركة قوز دنقو. وتأتي حركة العدل والمساواة الجديدة لتصحيح مسار الثورة السودانية وهي تحت قيادة المهندس منصور أرباب يونس.
ـ ماهو مفهوم التغيير وفكرته لديكم في الحركة؟
التغيير كمفهوم فضفاض مرّ بتعرجات كثيرة غيرت من معانيه، فالتغيير المطلوب هو تغيير في بنية الحكم وفي الفكر الذي يحترم الآخرين بواقع التعدد الديني والإثني والثقافي وتكون فيه المواطنة أساساً للحقوق والواجبات ويحس كل سوداني بأنه شريك في هذا الوطن.. والتغيير الذي يجلب الاستقرار والسلام العادل لكل السودانيين دون إقصاء لأحد. والكل يساهم في بناء السودان عبر التداول السلمي للسلطة يكون الحكم فيه الشعب عبر صناديق الاقتراع.. هذا هو التغيير المنشود الذي نعمل له.
ـ ماهي تحالفاتكم وما جدواها للحركة رغم ضعفها؟
نحن نسعى لتحالف يجمعنا كلنا كسودانيين للتواثق حول الاتفاق على “كيف يحكم السودان” ونتجاوز الذوات وتحقيق الاستقرار لوطننا الذي ليس لنا وطن بديل له.. وفي ذلك نحن الآن ندير نقاشات كثيرة مع أغلب القوى السياسية والحركات المسلحة، وقطعنا شوطاً كبيرًا في ذلك.. وتقوم نقاشاتنا على تقويم تجارب التحالفات السابقة ومعالجتها، وفي تمتين العلاقات بيننا كأطراف يجمع بيننا التطلع لنظام ديمقراطي يحقق الاستقرار في البلاد، ونتطلع للتواثق على وثيقة “مشروع الدولة الوطنية” الذي ندعو له الآن ونحن متفائلون بأن هذا المشروع سوف يلقى القبول من الأطراف.
ـ كيف تنظرون لاستفتاء دارفور الذي تنوي الحكومة إجراءه في غضون الأيام المقبلة؟
رؤيتنا أن موضوع الاستفتاء كان نتيجة لخلاف طرأ في مفاوضات الدوحة في ٢٠٠٩م، وكان موقفنا كحركات أنه لابد أن ترجع دارفور لسيرتها الأولى وهي أن تكون إقليماً واحداً.. والآن نرى أن الاستفتاء بهذا الشكل المعيب وفي ظل الأوضاع المضطربة في الإقليم فإنه لن يساهم حل القضية. ونرى أنه لا بد أن يتم تأجيل الاستفتاء الى حين إحلال السلام في الإقليم ويتم استفتاء لكل أقاليم السودان تتعاقد على عقد جديد حول علاقاتها بالمركز وليس دارفور وحدها.
ـ حركة العدل والمساواة الأم انقسمت إلى 9 حركات ولكن رغم ذلك مازالت الحركة بقيادة جبريل إبراهيم تحتفظ بقوتها ورمزيتها؟
التشظي داء أصاب كل الساحة السياسية حتى الحزب الحاكم، وذلك نتيجة لغياب الديمقراطية في البلاد لسنوات طويلة مما انعكس سلبًا على الممارسة داخل كياناتنا السياسية وحركاتنا المسلحة، وهي أكثر حدة في الحركات المسلحة لقلة التجربة السياسية، ولطغيان القبلية والعصبية عند أغلب قادتها، وهو أكبر مهدد لوحدة الناس.. لذلك أرى أن أغلب الانشقاقات تأتي لأسباب موضوعية، وهي عدم قبول برأي الآخرين وتفشي القبلية والعنصرية بصورة كبيرة داخل هذه الكيانات. أما فيما يتعلق بجبريل إبراهيم فكل المراقبين والمتابعين لملفات الحركات يعلمون جيداً أوضاع جبريل الميدانية والسياسية، فلا أريد أن أقول لك إنها صفر، بما أن هنالك شخصاً أو شخصين يتحدثان باسمه. ولكن من حيث الفعالية على الأرض فليس لديه فعالية.
ـ أنتم ساهمتم في إضعاف حركة العدل والمساوة الأم من خلال انشقاقكم؟
الانشقاقات حالة سودانية وتعود أسبابها لانعدام الديمقراطية في البلاد مما انعكس على تكويناتها التي لا تقبل الآخر وليست لديها الثقافة الديمقراطية التي تحتم علينا العمل سوياً رغم تبايناتنا الثقافية والدينية والإثنية.. فلذلك أي بيئة ليس بها احترام وقبول للآخرين وانعدام المؤسسية التي تنظم العلاقة بين الناس في المؤسسة الواحدة تحدث الخلافات والانشطارات.. ونحن متفائلون أن هذه الحالة لن تستمر طويلاً.. بعودة الديمقراطية سوف يتوحد هذا العدد الهائل من الأحزاب والحركات.
ـ عفوا.. لكن حركتكم موجودة في الإعلام أكثر منه في الميدان؟
طبعاً الحديث بالنفي أو الإثبات غير ذي جدوى، ولكن نطالب المشككين بتسجيل زيارة لنا في ميادين القتال ووقتها يمكن تقييم حديثه. وفي الوقت نفسه العدو قبل الصديق هو من يعرف وزننا العسكري.
ـ هل ترى أن حل الأزمة السودانية قد لاحت بوادره؟
التسوية السياسية التي توقف الحرب وتوفر دماءنا كسودانيين وتحترم الآخر مقبولة. ولكن أي تسوية لا تعترف بالآخر وتمد في عمر النظام ولا تعالج القضايا الأساسية التي من أجلها رفعنا السلاح فهذه غير مقبولة. ونحن نقاتل من أجل معالجة قضايا الشعب السوداني في كل أقاليمه وليس من أجل مطامع شخصية ولذلك أي حلول لا تعالج هذه القضايا فإنها لن تكون مقبولة.
ـ الآن بعد أن قمتم بتعليق مشاركتكم كيف تنظرون للحوار الوطني؟
الحوار الوطني من بنات أفكار المعارضة، وقد دعونا لهذا الحوار في العام ٢٠١١م في وثيقة إعادة هيكلة الدولة السودانية، وبضغوطنا العسكرية في الجبهات المختلفة استجاب الرئيس البشير لتلبية مطالبنا، ودعا للحوار في العام ٢٠١٤ بما يعرف بـ”حوار الوثبة” وكان موقفنا نحن في العدل والمساواة مرحّباً بالحوار لأنه من أفكارنا، ولكن حدث خلاف كبير في كيفية التحضير للحوار، ولذلك كانت مشاركتنا متأخرة لأننا ألححنا في قضايا جوهرية لابد من الاستجابة لها قبل الدخول في الحوار.. وعند لقائنا بآلية “٧+٧” بأديس أبابا أدرنا نقاشاً طويلاً انتهى بمشاركتنا في الحوار بعد أن لبت الحكومة أغلب مطالبنا وأبرزها: تمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح طلاب دارفور المعتقلين ووقف المتحركات المتوجهة الى مناطق النزاع والاتفاق على منبر تفاوضي لمعالجة القضايا سبب النزاع إضافة للخروج برؤية مشتركة حول موضوع الأسرى. ومع أننا علقنا مشاركتنا لكننا ساهمنا بالنقاش الجيد وقدمنا رؤانا في القضايا الأساسية في الحوار.
ـ قيادات حركتكم التقت بالرئيس البشير وأسست لعلاقة جيدة، لكن مع ذلك انهار المعبد وخرجتم من الحوار؟
لقاؤنا مع الرئيس البشير كان لقاء شفافاً عبرنا فيه عن الاحتقان الذي شهدته الساحة السياسية في المرحلة السابقة، وقلنا له إن هنالك قضايا حقيقية رفعنا من أجلها السلاح وأكدنا له جديتنا للوصول لاستقرار للبلاد وقلنا إن الحوار هو المدخل لذلك. وبدوره عبر الرئيس عن امتنانه لقبولنا بالمشاركة في الحوار وعبر عن جدية الدولة لتنفيذ مخرجات الحوار ومعالجة كل القضايا محل النزاع في منابرها.
ـ الآن الطريق يبدو مغلقاً أمامكم إذا قررتم الالتحاق بالمعارضة بعد أن قررتم الاستجابة لدعوة الحكومة؟
بالعكس، نحن ليس لدينا أي اتفاق مع الحكومة، ونحن شاركنا فقط في الحوار بضمانات الرئيس وأصدقائنا الدوليين. وكنا نتمنى أن يخرج الحوار بتوصيات جيدة تساهم في الاستقرار، ولكن العبرة بالنتائج وتنفيذها. أما تحالفاتنا فنحن الآن فنعكف في التوافق على مشروع الدولة الوطنية الذي طرحناه لإخوتنا في المعارضة للتوافق حوله بعد إجهاض مشروع الجبهة الثورية الذي تلاشى بسبب أطماع قادة بعض القوى في المعارضة وهو شيء مؤسف. ولكننا الآن متفائلون بالتوافق على مشروع الدولة الوطنية الذي لقي قبولاً كبيراً من القوى المسلحة والسياسية وسوف يرى النور قريباً.
ـ هل هناك تنسيق بينكم وبقية الحركات بدارفور وما هو نوع هذا التنسيق؟
نعم، هنالك تنسيق ومشاورات مع أغلب إخوتنا في القوى المسلحة وهم جزء من مشروعنا الذي سوف نكشف عنه في القريب العاجل.
ـ الحكومة تقول إن مؤتمر الحوار الوطني يمثل آخر فرصة للتسوية السياسية فى البلاد؟
إذا فشل الحوار الوطني سوف ينفتح الباب للاقتتال وتمزق السودان.
ـ هل كنتم تراهنون على أن يضع الحوار الوطني نهاية للحرب في دارفور؟
نهاية الحرب في دارفور تكون بمعالجة قضاياها العادلة عبر منبر تفاوضي يجمع كل الأطراف في النزاع المسلح ويعالج جميع القضايا .. الحوار يناقش القضايا القومية فقط، وكنا نأمل أن يفتح الباب لمعالجة قضايا النزاع في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور.
ـ بعض حركات دارفور تملك علاقات جيدة مع إسرائيل، فهل لك معها اتصالات أو علاقات؟
طبعاً لا.. وهنا لا يملك المرء سوى أن يضحك. وإسرائيل كدولة ليس لدينا معها أي علاقة… صحيح لدينا عضوية موجودة كلاجئين فروا من نيران الحرب في دارفور ويتعاملون وفق حقوقهم مع مفوضية الأمم المتحدة لحقوق اللاجئين. لكننا لسنا حريصين على إقامة علاقة مع إسرائيل ونعتبرها دولة مغتصبة ونتعامل معها علي هذا الأساس.
ـ لكن لديكم لقاءات مع مسؤولين أمريكيين بتنسيق مع كمبالا؟
العالم أصبح قرية صغيرة وكثير من الدول الآن لهم صلة بملفاتنا، وخاصة المسائل الإنسانية في مناطق النزاع ولهم دور كبير في إيواء وإطعام النازحين ومعالجة قضايا اللاجئين، فلقاءاتنا معهم في الجوانب الإنسانية .
ـ هل انتهى رهانكم على الحوار الوطني؟
نحن لا نرفض الحوار من حيث المبدأ، وكنا نأمل أن تكون مخرجات الحوار في صالح الوطن، وكنا نرجو الوصول الى سلام شامل في البلاد.
ـ كيف تنظرون إلى التنمية في إقليم دارفور؟
مع أن اتفاقية الدوحة مر عليها أكثر من أربع سنوات ولكن الأوضاع الأمنية كما هي وكذلك أوضاع النازحين واللاجئين في تزايد مخيف جداً. وهذه الأوضاع غير مبشرة … صحيح أن دولة قطر قامت بجهد كبير في اتجاه التنمية والتعمير وهو جهد مقدر ومحفوظ، ولكن لا بد من تكامل المجهودات.. فماذا يعني الإعمار في حين أن أغلب أبناء الإقليم في معسكرات النزوح واللجوء وأغلب أهل دارفور خارج إقليمهم وفي عواصم الدول المختلفة نتيجة للحرب. نحن تحدثنا مع مدير مكتب سلام دارفور الدكتور أمين حسن عمر في هذه الجزئية وتفهم الأمر واقترحنا له ضرورة إضافة بروتوكولات إضافية في وثيقة الدوحة، ونحن لدينا أفكار خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمني والنازحين واتفقنا على مناقشتها في المنبر حتى نساهم جميعنا في الوثيقة ونتبناها. وهذا ما سيحدث في القريب العادل.
ـ الحكومة تقول إن الحرب في دارفور انتهت وإنه ما يدور الآن أقرب إلى كونه حروباً قبلية؟
حقيقة الصراعات القلبية التي تحدث في الإقليم أكثر خطورة على الإقليم وهي صراعات في السابق كانت احتكاكات في المسارات والحواكير وكانت الإدارات الأهلية قبل مجيء الإنقاذ قادرة على احتوائها.. ولكن الوضع الآن غاية في الخطورة خاصة أن النظام عمل على تجييش قبائل من أجل المشاركة والمساعدة في حربه في الأقاليم المختلفة، وهذه القبائل تم تسليحها تسليحا عالياً جداً وصار عندها طموح في التمدد في كل الإقليم على حساب الآخرين.. وهذا نتيجة للاضطراب الموجود أصلاً في الإقليم وغياب دور الإدارات الأهلية وتسييسها. لذلك نحن نرى أن دارفور بتعقيداتها السياسية والقبلية الحالية محتاجة جدية من النظام القائم في الرغبة الحقيقية لمعالجة هذه الأوضاع والجلوس لكل أطراف الصراع لوقف الحرب ومعالجة القضايا الاجتماعية. وهذا لا يتأتى في ظل الحرب.
ـ كيف تنظر للخلافات داخل الجبهة الثورية؟
الجبهة الثورية والصراع الأخير فيها ذو شقين، الأول فشلنا نحن كحركات مسلحة متمثلة في حركة العدل والمساواة السودانية وحركتي تحرير السودان قيادة مناوي وقيادة عبد الواحد نور طوال ثلاث سنوات في أن نتوافق على قيادة للجبهة الثورية تعقب مالك عقار… وفي كل عام نفشل فيه نحول الأمر لمالك عقار ليواصل في الرئاسة حتى نصل لاتفاق… وفي المرة الأخيرة ووقتها لم نكن جزءاً من الجبهة الثورية عقب خلافاتنا داخل العدل والمساواة. ولكن حسب معلوماتنا بعد ان وصلوا لطريق مسدود قال لهم مالك عقار مقترِحاً أن يتم تعديل الدستور ويتم الأمر بالانتخاب كحل للخروج من هذه الدوامة.. وكل الاطراف وافقت على ذلك .. وبعد عدة شهور جاءوا مجدداً وقالوا انهم توافقوا على شخص د. جبريل إبراهيم فقال لهم عقار إنني ملتزم على اتفاقي معكم الأخير بأن يتم تعديل الدستور ويتم انتخاب للرئيس.. فاعتبروا كلام مالك عقار تراجعاً وأصدروا بياناً وعينوا فيه جبريل إبراهيم رئيساً للجبهة الثورية وأصبحت الآن الجبهة الثورية برأسين.
ـ وكيف تنظر لمستقبل الجبهة الثورية في ظل هذا الخلاف؟
في تقييمنا أن كلا الطرفين فشل فشلاً ذريعا في إدارته للأمر وهذا يوضح أنهم غير جديرين بقيادة أمر الناس وليسوا أكفاء لذلك هم يتصارعون على كرسي في “قعر شجرة”. وقد فشلوا سابقاً في تسكين هيكلة الجبهة الثورية طوال سنواتها منذ ٢٠١١م عند تأسيسها.. فكان بناء فوقياً ليس مربوطاً بالجماهير وليس له أي ارتباط مباشر بمعاناة الناس إلا بالبيانات من وقت لآخر.. وهذا الجسم كانت تشوبه كثير من الشوائب لذلك أقعد عن دوره الحقيقي. ولكن فشل تجربة الثورية لا يعني أننا كقوى معارضة لسنا محتاجين لجسم يوحد المعارضة بل نحن في حاجة ماسة لذلك وهو ما نسعى له الآن وعلى أسس جديدة وفي مخيلتنا إخفاقات التجارب السابقة وسوف يرى النور قريباً.
الصيحة حاوره عبر الوسائط: مصطفى أحمد عبد الله