مزمل ابو القاسم

وتسب.. حتى أراك

* أتاحت تكنولوجيا الاتصال العصرية العديد من الوسائل التقنية الحديثة، وفتحت الحدود، وقربت المسافات، وسهّلت إمكانية الحصول على المعلومات، وألغت قيود الوقت والمسافة.
* ساهمت التقنيات المذكورة في زيادة الاتجاه نحو الإعلام المتخصص، وأفقدت الحكومات الوطنية سلطة احتكار المعلومة، وقلصت قدراتها على التحكم فيها، ودفعت بعضها إلى إعادة هيكلة نظمها الإعلامية، لتواكب مستجدات عصر العولمة.
* قلصت الوسائط المذكورة قوة الإعلام التقليدي، وأضعفت توزيع وتأثير الصحافة الورقية، ورفعت معدلات التواصل بين البشر، ومكنتهم من تجاوز قيود المسافات واللغات.
* لا توجد وسيلة تواصل إلكترونية أقوى من تطبيق (واتساب)، الذي غطى على (فيسبوك) و(تويتر)، وأصبح لازماً مهماً في أي هاتف ذكي.
* التطبيق الجهنمي، الذي يعد أحدث وأقوى صيحات التواصل الاجتماعي، يتيح لمستخدميه ميزات التراسل الفوري عبر الإنترنت، بالنص والصوت والصورة والفيديو، مع المدرجين في دليل أرقام الهاتف الجوال، كما يمكن مستخدميه من إضافة كل من يمتلكون البرنامج إلى قائمة الأسماء الخاصة بالبرنامج.
* مؤخراً أدخل التطبيق الخطير ميزة الاتصال الصوتي، ليهز بها عروش شركات الاتصالات بقوة، ويقلص مدخلاتها من المكالمات الصوتية إلى الحد الأدنى، بسبب جودة الصوت فيه، ورخص أسعاره مقارنةً بالفواتير التقليدية.
* انتشر (واتس آب) وتضاعف وغطى كل أرجاء المعمورة منذ إطلاقه في العام 2009، بأمر الأمريكي بريان أكتون والأوكراني جين كوم، حيث بلغت أعداد المشتركين فيه أكثر من نصف مليار شخص، ليتفوق على (تويتر)، (فيسبوك) في عدد الرسائل المتبادلة، والتي يفوق عددها 20 مليار رسالة شهرياً.
* أكثر من نصف مليار، يتبادلون أكثر من سبعمائة مليون صورة، ومائة مليون فيديو، ويرتبطون مع بعضهم بلا خوفٍ من رقابة أو قيود، إما فرادى أو جماعات، تضمهم مجموعات، اتسعت مؤخراً لتضم الواحدة منها أكثر من مائتين وخمسين عضواً.
* في السودان يتضح تأثير (الواتس) القوي في كل مناحي الحياة.. حتى الشيوخ باتوا يستخدمونه، لسهولة التعامل معه، أما الشباب فحدث ولا حرج، إذ قلما تمر على أحدهم دقيقة من دون أن ينظر فيها إلى هاتفه، متحسساً (الواتس)، بحثاً عن رسالة جديدة.
* أعتقد أن أقوى مميزات (الواتس) أنه سهل التعرف على قدرات الآخرين، وساهم في كشف إمكاناتهم اللغوية وخلفياتهم الثقافية والفكرية، لأن التعاطي معه يتم آنياً، فيكشف ما إذا كان المتصل متمكناً من اللغة أم لا، ويوضح مدى قدرته على احتمال الرأي الآخر، ولعل تلك النقطة تفسر لنا مسببات ارتفاع أعداد البلاغات الخاصة بالجرائم الإلكترونية مؤخراً.
* أكبر مصائب (الواتس) تتمثل في أن الأخطاء الناتجة عنه لا تقبل المراجعة، لأن رسالته تشبه الرصاصة التي تخرج من السلاح، لا يمكن إرجاعها، ويستحيل مسحها.
* كثيرون وقعوا ضحايا التسرع في إطلاق رسائل التطبيق الخطير قبل الاستيثاق من هوية المرسل، فانطبقت عليهم مقولة (وتسب حتى أراك)!