البغلة في الابريق
كانت جدتي رحمة الله عليها مقتنعة تمام الاقتناع انها تتحدث اللغة العربية بطلاقة …لم يستطع احد ان يثنيها عن تلك القناعة …فقد كانت امراة عنيدة جدا ..لا يستطيع احد ان يجادلها كثيرا …اذكر ذات مرة نادت علي شخصي الضعيف وكنت أصلي ..فردت عليها صديقتي التي كانت تذاكر معي ..(عايزة شنو يا حبوبة)..فقالت لها (جيب قفاد فيهو كرنجيد)..
(قلتي شنو ؟؟ انا ما فاهمة يا حبوبة اتكلمي عربي )..فما كان من جدتي الا ان صرخت بأعلى صوتها (وأنا كلم انجليز؟؟ دا اربي )..في تلك اللحظة كنت قد انهيت صلاتي بعد جهد جهيد من مغالبة الضحك ..فقد كانت جدتي تريد (مبخر به بضع جمرات)..ولم تكن للجملة التي نطقت بها أي علاقة باللغة العربية غير كلمتي (جيب ..فيهو) …
لكن من كان يستطيع ان يقول لها ان البغلة في الابريق ..قد رحلت جدتي تلك عن عمر يناهز المائة وكانت حتى لحظاتها الاخيرة تعتقد انها من فطاحلة اللغة العربية وأساطينها.
لا ادري لماذا تذكرت جدتي ذات الرأس العنيد عندما قرأت ذلك القرار العجيب الخاص بنية المحلية بادارة (السراير ) ووضعها تحت المراقبة اللصيقة والتحذير لأي جهة من القيام بايجار السراير ..فالمحلية هي المعنية بالامر …لا علاقة بين الامرين ..اليس كذلك؟؟ ولكن الفكرة في اننا قد (غلبنا النسويه) في مناقشة أمر ايجار الكراسي والترابيز الذي تفرغت له المحليات تماما ..واصبح شغلها الشاغل هو تجنيد منسوبيها للقيام بحملات تفتيشية تجوب الشوارع لضبط أي مخالفة من قبل أي (ست شاي ) تضبط وهي تبيع الشاي لزبائنها وهم جلوس على بنابر أو كراسي ليست ملكا للمحلية!!! …نحن في حالة عدم تواصل او على الاقل نفتقد اللغة المشتركة للتفاهم كما كان الحال مع جدتي الراحلة .
لماذا يصر القائمون على امر المحليات على التحكم في المهن التي يأكل منها المستضعفون من النساء والولدان ؟؟ ؟؟ هل هناك امر خفي لا نفهمه؟؟ لماذا كلما شتل هؤلاء الضعاف (أفراحا) ..تجي (المحلية ) تمد ايدها؟؟ ..هل واجب المحليات هو تسهيل العيش على المواطن ام تصعيبه؟؟ …ربما كانت المحلية تريد من هؤلاء امتهان مهن أخرى..كما في ذلك الفيلم لهاني رمزي الذي يمثل فيه دور شاب لم يكمل تعليمه وهو يستنجد بعمه للبحث عن عمل ..يقول عمه (ما تفتح لك عيادة) ..يفكر قليلا ويقول (ما بحبش الطب) …
يا ايتها الاخوات والخالات والعمات بائعات الشاي (ما تفتحوا ليكم عيادة ..ولا انتوا كمان ما بتحبوش الطب؟؟)…المهم اقتراحي لكم هو اعملوا شاي وقافي … يبدو ان المحلية عندها مشكلة مع القعاد ..وكل ما يقرب اليه من قول او عمل ..خلوا الزباين يمارسوا رياضة الوقوف ..يشربوا الشاي على الماشي ..نشوفهم بعد دا حيعملوا ادارة لي شنو؟؟ الا كان يأجروا الكبابي والملاعق بعد دا ..غايتو يا ناس المحلية يجيكم الجا لي سعاد ..حماها المشي والقعاد والرقاد.
د. ناهد قرناص
في عهد الانقاذ عدد كبير من موظفي المحليات ومنسوبي الشرطة امهاتهم بائعات عرقي حرصن على ادخال ابنائهن في مجال الشرطة حتى يأمن شر الكشة واعتلى ابناء ستات العرقي هؤلاء اعلى المناصب لقدرتهم على النفاق والبيئة الوسخة التي تربوا فيها وهم والكيزان حلة واتلمت على غطاها
المهم ستات العرقي وستات الشاي من نفس الطبقة الاجتماعية ولكن ستات الشاي بخافن ربنا واخترن درب السلامة في الدنيا والاخرة ولكنهن احيانا يعيرن ستات العرقي ولا يتعاملن معهن مما خلق كراهية وحقد عند ستات العرقي تجاه ستات الشاي ونقلن هذا الحقد لابنائهن وما مستبعد انهن يقمن بتحريشهم ليضايقوا ستات الشاي ومما يزيد الامر سوءا ان اولاد ستات العرقي يصلون الى درجات معينة لا يستطيعون تخطيها تنظيميا بسبب ماضي امهاتهم في بيع العرقي مما يحرمهم من دخول انتخابات وخلافه ولكن مناصبهم بالتعيين لذلك موظف المحلية او الكوز المتسلق عندما يرى ست الشاي يتذكر امه ويتمنى ان كانت مثلها وتمسكو ام هلاهلا وتتحول كل هذه المشاعر لحقد دفين ضد ستات الشاي
غايتو يا ET نبرأ الى الله مما تتفوه به و تكتبه .. ونسال الله ان يجزيك بما انت اهل له
و اقول لك اتق الله … و هل يكب الناس في النار الا حصايد السنتهم
اذا طلب منك الشرطي او الموظف رشوة بصورة مباشرة فاعلم ان امه بائعة هوى اما اذا لمح تلميحا فاعلم انها ست عرقي اما اذا هددك ان تدفع او سيعاكسك فاعلم ان امه يت عرقي وبائعة هوى في نفس الوقت وان لم يفعل فامه شريفة