العاقل من اتعظ بغيره .. يا وزير المالية
{يبدو أن السيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي “بدر الدين محمود” لم يعتبر بتجربة سلفه الوزير “علي محمود عبد الرسول”، ومع أن “علي محمود” لم يفكر يوماً في استغلال آليات الوزارة القابضة في التضييق على الصحف ومحاربتها، ونشهد له أنه كان نبيلاً في ذلك رغم هجماتنا الضارية عليه، وكنا وما زلنا نيمم شطر الشعب، لا نستهدفه لغرض خاص أو مصلحة فرد أو جهة أو جماعة.
{لم يعتبر “بدر الدين” من سيرة “علي” التي انتهت بمغادرته الوزارة بسبب ضغوط الرأي العام واندلاع احتجاجات عنيفة ومدمرة طالت معظم أرجاء العاصمة، عقب قرار زيادة أسعار المحروقات في سبتمبر عام 2013.
{ونحن انطلاقاً من واجبنا المهني والوطني والديني نقول للأخ “بدر الدين”، وتجمعنا معه ولاية واحدة هي الجزيرة الخضراء، غير أننا لم نتعود أن نتعنصر كما يفعل البعض – أعلى وأسفل – لولايات أو قبائل أو جهات، نقول له جهاراً نهاراً: العاقل من اتعظ بغيره يا “بدر الدين”، فلا يغرنك مرورك في معركتي (الدقيق) و(الغاز)، فحين يسقط الوزير في امتحان الرأي العام لن ينفعه المرور في امتحان الحزب، لأن القيادة – أي قيادة سياسية في أي دولة بالعالم – لن يكون من مصلحتها الاحتفاظ طويلاً بوزير احترق عند الناس، وأظن أن التغييرات التي أطاحت بقيادات ووزراء كانوا أكثر قرباً ونفوذاً تغنينا عن الجدال .
{مناسبة هذا الحديث ما صرح به وزير المالية مجدداً عن نيته رفع الدعم وتحرير المزيد من السلع في إطار سياسة الإصلاح الاقتصادي للدولة!!
{قد ترى أنت أنه (إصلاح) للدولة وقد توافقك أو تحرضك على المضي قدماً في ذات الطريق الملغوم مؤسسات اقتصادية استعمارية مضرة ومؤذية مثل صندوق النقد الدولي، ولكن خبراء اقتصاديين سودانيين كثر يرون أنها ليست سياسات إصلاح، بل هي سياسات (خروج بالجملة) وهروب للحكومة من نطاق مسؤولياتها وواجباتها المعلومة تجاه شعبها وفق ما هو معروف حتى في أوربا وأمريكا .. مهبط (الاقتصاد الحر).
{وزير المالية يتحدث عن خروج الدولة لصالح (القطاع الخاص)، بينما الدولة في “ألمانيا” و”بريطانيا” و”مصر” و”السعودية” و”إريتريا” ما زالت تدعم الكثير من السلع، وما زالت موجودة بدعمها الغزير في قطاعات الصحة، التعليم والمواصلات.
{شركات القطارات والمترو والبصات العاملة على مدار الـ(24) ساعة في أوربا، ما زالت تتبع للقطاع العام، وتقدم تذاكرها للمواطنين بأسعار زهيدة ومدعومة من الدولة، ما جعل نظام المواصلات في غرب أوربا هو (معجزة) الخواجات المثيرة للاهتمام والعجب.
{وبعد أن تخرج وزارة “بدر الدين” من كل شيء تدريجياً أو (دفعة واحدة) كما فعل في موضوع (الغاز)، فهل من قيمة وأهمية لبقاء وزارة باسم المالية، ووزير يتلقى راتباً وحوافز ومكافآت؟!
{ما معنى وجود حكومة تترك استيراد المواد البترولية لشركات خاصة، والقمح والدقيق لتجار، والمواد الغذائية لشركات توزيع تستجلب طعامنا المعلب من دول الخليج، بينما فكك “مأمون حميدة” أكبر مستشفى حكومي أسسه (الإنجليز) كما يفك (الميكانيكية) الصواميل، والفرق أن هؤلاء يعيدون الصواميل والماكينة والعجلات إلى مكانها بعد الصيانة، لكن الوزير “مأمون” مثل الوزير “بدر الدين” لا يعيدان شيئاً إلى مكانه!
{العاقل من اتعظ بغيره .. ولكن ما أقل العقلاء في هذا الزمان !
ديل ماوزراء … ديل تجار وأصحاب مصالح ككل وزراء الانقاذ ..
قبل ان اقرا ها الموضوع كنت اتناقش مع احد الزملاء نتناقش عن رسوم المحليات – والتي آت الناس والمؤسسات والشركات محليات عباره عن مكاتب للجبايات- وقلت لصديقي لقد رجعنا للعهد التركي العثماني حيث اشتهر ها العهد بالظلم والضرائب والاتاوات وغيرها من الرسوم التي ارهقت الناس – والله فاشلللللللللللللللللللللللللللللللللييييييييييييييييييييييييييين