احلام مستغانمي

أليس عجيباً أنّ .. !

أليس عجيباً أنّ ما من أمر غداَ يستفزنا أو يثير غضبنا ؟ كم من الصدمات تتالت علينا خلال بضع سنوات، وكم هي كبيرة الأحلام القومية التي انهارت على مرآى من ذهولنا ، والأحداث التي ما ظنناها ستحدث ، وهانحن نتقبّل حدوثها . لا شيء من كلّ هذا أشعل غضبنا ، في عالم يتغيّر كل يوم وقد لن نكون سادة فيه .
كنا نرفض التطبيع مع إسرائيل ، فاقترفنا ما هو أخطر من ذلك في حق أنفسنا ، بتطبيعنا مع اللامبالاة .فما الذي انطفأ فينا ، حتى غدونا نشاهد أخبارنا على الشاشات ، وكأننا نشاهد أخبار غيرنا .
أن تُقلع عن الغضب ، يعني أنك غادرت عنفوانك الأول ، أما أن تُقلع عن الحلم ، فمعناه أن النكسة ما عادت خلفك بل فيك . وأن أحلامك تواضعت ، وقامة كبريائك انحنت ، وأحرفك المنتصبة احدودبت .
لنكتب ، نحتاجُ إلى حقنا في الغضب ، وإلى واجبِ بقائنا حراساً للذاكرة ، لا كلاب حراسة عند أبواب الأدب ، بعد أن غدت ثقافة النسيان فرضاً . ذلك أن العروبة ليست سياسة بل ثقافة ، بسقوط صرحها نكون قد انتهينا . ( من محاضرة لي في معرض الكتاب الشارقة 2009 )