الهادي راضي يفوز بـ جائزة الطيب صالح
نال القاص والكاتب الهادي علي راضي، أمس الأول، الجائزة الأولى في مسابقة الطيب صالح للإبداع الكتابي – مجال القصة القصيرة، فوز يحقق للكتاب السودانيين موقعا متقدما بين فروع الجائزة، حيث نال الجائزة الأولى في الرواية كاتب من سوريا “سومر شحادة”، بينما نالت الجزائر الجائزة الأولى في مجال قصص الأطفال لـ “أسمهان منور”، في حين تقاسم بقية الجوائز “الثاني والثالث” كتاب من سوريا والسعودية، وحقق الكتاب السودانيون تميزا ملحوظا بنيلهم أكثر من جائزة في أكثر من مجال، حيث حقق مصطفى بشار المركز الثالث في مسابقة الرواية، وحقق معاوية قيلي المركز الثالث في مجال القصة القصيرة. وهذا بلا شك إنجاز كبير لكتاب السرد في السودان وتقدم ملحوظ في المشاركات السنوية بالمسابقة.
الهادي راضي، من كتاب القصة القصيرة القلائل الآن في السودان، الحريصين على هذا الشكل من الإبداع السردي وتميزه والتنويع في طرائقه الكتابية بالتجريب والإنتاج الاحترافي المستمر. ونصوص القاص الهادي القصيرة، اتسمت بذلك البعد الرؤيوي والمزاوجة ما بين الهم المجتمعي المؤرق والتمأزق الوجودي الفردي، مما جعل لهذه النصوص ميزة فريدة قلما تتوافر في كتابة القصة القصيرة؛ التي تتطلب تركيزا موضوعيا حادا تحت ثقل التكثيف اللغوي والحدثي للوقائع، وهي معادلة نجح الهادي راضي في إيصالها إلى مراميها الإبداعية في أكثر قصصه المنشورة في الملفات الثقافية أو تلك التي نالت جوائز أخرى تسبق الجائزة الأخيرة.
وهنا، للتوثيق، وربطا بهذه الإنجاز المستحق، أذكر أن علاقة الهادي راضي بالكتابة القصصية والنشاط الثقافي عموما، تعود إلى بدايات تسعينيات القرن الماضي، وإلى منصات الثقافة بمدينة نيالا تحديدا، فالهادي – ضمن آخرين – كان من المؤسسين لمنتدى نيالا الثقافي “نادي الموردة”، هذا المنتدى الذي أسهم بشكل كبير في تحديث الحراك الثقافي بالمدينة وكان بداية الانطلاقة الحقيقية لكثير من المنتديات الثقافية والقرائية والكتابية الأخرى التي عمت المدينة. ومن هنا أزجي تحية مباركة خاصة لكل عضوية منتدى نيالا في ذلك الوقت وعلى رأسهم الأصدقاء الشاعر محمد خير الخولاني، والمثقف المتفرد محمد الريح السليمي، وشقيقي الشاعر والقاص راشد الصويم، والشاعر والكاتب قاسم أبو الزاكي، والناقد والمترجم ناصر السيد النور، وكل من شارك في تأسيس المنتدى وتواصل نشاطه حتى الآن.
مبروك يا هدهد، فرحتنا كتير يا صديقي.