سوداني طاعن في البسالة
* لربما كنت ساخطاً عليه وهو يحاول مع إخوة له عبور سيناء لأجل الوصول إلى تل أبيب ليهنأ بلقمة عيش أفضل، لربما ظننت أنه قد خلع عباءة إسلامه في قصور كقصور سكان القصور.. حينما قالت ممثلة لهم لما قالوا إن الشعب لا يجد خبزا لماذا لا يأكلون كيكاً؟ وقد قال سوداني ساخراً أو نأكل كيكاً بالويكة؟
* لربما أفلت كامل حسين من رصاصات انتاشت بعض زملائه حتى وصل إلى إسرائيل لكنه كان مثل رأفت الهجان أو مثل سليمان خاطر ومن قرأ لمظفر النواب عن سليمان خاطر سيشعر بالخطر والشارع البذيء باعترافه يلبسه قميص نبي.
* أمس حملت كل القنوات والمحطات خبرا عن استشهاد سوداني حاول طعن جندي إسرائيلي أسوة بالفلسطينيين هناك في انتفاضة “الطعن” التي تنتظم الأراضي المحتلة منذ شهور وقد غطاها الموج الذي يحمل النازحين والمهاجرين وغطت أخبارها البنايات المهدمة بفعل أيدي المسلمين على رؤوس إخوانهم في عبثية الموت المجاني الخلاق.
الذي يفصل الشمس عن طفلها
ورشة القاتلين
هنا حتى الموت بمقدار
في نصف كوب من (الميم).
* طربت قبل ذلك لسماعي إيقاعا دارفوريا لفتاة إسرائيلية تشدو بأغنية غرباوية جميلة فقلت إن مصطفى سعيد آخر قد غزا عاصمة عصية أخرى ثم إذا بكل الكلمات منثورة ومنظومة تتراجع ورجل سوداني تنتاشه رصاصات بعد طعنه لجندي قاتل ومغتصب فيسقط هناك لا على رأسه “كوفية” ولا غبن تهجير.
* أبعد كل أحلامه التي قطع لأجلها الصحارى والعمائر وتبع نجمة الخلود وهلال الحق لم يعش موته بالانضمام لجهة تحارب أختها ولم يشكك في خلواته في مآلات الرحيل.
* رأى الأسود والرمادي والأبيض فاختار لون الكفن منحازاً إلى مكنون نفسه تاركاً لنا أن نفكر في سوء ظننا به ورفاقه وحكمنا عليهم لما اتخذناهم تسلية ذات ضجر والبرد قد حبسنا في مبنى قد يكون بيتاً أو مكاتب عمل. خاض التجربة ونجح في الاختيار بعد أن رأى بعينه وسمع.. لربما سيتأقلم البعض مع الحياة هناك ولكن بلا شك سيجد المضايقة من بعد ذلك فإن الصفوف الآن تتمايز من أمريكا وإلى الشرق الأوسط وقد انقسمت الدنيا إلى فريقين ومن كان على الحياد جر إلى الاختيار ومن ثم الاختبار، كل هذا الضنك والتعب والرهق والموت أوجاع لولادة قادمة لأمة تتبدل الآن يسافر دانيها إلى الأقاصي ويحل الأقصى في القصي.. والقصاص يقترب.. السوداني بالأمس بدأ القصة وأزال بعضا من الغُصة لعلهم ظنوه سكيناً وهو يحمل ملامح أهله ومثلهم (المسكين سكين).
….
خروج
اليوم عيد الفلس تاين.