هاني رحمة : عندما بكي صغار السودان
.والله لم أتمالك دموعي بالأمس حالي كحال جميع من شاهد المباراة التي جمعت بين صغار السودان تحت 12 عاما ومنتخب جزر القمر على نهائي البطولة التي نظمها تلفزيون ج بالعاصمة القطرية الدوحة.
. والله أفرحتم السودان في زمن اختفت فيه دموع الفرح كثيرا من على خدود أهل السودان الكرام.
.ما هذه الوطنية وما هذا الحب الذي نثرتموه في ارض الدوحة ، أصغار انتم في وطنيتكم لا والله بل كبار وكبار جدا ، شرفتم السودان أحبائي الصغار وأبكيتموه عن بكرة أبيه وانتم تبكون متأخرين بهدفين ثم تبكون فرحا وانتم تعادلون النتيجة ثم تبكون وتبكون كل السودان وحتى غير السودانيين بالملعب وخارجه وانتم تظفرون بكاس البطولة من بين 16 فريقا.
.بالأمس لم تكن هذه المباراة مباراة في كرة القدم فحسب إنما كانت مباراة في حب الوطن الغالي السودان.
.أيها الصغار والله تستحقون التكريم من اعلي المستويات بالدولة وتستحقون أن يخرج السودان كله في استقبالكم وحملكم علي الأعناق وانتم تفعلون ما عجز عنه الكبار حبا وتفوقا وفي كل شئ.
.بالأمس شاهدنا السودان يبكي فرحا في دموعكم الغالية أيها الصغار الكبار، والله لا تطاوع المداد الكلمات لتعبر عن ما فعلتموه من حب وغيرة ووطنية، فقط كان واجبا علينا أن نقول لكم شكرا أحبائي الصغار فقد شرفتم السودان وعكستم الوطنية الحقيقية الخالصة من غير زيف ولا نفاق .
.بالأمس كان صغار السودان علي كل لسان في الفضائيات والإذاعات وحتى علي لسان كبار المحللين والمتابعين على مستوى الوطن العربي.
.أتمني أن تخرج كل قطاعات المجتمع السوداني لاستقبال إخوان محمد صالح بالمطار وان يكون في مقدمة المستقبلين السيد رئيس الجمهورية وان يتم تكريمهم تكريما يليق بما نثروه في ارض دوحة الخير من حب ووطنية خالصة.
.لا أجد كلمه تعبر عن امتنانا وشكرنا لكم ولكل من ساهم في هذا الدرس الوطني، فقط سنقول لكم شكرا يا أمل السودان.