عبد العظيم صالح : درس من الصغار
قبل أن يجف مداد ماكتبناه في هذه المساحة، فإذا بأشبال الجزيرة يفعلونها في الدوحة.
قلنا أمس في هذه المساحة، إن تحسين الصورة الذهنية عن السودان يتم من الداخل وليس الخارج.
.. في مقدمه ديوانه (العودة إلي سنار)..سرد لنا (محمد عبدالحي) قصه أبي يزيد البسطامي… قال: يا أبايزيد ما أخرجك من بسطام ؟ .قال: طلب الحق. قال:ماتطلبه في بسطام..؟ ارجع قال:رجع ولزم حتي فتح له..
نحن الآن أمام حكمة (والله جديده).من أرض المحنة من قلب الجزيرة،…
من الرأسمالية أبت تطلع
من المشروع أبت تطلع
من المدرسة طلعت
وأفراح البلد زادت وما أجمل الفرحة عندما تقترن بالدهشة ، ذهب الأبطال الصغارإلي الدوحة، وشاركوا في منافسات بطولة قناة(جيم) الفضائية ثم انتزعوا الكأس والبطولة عنوة من أمام (16)دولة عربية.. وأهدونا الكأس والأمل بأننا يمكن أن نكون(ناس) بعد سلسلة من الهزائم وبدون تفصيل(ممل) هزائم في كل (شنو) يا سبحان الله.. يضع سره في أضعف خلقه.. دائما نقول ونؤكد أننا لا نقل عن الآخرين في شئ.. ولكن. وآه. من لكن.. نعم اندهشنا. فكلنا لم يعلم شيئا عن البطولة. أو حتي القناة.. أو مدرسه محمد عبدالله موسي..حتي علمنا بالنبأ المدهش..
قد يقول قائل من جماعة (حزب الاحباط) (.شنو القومه والقعدة) في موضوع ربما لايستحق الضجة . الحقيقة غير. ودلالات الحدث كبير.
نحن الآن أمام نوع جديد من النجوم جاءوا من قلب المجتمع والشارع العادي. لم تتوفر لهم إمكانيات كبيرة ولم يزفهم الإعلام للدوحة بأدواته الباذخة كما يفعل مع فرقنا الرياضية ذهبوا في صمت. وتنافسوا في هدوء. ولفتوا أنظار الرأي العام العربي والذي تابع بانبهار دموع أطفال السودان. سالت دموعهم غزيرة مع الهزيمة … ثم تدفقت شلالات دموع الفرح عندما عانقوا الكأس والنصر.
قال عنهم معلق رياضي.. هؤلاء الأطفال بألف لاعب عربي. طيله حياتي الرياضية لم أشاهد فعلا كهذا.
قبل نهايه المباراة انخرطوا في نوبة بكاء عند خسارتهم. لم يتوقفوا بذلوا مجهودا كبيرا وعدلوا النتيجة لفوز مستحق. وجاءت مرةأخري دموعهم دموع الفرح. فهنيئا للسودان أبطاله الصغار.
الغريب في الأمر إن الصحافه الرياضيه لم تبرز الحدث بما يستحق من اهتمام وجاء متدحرجا بعد أخبار ونشاطات الكرة السودانية(المهببة) وليس في الأمر عجب..
ومع ذلك فالفرصة لازالت موجودة بالتبشير بهذه المعاني والدلالات العظيمة .
وشكرا أرض الجزيرة. أرض الخير والأبداع. ففي كل نهاية نفق تلوح دائما الجزيرة لتقول أنا الشمعة التي تضئ في نهاية النفق.